لله درّك يامقتدى فقد نبّهت المتغافلين عمّا يجري في العوامية!

ساهر عريبي
[email protected]

تشن السلطات الحاكمة في السعودية حملة عسكرية متواصلة ومتجددة على بلدة العوامية بمنطقة القطيف الواقعة في المحافظة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية. بدأت احدث حملة ضد البلدة منذ شهر مايو الماضي تحت ذريعة تطوير حي المسوّرة التاريخي في البلدة. لكن الهدف الحقيقي كان مطاردة الناشطين المطالبين بانهاء عقود من سياسات التهميش والإقصاء التي تمارسها السلطات بحق الأقلية الشيعية التي تقطن في المنطقة.

وأما استهداف العوامية دون غيرها من المناطق الأخرى فيعود الى كونها البؤرة التي انطلقت منها التظاهرات المطالبة بالحقوق في العام ٢٠١١ والتي قمعتها السلطات بكل قسوة , إذ اطلقت النار على المتظاهرين العزّل فيما زجّت بالعشرات منهم في السجن واصدرت أحكاما جائرة بالإعدام بحق العديد منهم وفي مقدمتهم آية الله الشهيد الشيخ نمر النمر.

وكانت آخر حلقة في مسلسل الإعدامات السعودية هي الأحكام التي أيدتها محكمة الاستئناف، التابعة للمحكمة الجزائية المتخصصة سيئة السمعة في شهر مايو الماضي والتي شملت 14 متظاهرا شيعيا. وهي الأحكام التي أثارت غضب العديد من المنظمات الحقوقية وفي مقدمتها هيومن رايتس ووتش التى دعت الى الغائها لأنها صدرت من محاكم غير عادلة ووفقا لإعترافات انتزعت تحت التعذيب.

استخدمت السعودية خلال حملتها العسكرية على البلدة مختلف الآلية العسكرية ومنها كندية الصنع مما أثار جدلا داخل الحكومة الكندية حول مشروعية تصدير اسلحة الى نظام ينتهك حقوق الإنسان. سقط العديد من الشهداء داخل البلده واستهدفت القوات السعودية منازل المواطنين وممتلكاتهم ولم يحرك احد ساكنا عدا ا دانات خجولة هنا وهناك. ولم يقف مع أهالي العوامية في محنتهم سوى البحرانيين بالرغم من انهم يئنّون تحت وطأة قمع النظام الحاكم في البحرين, الا أن البطش لم يمنعهم من الخروج في تظاهرات في مختلف البلدات البحرانية تضامنا مع اهالي العوامية ووفاءا لشهيدها النمر الذي كانت له وقفة تاريخية لا تنسى مع اهالي البحرين خلال ثورتهم التي اندلعت في فبراير من العام ٢٠١١.

لم يشهد العراق تظاهرات يشار لها بالبنان للتنديد بالجرائم المرتكبة بالعوامية, ولم ترتفع أصوات المحللين السياسيين لإثارة الرأي العام الى ما يجري في العوامية من جرائم, والى الحد الذي كانت تجد فيه بعض الفضائيات صعوبة فبيالعثور على محللي سياسيينن لما يجري في العوامية, وأما الأقلام فكانت تكتب في واد آخر وتتحاشى انصاف أهل العوامية بكلمة.

لكن تلك الأصوات والأقلام المتغافلة عما يجري في العوامية استيقظت فجاة من تغافلها ولا أقول غفلتها لتتباكى على اهل العوامية الذين جرح مشاعرهم السيد مقتدى الصدر عبر لقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان!! فخرجت التظاهرات المنددة بالدعوة لفتح قنصلية سعودية في النجف رافعة صور الشيخ النمر, فيما علت الأصوات وشمّر الكتاب عن اقلامهم ليصبوا جام غضبهم على السيد مقتدى الصدر الذي وضع يده بيد السفاّحين!

فشكرا لك ياسيد مقتدى على تنبيه المتغافلين عن نومتهم وشكرا لك لأن أثرت قضية بلدة تتعرض لحرب إبادة وسط صمت مطبق من لدن المجتمع الدولي ومن لدن الأخوة في الدين والمذهب, فلولا زيارتك لظلّت قضية العوامية طي النسيان ولما ذكرها احد وفقا لقاعدة وما شأننا بشؤون الدول الأخرى ويكفينا ما لدينا من مصائب وهو لسان الكثيرين ممن ايقظ الصدر ضمائرهم مجبرين. ويبقى التساؤل قائما وهو ماذا لو أجرى الزيارة الى السعودية قائد كان يتوسل الزيارة ولا يواجه إلا بالصدود من آل سعود, فهل كان هؤلاء المتباكين اليوم على العوامية لينبسوا ببنت شفه أم انهم كانوا ليسخّروا أقلامهم وألسنتهم لمدح حنكته السياسية في استيعاب الخصوم وكما برّروا من قبل تقريبه للبعثيين؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here