صحيفة بريطانية: تاتشر هددت باستخدام السلاح الكيماوي ضد صدام


ذكرت صحيفة بريطانية أن رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت تاتشر، كانت قد هددت الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، بالسلاح الكيماوي عقب توغله في الكويت عام 1990، وذلك وفقا لمذكرة رفعت السرية عنها مؤخرا.

وبحسب ما نقلته “فايننشال تايمز” عن تلك المذكرة، فأن تاتشر خططت لتهديد صدام حسين، بالسلاح الكيميائي بعد توغله في الكويت، حيث أشارت الصحيفة إلى أن “مثل هذه اللعبة عالية المخاطر كانت تهدد بدفع بريطانيا لاستخدام الأسلحة الكيميائية لأول مرة منذ عام 1919”.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن لجوء تاتشر لمثل هذه الخطة ردا على دخول القوات العراقية إلى الكويت، يدل على قوة نزعة حكومتها نحو معسكر “الصقور” خلال أيامها الأخيرة في السلطة، فيما كشفت الوثائق السرية أن “وزير الدفاع الأميركي، ديك تشيني، تصدى لخطة تاتشر متسائلا عما إذا كانت مستعدة لدراسة خيار استخدام السلاح النووي”.

وأضافت الصحيفة أن رئيسة الوزراء البريطانية، قضت أشهرها الأخيرة في السلطة حينها، في محاولات لحشد الدول الغربية والعربية لمواجهة صدام حسين، حيث أكدت التزامها بالدفاع عن سيادة الكويت وآبار النفط السعودية، كما اشتهرت في ذلك الوقت بتصريحات خاطبت فيها الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، عندما حذرته من “التذبذب” تجاه صدام، وكان موضوع الأسلحة الكيمياوية من بعض النقاط التي كانت تاتشر تختلف حولها مع بوش.

وتابعت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA استنتجت أن “قوات صدام مستعدة لاستخدام السلاح الكيماوي إذا أصبحت على وشك الهزيمة وتم طردها من الكويت”، لكن الوكالة كانت تعتقد أنه ستكون هناك “فترة إنذار قصيرة” قبل حدوث الهجوم الكيمياوي.

ووفقا للمذكرة التي تم رفع السرية عنها، أشارت الصحيفة إلى أن تاتشر قالت لـ تشيني في تشرين الأول عام 1990 “علينا أن نقرر كيف سيكون ردنا، وإذا أردنا ردع هجوم كيمياوي عن طريق التهديد بالانتقام بالطريقة نفسها، فيجب أن تكون بحوزتنا أسلحة كيمياوية جاهزة”، وقد رد تشيني على إصرار تاتشر بالتأكيد أن جورج بوش الأب، يشعر بـ”اشمئزاز قوي” تجاه استخدام تلك الأسلحة.

وقال تشيني إنه “رغم عدم اتخاذ قرار نهائي يستبعد الخيار الكيمياوي، كان القادة العسكريون الأميركيون يميلون نحو الرد على الهجوم الكيمياوي المحتمل من قبل صدام بهجوم واسع النطاق بالأسلحة التقليدية، وذلك لأنهم لم يملكوا أي خبرة في استخدام الكيمياوي”.

ولفتت الصحيفة في نهاية تقريرها إلى أن تاتشر لم تذكر هذا الحوار في مذكراتها، على الرغم من أنه سبق لها أن قالت بعد انتهاء أزمة الخليج في عام 1991، إنها “لو تطلب الأمر لكانت مستعدة لاستخدام السلاح النووي ضد العراق”.

الجدير بالذكر أن بريطانيا وبعد مرور ثلاث سنوات على رحيل تاتشر من منصب رئيس الوزراء في تشرين الثاني عام 1990، وقعت على الاتفاقية الدولية الخاصة بحظر الأسلحة الكيمياوية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here