العراق والسعوديّة يعتزمان تبادل السجناء وتصفير باقي الملفّات

بغداد / محمد صباح

قطع العراق والسعودية شوطا كبيرا من المفاوضات، التي استمرت لأكثـر من خمسة أشهر، وتكللت باتفاق الطرفين على تسوية كل الملفات الخلافية وتصفيرها تمهيداً لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وأول هذه الملفات، التي ستدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، تبادل السجناء بين السعودية والعراق التي ستكون ملازمة إلى العمل الجاري لتأمين الحدود قبل فتح منفذي عرعر وجيميمة خلال الفترة القادمة امام حركة البضائع والوافدين من كلا الجانبين .

وتركزت المباحثات مؤخرا على معالجة تهريب المخدرات عبرالاراضي العراقية الى جانب التركيز على منع تدفق الإرهابيين وملاحقتهم.
ويقول عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب ظافر العاني، في تصريح لـ(المدى)، ان “العلاقات السعودية العراقية تتجه نحو تصفير كل الملفات الخلافية وتبحث عن تقوية التبادل التجاري وتبادل المعلومات الأمنية بين الجانبين”، لافتا إلى أن “من أبرز الملفات التي ستتم تسويتها قريبا هو تأمين الحدود وتبادل السجناء بين البلدين”.
وأضاف العاني “هناك تركيز بين العراق والسعودية على ضبط الحدود ومراقبتها بشكل أكثر فعالية تهدف بالدرجة الأولى لمنع تجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود العراقية إلى الأراضي السعودية”، مؤكدا ان “تبادل السجناء سيدخل حيز التنفيذ قريبا من خلال توقيع الاتفاقية بين الجانبين قبل سنوات”.
ويضيف القيادي في اتحاد القوى العراقية ان “وزير الداخلية قاسم الاعرجي ناقش، خلال زيارته إلى العربية السعودية مؤخرا، تبادل السجناء وتأمين الحدود بين العراق والسعودية وتفعيل تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية”.
وزار الاعرجي السعودية، الاسبوع الماضي، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة وجهت له لزيارة العاصمة الرياض لبحث عدد من الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وشهدت العلاقة بين الرياض وبغداد توتراً خلال الفترة الماضية، بعد تقديم بغداد طلباً في آب الماضي، إلى الرياض، لاستبدال السفير السعودي ثامر السبهان لاتهامه بـالتدخل في الشأن الداخلي العراقي .
وبدأت العلاقات بين البلدين بالتحسّن بشكل كبير، بعد زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد في 25 شباط الماضي، والتي كانت تعد أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ عام 1990. وتسعى السعودية إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع العراق تتمثل في تنشيط الجانب التجاري والاقتصادي وتبادل الجهد الأمني والاستخباراتي وحل كل الإشكاليات التي جرت في وقت سابق بما يؤمن إلى تحسين العلاقات.
ويقول مصدر مطلع أن “السعودية ستدخل شركاتها الاستثمارية لبناء كل المدن العراقية وعلى وجه الخصوص المحافظات التي تضررت من العمليات الإرهابية”، لافتا إلى أن “الجهود تبذل لفتح منفذي عرعر وجميمة الحدوديين مع السعودية”.
وتابع المصدر، الذي تحدث لـ(المدى) رافضا الكشف عن هويته، أن “ولي عهد السعودية أعرب لوزير الداخلية قاسم الأعرجي، في زيارته الأخيرة، عن استعداد السعودية لدعم العراق في القطاعات التجارية والاقتصادية والأمنية والاستثمار”.
وكانت (المدى) قد كشفت عن العرض الذي قدمه وزير الخارجية السعودي للحكومة العراقية خلال زيارته الى بغداد في شباط الماضي. وسلم الجبير رئيس الوزراء حيدر العبادي قائمة من المطالب تركزت على مراعاة التوازن في مؤسسات الدولة بما فيها الحقوق الكاملة للمكون السني وحمل في جعبته اشبه بمشروع “مارشال سعودي” لإعمار المحافظات السنية حصرا، بالإضافة الى حزام العاصمة الغربي، لكنه اصطدم بتحفظ عراقي.
ويتوقع المصدر ان “تشهد الأيام القليلة المقبلة فتح المنفذين الحدوديين، عرعر وجميمة، امام حركة البضائع والوافدين من كلا البلدين”، مؤكدا أن “كل الملفات الخلافية بين العراق والسعودية في طريقها للحل من خلال المجالس التنسيقية التي شكلت”.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد التقى، في شهر حزيران الماضي، العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز على رأس وفد وزاري رفيع بحث المشاكل والخلافات وتحسين العلاقات بين السعودية والعراق”.
وأعلن العبادي، مطلع تموز، عن تشكيل المجلس التنسيقي العراقي السعودي، مؤكدا ان المجلس سيكون برئاسة أعلى سلطة تنفيذية بين البلدين الذي سيشرف على كافة مجالات التعاون بما فيها المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية والفنية وإعادة الإعمار.
بدورها تتحدث لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن العلاقات العراقية السعودية التي وصفتها “بالجيدة”،مشيرة إلى أن “الزيارات المتبادلة بين الجانبين وآخرها زيارة وزير الداخلية تحاول ايجاد حلول لكل الملفات العالقة “.
ويقول رئيس اللجنة حاكم الزاملي، في تصريح لـ(المدى)، ان “الأمر يحتاج في البداية إلى تأمين الحدود بين البلدين للحد من تدفق الإرهابيين ومنع حركتهم”، معتبرا ان “تحسين العلاقات العراقية مع السعودية يتطلب التنسيق في المواقف”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here