غاني نجوى فاروق ….. دواء العشق ( قصص قصيرة )

1
نهض ذات صباح متأخر شعر بأنه ليس بخير فجسده مرهق ومتعب فهنالك الم حاد يرسم حضوره في فقرات رقبته فبدايات هذا الالام كانت في فترة مراهقته اتضح فيما بعد انه انزلاق غضروفي والسبب الجلوس امام الكومبيوتر ومطالعة الكتب لساعات طويلة كان صوت الاواني الفارغة يصدر من المطبخ فحمل عبء جسده الى هناك وقام بتحضير عصير البرتقال لنفسه واشعل سيجارة وما ان انتهى من ذلك اتجه صوب جهاز الستيريو الضخم الخاص راح يبعثر الاقراص الموسيقية والغنائية الى ان رأى ضالته مجموعة من اجمل اغاني المغربية نجوى فاروق فدفع باولى اغنياتها ( ويلو ) …..
خلع الشورت الاحمر وقف تحت الدوش ينتظر رقصة العشق والماء

2
احيانا كثيرة يلاحظ بأن عدد نبضات قلبه تزداد وهنالك اثار لنبضات هاجرة بين الحين والاخر فقرر استشارة احد معارفه الاطباء وهو اخصائي قلب شهير اجرى له الطبيب العديد من الفحوصات وظهرت النتائج طبيعية …..
قال له الطبيب
قلبك طبيعي
قال
اعرف فقلوب الثائرين قوية
ضحك الطبيب وقال له
ما زلت شابا قويا هذا ظاهر وواضح من بنيتك الجسمانية كل ما في الامر قلل من التدخين والسهر والكحول وتجنب الاكثار من اللحوم والدهون وخذ قسطا كافيا من النوم حينها سيزول التعب والارهاق واعطي اجازة للكتابة وقراءة كتب الفكر والفلسفة فمن هم مثلك ليسوا بحاجة لأي دواء القضية هي تغير في نظام اسلوب الحياة وينتهي كل شيء …..
خرج من عيادة الطبيب صعد الى سيارته وضع قرصا مضغوطا لنجوى فاروق واستمع الى اغنية ( موجوع قلبي ) حينها نبض قلبه بجنون مرة اخرى اخرج هاتفه واتصل بالطبيب …..
قال له
هل هنالك دواء للعشق

3
ارتدى بدلته السوداء والتقط من علبة السجائر رفيقة كي يراقصها في الفراغ كان قميصه الاسود مفعما بالكبرياء تفوح منه رائحة ( اللاكوست ) وقف تحت اشعة النجم الذهبي وراح يراقب العرق وهو يتصبب من صحراء رجولته حتى القلادة الجيفارية لم تنجو من قطراتها اخرج من الصندوق الملتصق لواجهة السيارة الداخلية نظارة شمسية سوداء يا للهول كم نظرة شمسية تمتلك ايها الاشتراكي المزيف اكثر من عدد اصابع اليد الواحدة واقل من اليدين مجتمعتين وكلها ماركات مشهورة باهضة الثمن ترجل من بعدها صهوة نرجسيته المصابة بالزهايمر الاحمر واستمع الى اخر الصيحات الغنائية للنجمة المغربية نجوى فاروق ( خلوني ) وانطلق في اقصى سرعة برفقة سيارته الوشق الاحمر فله موعد مع العشق والشمس .

4
وضع سماعات الهاتف في اذنيه امام بركة السباحة واستمع الى اغنية ( الغرقان ) لنجوى فاروق وانتظر حبيبته لعلها تنتشله من الغرق …..

5
لا مفر من الموت لكن ان يموت الرجل بمرض اسمه العشق فهذه اهانة لهذا قرر ازالة كل الخيوط من جسده …..
قف ايها المتيم المولع بالسراب
العري لن يفصل العشق عن جسدك فهو يسكن منتصف صحراء رجولتك وما ان نزعته سينتهي كل شيء وتصدح قهقهة الموت جلس حينها واشعل سيجارة وارتشف من الكأس بعضا من التأوهات استمع الى اغنية ( مازال عشقك في البال ) لنجوى فاروق وانتشل من متاهة الذاكرة بضع صور منسية تصفحها الواحدة تلو الاخرى ككتيب شعري ظن انها قصائد وبما انه شاعر فبمقدوره قلب مشاهد ذاك الموعد الاحمر الى لقاء عابر ……
لم يفلح في محاولته البائسة تلك فالشعر امام العشق كالموت لا مفر منه

ايفان زيباري
شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here