واخيرا فشلت مؤتمرات القيادات السنية الثلاثة

لاول مرة منذ تغيير 2003 يجمع ابناء المكون السني الكريم على راي كله شجاعة واقدام وهو ان اعتبروا ان المؤتمرات الثلاث التي عقدت في بغداد واربيل لترتيب اوضاع البيت السني في العراق سياسيا قد فشلت وبامتياز لانها ابتعدت في جوهرها ومضمونها عن الخيمة الوطنية الكبرى واعتمدت خطابا يشبه الى حد كبير خطابات منصات الاعتصام في المناطق الغربية والتي ادت الى ظهور داعش والارهاب بقوة واحتلالها لاراضيهم وتدميرها بقسوة شديدة شاركها في ذلك عدد كبير من سياسيي المكون الذين تورطوا بملفات فساد وفضائح مالية واخلاقية حاولوا طمسها بتلك الاضطرابات واغفال العين عنها ولكن اتت النتائج بما لايشتهون فكان التدمير حصة مناطقهم والقتل والخراب كانوا هم ادواته الكبرى ,وهذه المؤتمرات لم تحفظ للدولة هيبتها وللقانون والقضاء حرمته فدعت شخصيات متورطة بدم العراقيين وصدرت بحقهم احكام قضائية كرافع العيساوي وخميس الخنجر الذي تبجح طويلا بمصطلح ثورة العشائر على احتلال داعش للارض العراقية والذي دعم بماله كل التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا وسجل لقاءات اعلامية ادان فيها العراق وسلطته وسوريا وسلطتها واعتبر ان مرجعية حكم الدولتين يجب ان تكون سنية وتخضع لاوامر السعودية حصرا كذلك المدان اثيل النجيفي الذي يعتبر اخطر ماموجود على الموصل لانه باعها للارهاب وقبض الثمن ضيعات وفلل وحسابات مصرفية في دول عالمية معروفة كذلك وجهت دعوة لراس الارهاب المجرم طارق الهاشمي والمجرم علي حاتم السلمان وهما يعرفان انهما لو حضرا سيكون الموت بانتظارهم جراء مااقترفوا من جرائم بحق الشعب العراقي ,اذن عنوان فشل المؤتمرات هو عدم احترامها للعراق وللقضاء الذين هم جزء منه .

لنعد الى المؤتمرات فالمؤتمر الذي تراسه رئيس البرلمان الاسبق محمود المشهداني كان عبارة عن استعراض لعبارات وطنية رنانة كما هو معروف عن المشهداني ووقع بلسانه حيث قال اننا اناس فقراء ليس لدينا مليشيات طائفية تحمينا وليس لدينا قاسم سليماني ليحمينا وهو بهذا ادان الحشد الشعبي علنا وايران التي قدمت المساعدة الاستشارية لنا ولم يدين السعودية مصدرة الارهاب لنا وغيرها اي انه على نفس الخطاب الذي ادى الى مجيء داعش والارهاب ونفس الشحن اتلطائفي ,كانت مقرراته استعراض وحبر على ورق حاولوا من خلالها استغلال جو الاعمار القادم ليكون لهم حصة في الكعكة القادمة من مساعدات الدول المانحة وتخصيص الحكومة ,ومؤتمر بغداد الثاني برئاسة سليم الجبوري رئيس البرلمان الحالي لم يكن افضل حالا من سابقه اللهم الا في الدعوة لتشكيل مرجعية سياسية سنية تنظم عمل السنة وهي دعوة طائفيىة بامتياز من شانها ان تشعل نار الطائفية من جديد وتكرس المحاصصة والتوافق والتوازن ولم يدين الارهاب باسمه وانما استعرض الدمار والخراب وحمل الحكومة مسؤولية اعادة الاعمار وهم اي المؤتمرين خارج الحسابات ,اما الطامة الكبرة فهي في مؤتمر اربيل الذي تزعمه المجرم خميس الخنجر والمجرم اثيل النجيفي فهذا المؤتمر طالب بشكل واضح بان يكون للسنة حصرا دورهم الريادي في قيادة البلد وان تلغى كل الملفات بحق المطلوبين قضائيا وان يعودوا للجو السياسي وايضا طالب بتنظيم الاقليم السني الحلم وهذا يدل على عمق النظرة الطائفية الحاقدة لديهم والتي تسببت اولا بدمار مدنهم وناسهم كما يدعون .

اذن هذه هي مؤتمراتهم الذليلة المشبوهة التي تحاول بقاء العراق ضمن مازق المشاكل والحرب ولكن ابى اغلب ابناء المكون السني الا ان يدينوا هذه المؤتمرات واعتبروها تكملة لمسلسلهم في دمار المكون والعراق وطالبوا بعد اعادة انتخابهم وعدم منحهم الثقة ليمثلوهم سياسيا مستقبلا بل دعوا الى دعم العشائر والشخصيات الوطنية التي قاتلت داعش وهزمته ليمثلوهم في المرحلة القادمة وبالحرف الواحد ذكروا ان نزلاء الفنادق والبارات والملاهي لانتشرف بهم بل ننحني احتراما واجلالا للقوات الامنية والحشد الشعبي ورجال العشائر الكرام الذين حرروا مدننا من دنس الاراذل والدواعش .

تحية لكل عراقي مخلص يرى ببصيرته العراق ويضعه نصب عينيه ,تحية الى شهداؤنا الابرار في عليين .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here