من الملكية الى الديمقراطية وانا مازلت حافيا!!

عباس العزاوي
انا رجل حافي من الجنوب… لا اعرف لماذا اعتقد دائما بأن من اولى اهتماماتي تفسير الأحداث والكوارث التي تضرب حياتنا وتحطم ملامحها بشكل مخيف رغم عدم قدرتي على تغيير أي شيء او حتى فهم اي شيء فأنا مجرد معول رسمي يهشمون به عروش العراق ليكمل بعد ذلك ابنائي تشييدها بعظامهم ولحومهم دون أن يجدوا مكانا لهم على مائدة الوطن حتى في اكثر ولائم عيده السنوي بذخا واسرافا!!..
ذهب ملك… وجاء غيره …قتل ملك وجاء زعيم…. قتل الزعيم وجاءت قرود… رقصوا هؤلاء سنين طوال حتى اصابهم الهوس وسقطت رجولتهم في أول معركة حقيقية فكان نصيبي كالعادة ان أندب حظي العاثر على حيف جديد او اقتل على ارث عريق لم اذق منه وأولادي الا مرارة القهر والالم..
فهل في هذا اي حكمة تذكر؟
دائما هناك مبرر للموت في بلدي… دائما هناك ضرورة للموت…ولكن لم اعهد يوما ان هناك سبب للحياة… سلسلة مترابطة من الدهاليز المخيفة تختلف بأشكالها ومتاهاتها لصناعة مجد عظيم للوطن وقيود وتضحيات لي انا وحدي ….انا وريث الحضارة… انا تاريخ مشرف وعلامات فخر تستهوي الحالمين. ..تصم مسامعنا وتستدر دموعنا شعارات جليلة…كلنا فداء للوطن..كلنا ارقام في الوطن.. كلنا مشاريع فاشلة لصنع الحياة في الوطن كلنا بضائع استثمارية في هذا الوطن …عاش الشعب المناضل الكبير…وعاشت أمتنا العربية الباسلة… وبعد كل هذا…وبعد اعظم خطبة للزعيم القائد عن المساواة والعدالة والرفاهية والحرية ووو.. انطلق للبحث عن طماطة متعفنه ورخيصه في الاسواق لإشباع جنود الوطن في بيتي..!!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here