مداهمة إسرائيلية واشتباكات بالقدس تزيد التوترات

أرسلت إسرائيل قوات إضافية إلى الضفة الغربية المحتلة يوم السبت وفرقت الشرطة حشدا من الفلسطينيين كانوا يرشقونها بالحجارة في القدس مع تصاعد القلق الدولي بسبب أشد موجات العنف دموية في سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا قُتل في اشتباك منفصل خارج المدينة ليرتفع عدد القتلى خلال يومين إلى سبعة. ولم تقدم الوزارة تفاصيل عن كيفية مقتله.

وقُتل ثلاثة إسرائيليين طعنا يوم الجمعة أثناء تناولهم العشاء داخل مستوطنة بالضفة الغربية بعد ساعات من مقتل ثلاثة فلسطينيين في أحداث عنف بسبب قرار إسرائيل تركيب أجهزة كشف عن المعادن على مداخل الحرم القدسي الشريف.

وقال ما يسمى برباعي وسطاء السلام بالشرق الأوسط والمؤلف من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بيان مشترك إنهم “يشعرون بقلق بالغ بسبب تصاعد التوتر والاشتباكات العنيفة الجارية داخل مدينة القدس القديمة وحولها”.

وفي نيويورك قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع لمناقشة الوضع يوم الاثنين.

وقال كارل سكو مندوب السويد لدى مجلس الأمن على تويتر إن السويد وفرنسا ومصر طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن “يناقش بشكل عاجل كيف يمكن دعم النداءات التي تطالب بخفض التصعيد في القدس”.

وأمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجميد كل الاتصالات الرسمية مع إسرائيل إلى أن توقف الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها عند المسجد الأقصى.

ولم يقدم تفاصيل أخرى لكن الاتصالات تقتصر إلى حد بعيد على التعاون الأمني.

وقال مسؤولان إسرائيليان طلبا عدم نشر اسمهما إن من المقرر أن تعقد الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل اجتماعا يوم الأحد ومن المتوقع أن تناقش إجراءات أمنية بديلة يمكن استخدامها لتحل محل أجهزة الكشف عن المعادن.

* مداهمة في الضفة الغربية

وفي القدس قالت الشرطة الإسرائيلية إنها استخدمت معدات مكافحة الشغب لتفريق عشرات الفلسطينيين الذين رشقوهم بالحجارة والزجاجات. وأظهرت لقطات تلفزيونية استخدام الشرطة لقنابل الصوت ومدافع المياه لتفرقة الحشد.

وفي الضفة الغربية قال الجيش الإسرائيلي إن قواته داهمت منزل المهاجم الفلسطيني الذي قتل ثلاثة إسرائيليين طعنا وأصاب رابعا يوم الجمعة.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن “مشطت منزل المهاجم في قرية كوبر وبحثت عن أسلحة وصادرت أموالا كانت تستخدم في أغراض الإرهاب. وجرى اعتقال شقيق المهاجم”.

وأضافت “ستقتصر حركة الخروج من القرية على الحالات الإنسانية”.

والإسرائيليون الثلاثة الذين قتلوا طعنا والرابع الذي أصيب في الواقعة من مستوطنة حلميش بالضفة الغربية. وقال الجيش إن المهاجم الذي يدعى عمر العبد (20 عاما) أصيب بالرصاص ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وكتب العبد على فيسبوك قبل الهجوم يقول “أنا أعلم أني ذاهب إلى هناك فلن أعود هنا بل سأعود إلى الجنة برحمة الله يا محلى الموت وشهادة فدى لله ورسوله ومسرى رسوله”.

والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مع كبار القادة العسكريين في الضفة الغربية لتقييم الموقف وقال إنه سيتم هدم منزل المهاجم على الفور تماشيا مع السياسة الإسرائيلية. ودعا ليبرمان عباس إلى إدانة الهجوم الذي وصفه بأنه “مجزرة”.

واشتبك مصلون فلسطينيون مع قوات الأمن الإسرائيلية قبل هجوم الجمعة. وتصاعد العنف منذ أيام إذ رشق فلسطينيون بالحجارة الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت قنابل الصوت بعد تركيب أجهزة الكشف عن المعادن خارج الحرم القدسي الشريف.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيين اثنين فارقا الحياة متأثرين بجروح نجمت عن أعيرة نارية في اثنين من أحياء القدس الشرقية على مسافة من بؤرة التوتر. ولاحقا قالت الوزارة إن فلسطينيا ثالثا فارق الحياة.

وقررت إسرائيل تركيب أجهزة الكشف عن المعادن عند مدخل الحرم القدسي الأسبوع الماضي بعد مقتل اثنين من أفراد الشرطة الإسرائيلية المتمركزة هناك.

(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here