بعد 59 عاما لازال البعض كالدكتور عبد الخالق حسين يسمون انقلاب 14 تموز, ثورة

لماذا الاصرار على اعتبار انقلاب 14تموز’ثورة !!

لقمان الشيخ

أنا من جيل الخمسينات , عايشت ما قبل الثورةالعناية الالهية’والحظ لهما الفضل في بقائي على قيد الحياة
حيث انني كنت على قائمة المرشحين للاغتيال’وكنت مرشحا احتياطي لزمالة في بلغاريا’انسحب المرشح الاصلي فجأة’فرشحت بدلاعنه’وسافرت الى بلغاريا’لاكمال دراستي’وبعد سفري بايام بدأت عملية اغتيالات واسعة ’سقط خلالها معظم اصدقائي ورفاقي’ومعظمهم كانوا من خيرة الشباب المثقف
كما اصدر سئ الذكر رشيد مصلح حكما غيابا بالاعدام ضدي’وكل تهمتي’بأني رسام الحزب الشيوعي’ورغم اني لم اؤذي انسانا طيلة حياتي’حتى بلفظ جارح
منذ بواكير شبابي’كنت مع هوس الفكر الاشتراكي الماركسي الذي عم العراق حين ذاك.
وكنت اصدق أن هذا الطريق سيقود العراق إلى الأفضل’فيجعل شعبي حرا ووطني سعيد
ومن الطبيعي ان اكون من المؤيدين بقوة لما حدث صبيحة الرابع عشر من تموز’وساندت ماعتبرته ثورة’بكل ماستطعت تقديمه لخدمة ونجاح تلك الحركة.
لكن بمرور الايامواكتشفت يوما بعد يوم زيف الشعارات’وحقيقة واهداف من قادوا تلك العملية
تبين انهم ليسوا الا مغامرين تجار مناصب’مختلفين في كل شئ’ومستعدين لتحطيم كل شئ’وحتى استقرار الوطن والشعب في سبيل تحقيق ماربهم الشخصية
يوما بعد اخر بدأت اقارن مابين حياتي التي عشتها(كفرد ومواطن عراقي)قبل 14 تموز وبعدها
أي ما حل بالعراق وشعبه من كوارث ومآسي بعد ذلك الأنقلاب الدموي والذي قضى على كل الأمال بحياة تليق بشعب يملك حضارة عريقة وأرض معطاء فيها كل ما يحلم من رخاء وعطاء,
قبل 14 تموز’عشت اسعد أيام حياتي ,خصوصا اثناء الدراسة في معهد الفنون الجميلة في بغدادحيث حصلت على ما ابتغيه من أشراف الرعيل الأول من فنانين العراق
كما وجدت فيه كل التسهيلات والرعاية والعناية’من طعام وسكن في ارقي واجمل الأحياء السكنية وقتها , حي العيواضية وحي الوزيرية.
بعدها عملت في التدريس وكان راتبي 30 دينار فقط’هذا المبلغ كان يكفي للعيش وصرف جزء منه للمساهمة في مشروع بناء سكن في منطقة من اجمل مناطق مدينة الموصل , وهو حي الزهور
تصوروا كيف يصر بعضهم ومنهم السيد عبد الخالق حسين ان الحكم الملكي كان فيه الهلاك والدمار!
بعدها جاء عبد الكريم قاسم’وزعم انه بثورته سيعمل على تخليص العراق وقيادته’من سيطرة الحكم الرجعي العميل!ويقوده إلى حياة السعادة والرفاهية .ورغم اني ورفاقي كنا من اول المؤيدين’له,
وان شعاراتنا كانت,ماكو زعيم الا كريم
الا اننا فوجئنا بجزاء سنمار
حيث سلط علينا صديقه مدير شرطة الموصل اسماعيل عباوي ليصبح كحاميها حراميها’اذ قاد بنفسه عمليات اغتتالات واسعة ضد كوادر الحزب الشيوعي’وحتى ابسط مؤيديه
كانت جرائم الاغتيالات تجري على قدم وساق والشباب ياساقط’وحتى الذي ينجو من الموت في محاولة الاغتيالةفأنهم يرسلوم من يقتله في المستشفى
ومع ذلك ورغم كثرة الشكاوي والتشكي’لم يعير الزعيم الاوحد اذنا صاغية’بل لقد تبين واضحا’بأنه كان متفقا مع مدير شرطة الموصل على مايحدث
حياتي عشتها تحت رعاية وعناية الحكم الملكي الراقي’ببراحة وسلام’رغم اني كنت معارضا للنظام
لكن بعد ماسمي بالثورة!!تهددت حياتي وصدر الحكم علي بالموت ’ر
سقط كنا نحن اول من ايد قاسم و(وثورته)المئات ضحايا نتيجة تلك الاغتيالات , وكنت مرشحا ضمن تلك قائمة الضحايا’
لكن انقذي الله بالسفر قبل بداية الأغتيات خارج العراق وأنا اشكره على ذلك لأنه أنقذني من موت محتم.
حكم علي قاسم بالموت’بالوقت الذي كنت اهتف مع الجموع التي وقفت تدافع عن ثورته وحياته عندما كان عرشه مهددا بالسقوط!
انه تصرف سيء من نكران الجميل , والرد بهذا الأسلوب على من وقف معه أيام المحن عندما هددت حياته ونظامه من معارضيه .
بعد 59 عاما من ذلك الحدث المؤلم’كنت خلالها اراقب الاحداث واقارن ماحصل بعد 14تموز وقبلها
طبعا ’ورغم اني اعترف باني كنت مخطئا في تأييدي لذلك الانقلاب’الا اني لست نادما’حيث اني كنت شابا مندفعا’مخدوعا بشعارات براقةةلكني بمراقبة ماحدث وتحليلي للامور’اكتشفت كم كنت مخطئا’وعملت على تصليح اخطائي’والاعتراف بالخطأ فضيلة
بعد ان
خرج العراق من سيطرة الحكم العثماني الذي دام

خمسة قرون ,يعيش حياة القرون الوسطى
حيث لا مدارس ولا معاهد علمية ثقافية ولا مؤسسات صحية,
لتولد بعده المملكة العراقية,زيبدأ البناء الحثيث,بسواعد وجهد الرعيل الأول الذين عملوا في ظل الحكم الملكي
طوروا ونقلوا العراق من القرون الوسطى الي مشارف القرن العشرين
, تعددت المدارس والمعاهد , وأرسلت البعثات الدراسية إلى الخارج لتعود محملة بالثقافة
والرغبة الجامحة لقيادة العراق إلى النموذج الحضاري الراقي الذي وجدوه في تلك الدول خلال الدراسة هناك .
وكان بعدها تأسيس مجلس الأعمار برئاسه المعمار العالمي المرحوم محمد مكية
واخذت المشاريع العمرانية والاقتصادية تظهر بشكل متسارع , وكانت البداية بمشروع قناة الثرثار الحيوية , ومشرعي سدي دوكان ودربندي خان الذي حافظ على المياه التي تجري في ارض كردستان تذهب هباء بدون الفائدة منها
بنيت عليها السدود لحفضها في تلك المجمعات المائية لتسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ف ألإقليم , فبدل الترحيب والثاء على على الحكومة التي أقامتها , نشر الحزب الشيوعي العراقي بياننا يشير أن تلك البحيرات هي قواعد عسكرية مائية للتحضير على

مهاجمة الاتحاد السوفياتي .

كل المشاريع الذي ذكرها السيد عبد الخالق حسين , والتي حسبها مشاريع عبد الكريم قاسم , كلها كانت ضمن مشروع مجلس الأعمار , وكانت بإدارة كوادر عالية المهنية والقدرات
’ويقينا’ولولا انتكاسة 14 تموز’والتي اوقفت الاعمار قبل ان يجيرمشاريعها المعدة سلفاقاسم باسمه ويستمر بتنفيذه,
ولوسهل لتلك الكوادر الرائعة الاستمرار في تنفيذها العمل لكان العراق حقا في عموم الدول التي وصلت اعلي درجات الرقي والرفاهية
ووعن اشارة الدكتور حسين الى ما قدمه عبد الكريم قاسم من مشاريع’وامتداحه على تنفيذها’والتي هي اصلا من بنات افكاره’
خاصة مشروعة السكني سيء الصيت,زالذي تم من خلاله اقامة الأحياء السكنية بدول استشارة الخبراء في هذا المضمار حتى يعظم شخصه’وليطرب بهتافات الفقراء له بأنه ابن الشعب البار , وهما مدينة الثورة والشعلة’فقد تبين لاحقا انها كانت مشاريع عشوائية جاءت بنتائج غيرت وجه بغداد الحضاري إلى هجمة من ريف الجنوب ليطغي على شكل العاصمة وجهها الحضاري , وأضرت بالثروة الزراعية بعد مغادرة مزارعيها وتوجهم إلى تلك المدن العشوائية وتركها لتصبح ارض بور غير صالحة للزراعة , والآن نشاهد اثأرها السيئة بعد ان اصبح لعراق يستوردكل مايحتاجه من غذاء’بعد ان كان مكتفيا ويصدر فائض كبيروزذلك قبل أنقلاب 14تموز
لذا’وبدلا من اقمة الاحتفالات’,اعتباره يوما وطنيا’ارى ان من الافضل اعلان الحداد الرسمي’وارتداء اللون الاسود كلما حل يوم 14تموز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here