صدام حسين هو الاب الروحي لداعش

جعفر حسين طه
بعد هزيمة جيش صدام عام 91 وتفككه …واحداث التمرد الشيعي والكردي ..وتمزق النسيج الاجتماعي وبالاخص بين السنة والشيعة …وما تلا ذلك من حصار اقتصادي ونزع اسلحة صدام ويرامجه العسكرية وشلها ووضع امني معقد …ادرك صدام حاجته الى ايدلوجية اكثر دموية وصمودا من الفكرة القومية التي تبناها حزب البعث يستطيع من خلالها فك الحصار الدولي والعربي عليه…بدات هذه الفكرة تترسخ لديه خصوصا انه لم يعد لديه بعد دمار البلد وانهيار قواته المسلحة…الا ان يتوقع اجتياح ايراني او امريكي ….بدات فكرة اسلمة العراق والسير بخطة مدروسة وكسب حلفاء اسلاميين بدل الحلفاء العرب والروس ….وكانت اول خطواته اعادة ترتيب الاوراق هي:
1- العمل على اعادة ترتيب خارطة العلاقات مع ايران كون ثورة ايران الاسلامية رفعت منذ تاسيسها شعارات عداء امريكا واالغرب الذين اخرجوه من الكويت صاغرا…علما ان امريكا سهلت عملية مجيء كلا الرئيسين الخميني وصدام للسلطة …الا ان لايران تجربة اكثر في ميدان المناورات مع الغرب …افتقد اليها صدام الذي كان يدعمه طيلة فترة الحرب كل الدول الغربية وحلفائها بالمنطقة كما دعم ايران بصورة سرية لادامة التوازن العسكري..فكان فتح سفارات لكلا البلدين واتفاقات تجارية وتنسيق امني …بدء منذ ان اختار ايران لايداع اساطيل الطائرات المقاتلة العراقية في ايران والتي تحتفظ بها ليومنا هذا
2-ادرك صدام حسين ان الاتحاد السوفيتي وطيلة تاريخه كان يبيع حلفاءه العرب بصفقة اقتصادية مع الغرب لانعاش الجثة الاقتصادية الهامدة للاتحاد السوفيتي وطيلة فترة تاسيسه الى ان تفكك
3- ادرك صدام انه لابد من توازن بين العلاقات الايرانية وبين نفوذها بالداخل وبالاخص المرجعيات الشيعية التي تتعاطف معها فبدء مشروعه الذي اشرف عليه روكان التكريتي بعمليات تصفية لبعض العلماء …وبث بذور الفرقة بين زعاماتها وضرورة دعم عالم عربي يتولى زعامة المرجعية الشيعية في النجف …كان البحث مستمرا الى ان تمكنو من ايجاد السيد محمد صادق الصدر رحمه الله حيث كانت توجهاته القومية اكثر منها دينية وهذا ما معروف عن هذه العائلة منذ عشرينات القرن المنصرم …حيث قام السيد اسماعيل الصدر وابنه محمد الصدر وياشراف المرجع محمد تقي الشيرازي يتبني مشروع لمقاومة الانكليز والاتيان بزعيم عربي تم اختياره وهو الملك فيصل ابن الشريف الحسين ابن علي الهاشمي …وهنا ضمن صدام قطع الطريق عن نفوذها في النجف …وبدء الترويج لهذه المرجعية والنيل من بقية العلماء بحجة انهم تابعين للانكليز ولايران الخ ..الى ان تم اغتياله من قبل مجهولين ولهذا اليوم لم يظهر اي ملف لقاتل السيد الصدر من البعثيين او من خلية مخابرات …حيث قام السيد طاهر حبوش مدير مخابرات النظام البائد بنفي كل علاقة للحكومة العراقية او مخابراتها بحادثة الاغتيال بل انه قال انه تم مسك الفاعلين وتم استدعاء مقتدى الصدر لتدوين الافادات امامه …وتم تعويضه بمبلغ مالي كما رفع صدام برقية تعزية لعائلة الشهيد المرحوم بعد ان تم استخدامه من حيث يعلم ام لايعلم …والعلم عند الله .
4-كما ادرك صدام ضرورة الانضمام لتحالف مايسمى المقاومة (طهران-سوريا-حزب الله) حيث كل مقومات الانصمام موجودة وهي حزب البعث …والشيعة الثوريين -اضافة للحركات الجهادية السنية التي كان يدعمها هذا المحور
5-من الجهة المقابلة قام عزة ابراهيم الصوفي ببناء جبهة من الحركات الاسلامية الصوفية والسلفية والوهابية وكان يمنحها التسهيلات والاراصي الخصبة …والتمويل ونشر الفكر والتجنيد في مناطق محيط بغداد كالرضوانية والمحمودية والصويرة وابو غريب والتاجي التي كانت اشرس مناطق القتال كمقاومين وكطائفيين في ان واحد وكان وضعها على اساس احتمال انقلاب شيعي محتمل في اي لحظة ..ونتيجة للوضع الاقتصادي البائس الذي كان يعيشه الشيعة كانت الاموال وسيلة فعالة لادخال كثير من الشيعة في هذه الحركات خاصة وان الحوزة العربية في النجف تبنت مواقف معتدلة من السنة وكانت تحظ المسلمين الشيعة على الصلاة خلف ائمة السنة ..والقتال معهم كامة مسلمة واحدة ضد الكفار حيص هذا ماحدث 1920- و 2003
6-ادركت امريكا بان صدام يحاول كسب الوقت ليكون مركز للارهاب العالمي يضم كل التنظيمات البعثية القومية -والشيعية الثورية-والسلفية الجهادية
7-كان التدخل الامريكي عام 2003 وذلك لعزل هذه التركيبة اليعثية الشيعية السنية ..وتم لهم ذلك ومما يؤكد مانقول رفض ايران وحزب الله وحزب البعث عملية الاسقاط هذه فكانت طلائع تنظيمات حزب البعث اول جبهات للقتال حتى ان 90% من المقاتلين في بغداد كان مايسمون المجاهدين السوريين ….تلاهم جبهتين واحدة بالغرب للتنظيمات السنية السلفية التكفيرية بما فيهم الوهابية والاخوان المسلمين الذين كانو يعملون سويه الى ان قررت السعودية قطع علاقة الوهابية بالتنظيمات السنية ثم القاعدة ثم داعش واخرى في وسط وجنوب اعتندت على الحوزة العربية التي كانت اولوياتها قتال الكفار بدون التفكير بمصلحة الشيعة كما 1920 فقاتل التيار الصدري مع الارهابيين بالفلوجة وكان يعمل بمساعدة وتمويل وتسليح الحرس الثوري …ويعد صراع الزعامات بعد خروج المحتل انفض الشركاء …فالحركات السلفية التكفيرية وجدت لها قاعدة عريضة في المحافظات السنية …وبدء العمل على محاربة المرتدين الشيعة اصدقاء الامس بعد ان غيرت مصادر تمويلها من البعث وايران الى دول الخليج …فكانت النتيجة ان انفض التحالف بين حزب بعث المجرم بشار ومخابراته مع التنظيمات السلفية التكفيرية التي كان يرسلها للعراق …واكبر ضربة تلقاها بشار هو حرب حزب البعث جناح عزة الدوري مع التنظيمات السنية …فكان تاسيس داعش …وتم اسقاط الموصل بواسطة النقشبندية وضباط مخابرات وبعثيي صدام الذين كانو خلايا نائمة ….
لذا فان الاب الروحي للارهاب هو صدام وكل هذه الفوضى كانت… بتخلي صدام عن الشوفينية القومية واستبدالها بالاسلام السياسي المتطرف واقامة مملكة من المجرمين على ارض العراق ثم ضرب بعضهم ببعض …ليقول للغرب بان اسقاط صدام له تبعات كثيرة فقد كان الشيطان بعينه …ولو كان في العراق شيء من الفهم لصنف حزب البعث كمنظمة ارهابية وقاعدة للتطرف الاسلامي..ولتم ايداع كل من له صلة بهذا المجرم بسجون فائقة الحراسة او مصحات عقلية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here