الشباب ثروة وطنية متجددة

لؤي الموسوي

الحداثة بمفهومها فن من فنون التغير والتجديد نحو الافضل كما هو في انظمة الحاسوب بتطوير برامجها وكذلك كما هو الحال بتقنية المعلومات الاتصالاتية وصناعة السيارات الخ، فجيل السيارات في القرن الماضي ليست كما هي عليه الآن تطور ملحوظ، و حركة التغيير السياسية واحدة من هذه الصناعات القابلة لتجديد والتغيير، فتتسارع الشعوب اليها بجميع فِئاتها العُمرية بتقبل ظاهرة التجديد ولكن بنفس الوقت تكوّن النسب متفاوتة فيما بينها، فنسبة الشباب لها الحظ الاوفر في تقبلها، وتعتبر احدى ادواتها ومحركها الرئيس بما يتمتع به جيل المستقبل من حركة يمكن ان نعبر عنها بالديناميكية.

عِلم الفيزياء في احدى قوانينة، لكل فعل رد فعل يساوية بالمقدار والقوة ويختلف عنه في الاتجاه، وهذا ما يحدث في عملية التغيير فنجد من يقف مع التجديد ويدعم مسيرة التغير نحو الافضل ولكن بالمقابل نجد ردت فعل مغايره ضدها لاسباب خاصة على حساب رغبات مجتمع بكامله.

البلدان تزدهر و يعلو مجدها بِأيدي ابنائها لاسيما بجيل يطلق عليه صفة المستقبل، الذي يواكب الحداثة والمتطلع لتغير الواقع المؤلم والمستكشف لاسرار العالم المتقدم، سواء كان على مستوى انظمة حكم سياسية او علوم تكنولوجيا لذا نجدهم اشد حرصاً من غيرهم لاسباب؛ التخلص من الماضي المظلم، المستقبل المجهول، والاهم لم يكونوا جزءاً من طبقة رؤوس الاموال.

طبقة مقربة من الانظمة يطلق عليها حاشية السلطة ووعاضها، تبحث عن بيئة آمنة للحفاظ على مصالحها وان كانت تتعارض مع الثوابت الوطنية والدينية لموطنه، لذا يمكن ان نطلق عليها اسم الطبقة النفعية، التي بدورها تكون الداعم لآي سلطة حاكمة كما اسلفنا من اجل الحفاظ على مصالحها الشخصية وان كانت السلطة ظالمة لشعبها وهذا ما يدفعها تكون ضد التجديد للحفاظ على مكتسباتها الذاتية.

الظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد بسبب تراكمات سلطة البعث وسوء ادارة الحكومات التي تعاقبت بعد 2003، سواء كانت على مستوى؛ الجانب الامني، الاقتصادي، التعليمي، الصحي وحتى النفسي وغيرها ادى بالتالي الى عامل احباط على هذه الشريحة الكبيرة، ولعدم وجود برامج خاصة من قِبل الحكومة لاحتضانهم واستثمار طاقاتهم وامكانياتهم في بناء وطنهم، مما دفعهم الى ايجاد بدائل منها الهروب من المجهول الى المجهول عن طريق الهجرة للبدء بحياة جديدة لا يعلمون ماذا ستكوّن هل ايجاب ام إخفاق.

المبادره تلو الاخرى التي لم تكون وليدة اليوم التي دعا اليها عمار الحكيم بما يخص هذه الشريحة الكبيرة من الشباب، لم تكن الاولى من نوعها وليست الاخيرة، في رفد الحياة و العملية السياسية بالشباب لِأخذ دورهم الحقيقي في بناء الوطن و مشاركتهم بصناعة القرار، ومن هذه المبادرات التي اطلقها زعيم التحالف الوطني مسبقاً مطالبته في خفض سن الترشيح للانتخابات بصورة عامة من اجل فسح المجال لشباب لدخول في المعترك السياسي لفتح افاق الحياة امامهم ورسم مستقبل بلادهم بِايديهم، والاخرى كانت تحت عنوان “بشبابنا نبني الوطن” فضلاً عن هذا سبقتها دعوات مماثلة اطلقتها المرجعية الدينية للحفاظ على الثروة الشبابية وتفعيل طاقاتها، خصوصاً وقوفها ضد ظاهرة الهجرة وترك الوطن هذه الظاهرة التي اجتاحت البلاد في وقتاً مضى وايضاً الدعوات المتكررة لمعالجة مسألة البطالة هذا ان دل انما يدل على حرص مرجعية النجف الاشرف وزعيم التحالف على الاهتمام بهذه الفِئة كي لا تخلو الساحة من الطاقات الفعالة من البلاد، لذا ارتئى الحكيم بعد كل هذه الصيحات التي لم يجد النية الصادقة من قِبل البعض وذوي العلاقة باحتضانهم، بادر بنفسه باخذ زمام المبادرة ليترجم قوله بفعله فأسس تياراً شبابياً مضحياً بذلك بخروجه من المجلس الاعلى الذي نشأ وترعرع فيه من اجل الحفاظ على اهم عوامل النجاح وهي المتمثلة بالطاقات الشبابية الفعالة في بناء الوطن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here