الجواهري الشاعر الكبير الذي لم يرحل

قال الفنان فيصل لعيبي عن الجواهري:
“لم يتفق معظم الشعراء العراقيون على شاعر كما اتفقوا على الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ودوره المؤثر في الحياة الأدبية والسياسية في العراق والوطن العربي. كما ان عضويته في مجلس السلم العالمي وفي سكرتاريته يضيف بعداً آخر لهذا الدور، حيث تم تزكيته من قبل كل القوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية في العراق لهذا الموقع”.
وتكريما لذكرى وفاته العشرين، اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون في ولاية مشيكان الامريكية، امسية استذكارية لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، يوم الخميس 27 تموز 2017.
افتتح الامسية زميلنا المبدع عادل اسمرو بقراءات من تراث الجواهري الكبير.
وقرأ الزميل خيون التميمي كلم منتدى الرافدين للثقافة والفنون والتي كانت بعنوان “الجواهري بيننا” وجاء فيها:
في مثل هذه الأيام، وقبل حوالي العشرين عاما، وبدعوة من الاتحاد الديمقراطي العراقي، اقامت منظمات الجالية العراقية حفلا تأبينيا بمناسبة اربعينية شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري. وكان مقدم البرنامج في حينها وكما اليوم، زميلنا العزيز عادل اسمرو، وكان من المشاركين أيضا الدكتور علاء فائق، والذي هو معنا اليوم أيضا، والأستاذ طلعت ميشو، ومجموعة اخرى كبيرة من الشعراء وممثلي منظمات الجالية، وان دل هذا على شيء فهو يدل على تواصل واستمرار منظماتنا وفنانينا في استذكار وتقييم المبدعين العراقيين في رسالة تقول، نحن لن ننساكم.
ومنذ تأسيسه قبل حوالي الأربع أعوام سار منتدى الرافدين للثقافة والفنون بنفس الحس الفني الثقافي، وقدم لجمهوره العشرات من المبدعين من الشعراء والفنانين والادباء والكتاب والمسرحيين والتشكيليين، في عشرات من النشاطات المتنوعة. كان منهم (مع حفظ الألقاب الشخصية والفنية): حاتم الصكر ودنيا ميخائيل وكريم شعلان وناظم نعيم وجلال كامل وخزعل الماجدي وعبد الاله كمال الدين ومفيد الناصح ورعد بركات وفوزي كريم وطاهر بركات وقحطان المندوي وياسر الطباع وزهير محسن وبهاء اليعقوبي وحيدر الشلال وابتسام الاسعد، والعشرات من المبدعين والفنانين، وكذلك اقام أربعة نشاطات استذكارا للهجمة الإرهابية على شارع المتنبي شارك فيها العشرات من المبدعين.
كذلك استذكر منتدى الرافدين للثقافة والفنون، المبدعين الراحلين والذي كان منهم: ناهدة الرماح ونوري الراوي ومكي البدري ويوسف العاني وصالح الكويتي وزهير الدجيلي، وعمانوئيل رسام، واخرون.
واليوم نقف لنستذكر علما من اعلام الشعر العراقي والعربي، شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، بعد عشرين عاما على رحيله، وربما يتساءل البعض، لماذا نحتفل بالجواهري بعد كل هذه السنوات؟
وجوابنا ان الجواهري وشعره لا يزال حيا فينا واشعاره هي انعكاس لواقع العراق بالأمس واليوم، فكيف ننساه وهو الذي قال في قصيدته “أخي جعفر:”
أتعلم أم أنت لا تعلم ……… بان جراح الضحايا فمُ
فم ليس كالمدعي قولةً ……… وليس كآخر يسترحم
وقصيدته “يا دجلة الخير” والغربة والابتعاد والتي تقول:
حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني ” ” يا دجلة الخير، يا أمَّ البساتين
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به ” ” لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين
وقصيدة الساخرة “طرطرا” والتي تعكس ما وصلنا اليه من تقسيم وتفرقة:
أي طراطرا تطرطري تقدمي تأخري / تشيعي، تسنني، تهودي، تنصري / تكردي، تعربي، تهاتري بالعنصرِ/ تعممي تبرنطي، تعقلي تسدري / كوني – إذا رمت العلا – من قُبُلٍ أو دُبُرِ!
وفي “مفاتيح المستقبل” قال:
سلامٌ على جاعلين الحتوف، جسراً إلى الموكب العابر
سلامٌ على مثقل بالحديد، ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه، مصابيح مستقبل زاهر
وكيف ننسى قصيدته “سل مضجعيك يا ابن الزنا” عندما سحب صدام الجنسية العراقية منه:
أنا العروض أنا القوافـــي والقريض وما عــــــــــلا
سل مضجعيك يا ابن الزنا …أأنت العراقي أم أنــــــــا؟
منتدى الرافدين للثقافة والفنون

هذا هو الجواهري الكبير، والذي لم يكرمه العراق سابقا ولاحقا، وليس له ضرحا في عراقه، ولا مهرجانا يليق بهذا الجبل الشامخ لاستذكاره.
وهذا هو منتدى الرافدين للثقافة والفنون والذي جاء في توجهاته العامة:
“”يرى المنتدى إن ثقافة كل بلد هي انعكاس لواقع تاريخي وحضاري وسياسي واقتصادي واجتماعي، وأنها تتغير بتغير هذا الواقع، وأن للمبدعين دور فاعل في تقدم المجتمع وازدهار الوطن، ولكنهم لن يكونوا قادرين على ممارسة هذا الدور إلا بضمان حرية التعبير والرأي، وتأمين متطلباتهم المشروعة”.”

ثم قدم الدكتور عزيز التميمي بحثا قيما عن الجواهري واعماله (سينشر كاملا لاحقا)
وقدم الدكتور صبري مسلم حمادي مساهمة جميلة في الامسية (ستنشر ايضا لاحقا)
وقرأت الزميلة سلاف سعيد كلمة رئيس مركز الجواهري في براغ رواء الجصاني المرسلة بشكل خاص للأمسية (ستنشر لاحقا)
وشارك الشاعر اسماعيل محمد اسماعيل بكلمة في الامسية
وقرأ الزميل عادل اسمرو رسالة الدكتورة خيال الجواهري المرسلة بشكل خاص للأمسية والتي جاء فيها:
” الحضور الاكارم
مساء الخير
في مثل هذا اليوم وبمناسبة ولادة ورحيل الشاعر الوالد محمد مهدي الجواهري تقام المهرجانات والندوات في الذكرى العشرون لرحيله.
ولد الجواهري وعاش ما يقارب القرن من الزمن، نظم الشعر مبكرا لأنه سليل عائلة عرفت بالأدب والفقه ارتباطا بجده محمد حسن الشيخ صاحب كتاب ” جواهر الكلام.”
كان والده مرجعيا دينيا وشاعرا.
وتحدث والدي يصف حياته:
“عشت حياة عاصفة اختلطت فيها عوالم بعوالم، الفقه بالشعر، والشعر بالسياسة، والسياسة بالصحافة، والصحافة بالحب، والحب بالصداقات، والتوطن بالترحال.”
الحضور الأعزاء
تغنى الجواهري بالوطن والطبيعة والمرأة، وللجياع والشهداء، وصدر له الكثير الدواوين، وكُتب عنه العشرات من المؤلفات.
عرف الجواهري بوطنيته وثوريته ضد الطغاة والمستبدين، ومن الغربة تغني بدجله الخير
حييت سفحك عن بعد فحييني
يا دجله الخير يا ام البساتين
حييت سفحك ظمآنا الوذ به
لوذ الحمايم بين الماء والطين
كل الشكر لمنتدى الرافدين للثقافة والفنون في مشيكان
والحضور الأعزاء مع تمنياتي لكم بالتوفيق
د. خيال محمد مهدي الجواهري”

ثم جاءت مساهمة الدكتورة ليلى وجيه عبد الغني لتعطي بعدا وعمقا للأمسية.
وشارك الشاعر همام عبد الغني بقصيدة جميلة عن الجواهري وما ال اليه العراق اليوم.
واختتم الامسية الدكتور نوري منصور مستذكرا ذكرياته مع الجواهري في براغ عند تشكيل جمعية الدفاع عن الشعب العراقي، وموقفه من انقلاب شباط الاسود.
تخللت الامسية افلام عن الجواهري كان منها: فلم عن حياة الجواهري واغنية يا دجلة الخير مع الفنان فؤاد سالم ومع الفنان جعفر حسن وفلم بعنوان على قارعة الطريق وافلام اخرى.
وحضر الامسية جمع من المهتمين والمتابعين للثقافة والادب من بنات وابناء جاليتنا الكريمة، وممثلي منظماتها. وجرى تغطيتها اعلاميا من قبل اجهزة الاعلام والصحف المحلية كان من بينها الفضائية العراقية، وفضائية سكاي مشيكان، وفضائية عشتار، واخرون
ونحن في منتدى الرافدين للثقافة والفنون والمنظمات المشاركة نستذكر اعمال الراحلين وعطاءهم للشعب والوطن والثقافة العراقية، ونطالب الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية الرسمية العراقية بالاهتمام بالمبدعين والرواد الذين يتساقطون في كل العالم بصمت كسقوط اوراق الشجر في الخريف البارد.
تم نقل فقرات من الامسية بشكل مباشر على الفيس بوك وتستطيعون متابعتها على الرابط التالي:

اُمسية الجواهري برعاية منتدى الرافدين للثقافة وافنون

Geplaatst door Nabil Roumayah op donderdag 27 juli 2017

نبيل رومايا
منتدى الرافدين للثقافة والفنون – الولايات المتحدة الامريكية
27 تموز 2017

للمزيد مع صور
http://www.idu.net/mod_global.php?mod=news&modfile=gallery&itemid=39524

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here