صحيفة: داعش تجاهل مواد اساسية في تصنيع “قنبلة قذرة” خلال سيطرته على الموصل

ترجمة: حامد أحمد

تقول صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها انه عندما سقطت مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي في حزيران 2014 فانه (التنظيم) كان قد استحوذ على ترسانة اسلحة كبيرة في المدينة لم تحظى بها اية مجموعة ارهابية اخرى تخللتها قواعد عسكرية ومخازن اسلحة مليئة بالبنادق والمدافع والقنابل والصواريخ وحتى دبابات حربية.

ولكن كان هناك سلاح من اكثر الاسلحة إثارة للرعب موجود في الموصل لم يستخدم من قبل الارهابيين وانهم قد غضوا النظر عنه وتجاهلوه وكان من الممكن ان يصنعوا قنبلة قذرة من مكوناته الاشعائية وان الآن فقط اصبح من الواضح ما حصل لذلك السلاح بعد مرور ثلاث سنوات من احتلال المدينة وتحرير الموصل من سيطرة التنظيم.
وفي زاوية من احدى زوايا غرف مخزن حرم جامعة الموصل كان هناك صندوقين مقفلان يحتويان على مادة كوبالت -60 الفلزية ذات الاشعاع العالي المميت. وهي المادة التي تستخدم حال وضعها داخل جهاز علاج اشعاعي ذو حاجز واقي منيع، في معالجة مرضى السرطان التي تقوم مادة كوبالت – 60، بقتل الخلايا السرطانية عند تسليط الجهاز على المريض.
هذه المادة التي كانت بين يدي الارهابيين هي المادة الاساسية لصنع “قنبلة قذرة” وهو سلاح يمكن ان يستخدم لنشر اشعاع ورعب بين الناس .
وكالات الاستخبارات الغربية كانت على اطلاع بوجود مادة الكوبالت وتطلعت بحذر على مدى ثلاث سنوات ازاء اي مؤشر يفيد من ان مسلحي داعش قد يحاولون استخدامه.
وازدادت هذه المخاوف حدة في اواخر عام 2014 عندما تفاخر قياديو داعش بحصولهم على مادة اشعائية، وإزداد القلق كذلك بعدما سيطر الارهابيون على المختبرات الموجودة في حرم جامعة الموصل مع وجود الهدف المنشود لديهم بصناعة انواع جديدة من الاسلحة .
وفي واشنطن أعد خبراء اسلحة نووية مستقلون مسودة دراسات واجروا حسابات عن مدى تاثير مادة الكوبلت الاشعائية وحجم الضرر الذي يمكن ان تسببه.
وتم التكتم على تفاصيل هذه المعلومات تحسبا لاي احتمال من ان محتلي مدينة الموصل قد لا يكون لديهم اي تصور عما موجود بين ايديهم .
وكان القادة العسكريون العراقيون قد اعلموا بامكانية حصول مثل هكذا تهديد وهم يطاردون مسلحي داعش من رقعة الى رقعة عبر المجمع المترامي (الجامعة) الاطراف حيث شوهدت فيه مادة الكوبالت آخر مرة.
وفي وقت مبكر من هذا العام دخل مسؤولو الحكومة العراقية بناية مجمع جامعة الموصل وتفحصوا غرفة المخزن فيه حيث حفظت اجهزة الكوبالت داخلها.
وكان صندوقا جهاز مادة الكوبالت مايزالان هناك وعلى الهيئة التي كانا عليها عندما سيطر داعش على حرم الجامعة عام 2014، ويبدو ان الكوبالت لم تطاله يد .وقال مسؤول من وزارة الصحة، وهو يعرب عن ارتياحه “لم يكونوا بذلك الذكاء (داعش)”.
وكان مسؤولون اميركان على علم ايضا بان تنظيم داعش وضع يده على كميات صغيرة من يورانيوم طبيعي او قليل التخصيب من مخلفات برامج الاسلحة النووية للعراق في عهد حكم صدام حسين وكذلك البعض من عنصر الايريديوم المشع غير المؤذي نسبيا المستخدم في معدات صناعية .
ولكن القلق من احتمال استخدام مادة مشعة اكبر كان منصبا على عنصر الكوبالت. وكالات المخابرات عرفت بوجوده في الموصل على الأقل في جهاز اشعائي واحد يستخدم في علاج مرضى السرطان، وهو الجهاز الذي كان من الممكن ان يوفر لتنظيم داعش المادة الاساسية لصنع سلاح ارهابي .
في عام 2015 بدأ معهد العلوم والأمن العالمي الاميركي، وهو منظمة غير ربحية في واشنطن باجراء بحث في هذا التهديد وحصل على وثائق اظهرت ان هناك مركزين طبيين مختلفين في الموصل حصلا على اجهزة كوبالت -60 خلال حقبة الثمانينيات.. معلومات اخرى اظهرت ان واحداً من هذه المعدات على الاقل ما يزال قيد الاستخدام حتى فترة قريبة خلال العام 2008 وانه في العام التالي سعى مسؤولين عراقيين الى الحصول على قطع غيار للجهازين بضمنها لب عنصر كوبالت -60 .
وفي شهر تشرين الثاني عام 2015 اصدر المعهد تقريرا سريا عن استنتاجاته حول هذه المادة المشعة برئاسة الباحثة سارة بوكرهارد التي اشركت بدورها هذه المعلومات مع مسؤولين استخباريين وعسكريين اميركان ولكن لم يتم نشر التقرير للاطلاع خشية ان يستفيد تنظيم داعش من المعلومات التي فيه.
صحيفة واشنطن بوست علمت بهذا التقرير، العام الماضي ولكنها استجابت لطلب من الحكومة الاميركية بتأخير الكتابة عن هذا الموضوع لفترة ما بعد تحرير مدينة الموصل .
وجاء في التقرير انه بسبب ان مادة كوبالت -60 تضمحل وتتحلل بمرور الزمن، فان احتمالية الاضرار من استخدام مادة كوبالت -60 الموجودة في الموصل التي مضى عليها اكثر من 30 عاما ستكون اقل مما لو كانت مادة خام جديدة في الجهاز، ومع ذلك فانها تشكل سلاحا خطيرا للتأثير على الناس ضمن نطاق ضيق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here