الخطر على الشيعة.. السيد عمار الحكيم

الخطر على الشيعة.. السيد عمار الحكيم
سليم الحسني

لو لا الإرث العائلي فليس للسيد عمار الحكيم مكانة في أي مجال سياسي أو علمي او اجتماعي، إنه المنتفع الأكبر من اسم العائلة، وفي نفس الوقت لا يكترث بسمعتها وتراثها، فما يهمه أن يكون نجماً في عالم السياسة، بوسيلة واحدة هي المال، وهو أمر سهل مع وجود الحكومات الخليجية، وقد اجتذبته منذ البداية فكانت رابطته معها بالدرجة الأساس، ثم يأتي العراق بعد ذلك ليعيش فيه أحلام السلطة والزعامة.

السياسة عند عمار الحكيم، متجر واسع للترف والحياة الناعمة، وهذا ما جعله يعيش عقدة الخوف والضجر من وجود قيادات المجلس الأعلى، فتحملهم على كره منه حتى شعر بانه صار لائقاً بالقيادة وحده، فأقدم على مشروع نكران الجميل، بان سرق تاريخ عائلة آل الحكيم، وسنوات الجهد والعمل للمجلس الأعلى، وافتتح تياره الجديد.

حياة النعيم السهلة، والقيادة التي جاءته سهلة، والأموال التي تأتيه من الخليج سهلة، اجتمعت كلها لتدخله في عالمه الحالم، فيحلّق فيه بما يحلو له، ولا يعرف سوى الهدف الأكبر الذي يملأ رأسه، وهو بريق الزعامة، مستغلاً اسم عائلة الحكيم.

شخصية مثل عمار، لا تشعر بالانتماء للعراق، ولا تعيش الإحساس بالمواطن، ولا تمتلك الرؤية الواقعية، هذه الصفات هي التي جعلت الحكومات الخليجية تطمع فيه ليكون ممثلها في العملية السياسية، وهو مستعد لأن يكون ممثلاً للدولة التي تدفع أكثر.

يُقتل الشيعة أو يتمزقون، يقتل الشعب أو يتفتت الوطن، لا يعني ذلك شيئاً طالما مستلزمات الترف والراحة والسعادة الشخصية متوفرة عنده، وطالما المال الخليجي لا ينقطع، يُضاف اليه حصة متزايدة من أموال الفساد التي تشترك كافة الكتل بها.

ما بعد تحرير الموصل، هي المرحلة الأخطر في المسار العراقي، والتوجهات الخليجية بعد انشقاقها المدوي بين السعودية قطر، تتنافس على قيادات يسهل التحكم بها، وتوظيفها لتمزيق الشيعة أولاً، ثم يأتي بعد ذلك تمزيق العراق. فلقد أدركت القوى الصانعة والداعمة للإرهاب ان وحدة العراق عصية على التفتت مع وجود الشيعة بقوتهم الحالية رغم خلافاتها الداخلية، لكن هذا الهدف الأميركي والإسرائيلي والخليجي، سيتحقق عندما يجري توجيه ضربة في عمق الوسط الشيعي، ومن داخله، وليس أفضل من عمار الحكيم للقيام بهذا الدور.

بالتحكم الخليجي والأميركي بعمار الحكيم، يمكن إحداث قطيعة تامة بين الشيعة والكرد، ويمكن اقتطاع جزء من الشيعة بحيث يتبع هذا الجزء للدول الخليجية، وهنا سيكون التنافس عليه بين قطر وبين السعودية، وستفوز به إحدى الدولتين بقوة المال والدعم الإعلامي.

يستعد عمار الحكيم لزيارة السعودية، وفي المقابل تعمل قطر على إعادة تجديد عقد شرائه، وهو يتصور بحكم شخصيته المترفة الحالمة، أن بمقدوره ان يكون جهة التنافس بينهما، فيأخذ من هذه ومن تلك على طول الخط الجديد وصولاً الى الانتخابات البرلمانية وما بعدها.

عمار الحكيم مشروع جاهز لإضعاف الشيعة وتمزيقهم، بطريقة تختلف عن الكيانات الأخرى، فهو يتحالف بسهولة مع التيار الصدري، أو مع حزب الدعوة، أو مع القوى السنية، فالمهم عنده أن يكون شخصية يطلقون عليها صفة الزعيم، بصرف النظر عن النتائج والآثار.

وما يخدم عمار الحكيم، أن سهولته في الانخراط بالتحالفات تجعل منه مطلوباً من الكتل الأخرى التي تبحث عن حلفاء، لكن الذي يجب أن تعرفه الكتل الشيعية، ان التحالف مع عمار، هو عامل تخريب من الداخل، تخريب ناعم لا تبدو اثاره سريعاً، إنما يكون خاملاً نائماً بانتظار اللحظة المناسبة لتمزيق الشيعة، وهذه اللحظة يحددها الخليجيون، وبشكل أوضح الدولة التي تدفع له أكثر، أي قطر او السعودية.

من مصلحة الشيعة ان لا يدخلوا مع عمار الحكيم في أي تحالف، فالمقاعد البرلمانية التي سيحصل لها، ستكون ضدهم في الحكومة الجديدة.

ربما تعرف القيادات الشيعية هذه المسالة، لكنها مع ذلك ستسعى لدعوته الى التحالف معها، لأن الاتجاه العام لدى هذه القيادات، المصلحة الشخصية بالدرجة الأساسية مثل بقية القيادات السياسية. مشكلة صعبة الحل في واقع العراق المعقد.

بكلمة واحدة، ما فعله عمار الحكيم مع المجلس الأعلى، سيكرره حرفياً مع أي كتلة تتحالف معه.

لإستلام مقالاتي على قناة تليغرام اضغط على الرابط التالي:
https://telegram.me/saleemalhasani

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here