هل للخيانة ثمن؟!

جمعة الجباري

لم احبذ الكتابة عن الخيانة، لانني امقتها وكرهها جداً. لكن، ومع الاسف الشديد، هناك دائماً حوادث، واشخاص قذرين، يحبون حياة العبودية تحت ايدي اعدائهم.

ليس الكورد بالقوم الذي يوصم بالخيانة كما يدعي البعض، بل الكورد قوم يوصفون بالشجاعة والبأس الشديد والوفاء والمبدأ الثابت، والعشائر العرب في العراق يشهدون لهم بهذه الصفات النبيلة، كونهم جربوا الكورد في كثير من الاحداث واستغاثوا بهم، فهبَّ الكورد لنجدتهم ومساعدتهم، ومثال على ذلك: مساندة عشائر الكورد لاخوانهم العرب في ثورة 20، ايواء الكورد لعشائر الدليم ومواشيهم ايام القحط…الخ.

كلنا نعرف ان للشجاعة ثمن، فثمن الشجاعة هو الشهرة والاحترام بين الناس، وفي بعض الاحيان يكون ثمنها الموت، ولكن ما ثمن الخيانة برأيكم؟ هل هو حفنة من المال تأتي وتذهب مثل الريح؟

اعتقد ان من يخون قوميته و وطنه، ويصبح عبداً من عبيد اعداء قوميته، سيكون ثمنه الغزي والعار وسواد الوجه، وسيجر هذا العار على احفاده الى الابد، فالتاريخ لايرحم الخونة، وهو يدون كل يوم ما يقوم به الخائنون، سواء كانوا اشخاصاً في مناصب عليا أو دنيا، أو مؤسسات اعلامية او جهات ومنظمات غير حكومية تقوم بنشاطات تعادي بها مصير قوميته التي تمر باخطر الظروف في سبيل الحرية.

كما ان هناك ثمن اخر للخيانة، هو القتل، القتل بايدي اسياده، اعداء قوميته. فالشخص الذي يخون قوميته وبلاده مستحيل ان يظل مخلصاً الى النهاية لاسياده.. لذا؛ فأول ما تنتهي صلاحيته؛ يكون جزاء نهاية خدمته (طلقة رحمة) لان اسياده ـ وكما تحدثنا حوادث التاريخ ـ لا يأمنون لجانبه..

فهنيأً لمن خلص لوطنه وعاش ومات من اجله، فاصبح خالداً عبر التاريخ. والخزي وسواد التاريخ لمن خانه وغدر به، في احلك الظروف، سراً أم علانية، كما يفعل البعض في يومنا هذا..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here