مراحل ومقتضايات

حازم الشهابي
لا شك إن كل مرحلة من مراحل الحياة والكل دورة من دوراتها المتعاقبة معطيات يفرضها الواقع والمحيط على كافة مستوياته واصعدته المختلفة سياسيا,اجتماعيا,اقتصاديا
وتعد هذا المعطيات وما تفرزه من خيارات ومتبنيات واراء ومتطلبات واسترتيجيات مرحلية, محددات انطلاق نحو افاق التجديد ومواكبة تلك الانتقالات والمراحل بابعادها المختلفة .فليس من الواقع ولا من العقل إن نقف عند درجة واحدة من درجات سلم الحياة ونحن نصبوا الوصول إلى التقدم والازدهار ,فهذا يعد تناقضا بل ضربا من الخيال,
لقد ازدحمت الساحة السياسية العراقية منذ عام 2003 وحتى اليوم بحركات وحزاب وتيارات سياسية كثيرة بعضها مستحدثا جديد والبعض الأخر منها متاصلا عتيد له تاريخ طويل عريض , رؤى وبرامج واديولوجيات شتى ,اسلامية ,عليمانية ,ليبرالية, قومية, واخرى لم نعرف لها عنوان . تصدت إلى العمل السياسي بعنواينها المختلفة في عراق ما بعدعام 2003 ودخلت بقوائم وتحالفات وفقا لما لها من مشتركات في الايديولوجيا والمتبنيات .لكنها لم تخلوا من الانقسام والانشقاقات ,.فلربما تعد هذه الظاهرة_الانقاسمات_ من الظواهر الصحية في بناء الدولة ومواكبة متطلبات المرحلة والانفتاح على الأخر وتجاوز ما يمكن له إن يحد من احتواء لازمات وتشخيص مواطن الضعف في عملها السياسي نتيجة لما تمتعت به من خبرة من خلال السنوات الماضية في التصدي الحكومي , فتقويم الاعوجاج ورفع العراقيل وتسوية المطبات لا يختلف عليها اثنان ولا يوجد عاقلا لبيب يمكنه إن يقف بالضد منها اذ ما كانت الغاية منها الإصلاح والبناء والتجديد .
فلو اخذنا تيار المجلس الاعلى الاسلامي العراق على سبيل المثال لا الحصر كواحد من هذا التيارات والاحزاب التي لها باع طويل في العمل السياسي والجهادي منذ تأسيسه في 17تشرين الثاني عام 1982’والذي انبثق من رحم المعاناة التي لم تستثني صغيرا وكبيرا في ظل نظام البعث الجائر, وما طراء عليها مؤاخرا من مستجدات والتي تجلت اخرها بتنحي زاعمتها المتمثلة بالسيد عمار الحكيم وتخليه عن رئاسة المجلس وتشكيل تيار أخر باسم تيار الحكمة, داعيا من خلاله الانفتاح على الأخر بغض النظر عن المذهبية والقومية , ليسع الجميع تحت سقف الوطنية والاعتدال ,بعد إن ضاقت الأرض ذرعا بالتمايز المذهبي والقومي الذي تفشى وبشكل لافت في الجسد العراقي منذ عام 2003 وحتى اليوم,وبخطوة ذكية منه استطاع إن يقراء الواقع ومتطلبات المرحلة بشكل جيد لما يتمتع به من حنكة ودراية وتاريخ طويل وخبرة متراكمة ,ليعيد بناء المنظومة الوطنية والفكرية واخراجها من عنق الزجاجة إلى الفضاءات الوطنية الحقه,تاركاً خلفه المتنابزين والمتقافزين من معرضيه الذين تجعدت وجهوههم اثر السنين والركود والانغلاق والرتابة , فهو _ عمار الحكيم_ لم يأتي بمشروع جيد بقدر ماهي خطوة جريئة منه ,فتيار شهيد المحراب الخالد ومتبنياته الفكرية اشبه ان تكون كائن حي عمره بعمر تاريخ العراق السياسي ,فلكل مرحلة رجالها, فبلامس كان شهيد المحراب الخالد الفقيه العادل إلمحنك الدور الامثل في جهاد الطغيان ورجاله بكل اشكال الجهاد العسكرية والسياسية منها ,لتأتي بعدها مرحلة أخرى بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم ,فكانت مرحلة بناء وستقلال وسياده , من خلال بناء الدعائم التي من شانها تثبيت المكتسبات والحفاظ عليها وتجلى ذالك من خلال سعيه الحثيث لكتابة الدستور العراقي , وبناء البيت الشيعي وجمع المكونات تحت خيمة وطنية موحده وتحقيق الوحدة الشيعية , ومن انتقالة إلى انتقاله ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى انبثق الزعيم عمار الحكيم ليكون رجل المرحلة في بناء الدولة العصرية العادلة لينهض بالواقع السياسي المتاكل والمنغلق , وبخطى متسارعة استطاع الامساك بخيوط الواقع السياسي والاجتماعي وقراءة متطلباتها والتقاط ابعادها المتضادة والمنسجم منها ليستوعبها ويسعها بحكمته باشراقة جديد وافق وطني بامتياز. فدعت حكمتة إن لا تكون لا الحكمة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here