الكرد ينفتحون على السُنّة بعد تدهور علاقتهم مع الشيعة


تشهد العلاقات الكُردية السُنّية مزيداً من التقارب والتفاهم عشية اقتراب موعد اجراء الاستفتاء فيما تختلف الحالة مع الأطراف الشيعية التي ترفض المشروع جملة وتفصيلاً.. المزيد في سياق هذا التقرير:

منذ اعلان موعد اجراء الاستفتاء الكُردي من قبل رئاسة الاقليم بداية حزيران المنصرم تشهد الساحة السياسية العراقية تقارباً وتبادلاً للزيارات بين الجهات السنية والسلطات الكُردية في وقت تشهد العلاقات الكردية الشيعية مشاكل وتشنجات إثر تبادل التصريحات والاتهامات المتبادلة على خلفية الاستفتاء، توافقت مع تصريحات إيرانية معادية للاستفتاء ورافضة للعملية جملة وتفصيلاً.

المعادلة السياسية الجديدة التي انتجها حراك الاستفتاء تُعد جديدة على الساحة الطائفية العراقية، حيث كان العرب السنة في مقدمة مناوئي الفدرالية التي تمخضت عنها السلطة الكردية الحالية على عكس الأطراف الشيعية التي تقاسمت مع الكُرد مفاصل السلطة وتمرير القوانين والقرارات التي بنيت عليها عراق ما بعد صدام وفي مقدمتها صياغة الدستور وثم التصويت عليه وسط مقاطعة سنية.

فبعد أن أعلن “تجمع عشائر” نينوى الذي يتضمن قبائل وشخصيات عربية في أطراف نينوى انخراطه في مشروع الاستفتاء ودعمه الكامل له، اقتصرت معارضة الأطراف السنية السياسية الرئيسية للمشروع باحتمال شموله المناطق المتنازع عليها، فيما ذهبت شخصيات دينية سنية ابعد من ذلك وتحدثوا عن دولة مشتركة بين الجانبين بقيادة كُردية على غرار تجربة الحكم الأيوبي بقيادة صلاح الدين تناغماً مع مطالبات سنية ظهرت في الآونة بضمّ مناطقهم إلى إقليم كردستان بسبب التقارب المذهبي بين الجانبين.

ومقابل هذا تُعارض الأحزاب الشيعية رغبة الكُرد في الاستقلال وحتى خطوات اجراء الاستفتاء، وقد عبر عن هذا اكثر من طرف شيعي بصيغ مختلفة تنوعت بين رفض الاستفتاء وبين تصريحات تحذر من عواقب اجرائه في الوقت الحالي فُسرت بانها تهديدات مبطنة والغريب في الأمر صدورها من شخصيات مثل الحكيم والعبادي المحسوبين على محور الاعتدال داخل الشيعة.

وبموازاة الجبهة الداخلية يعمل رئيس الاقليم مسعود بارزاني على تحشيد الدول العربيّة السنيّة للحصول على دعمها في مشروعه، وظهر هذا في اجتماعاته المكوكية مؤخراً مع قناصل 7 دول عربيّة سنيّة في الإقليم، واستقباله وفداً من الرابطة الاسلامية العالمية اعقبه لقاءٌ بوفد اعلامي كويتي تزامنا مع ارسال رسالة جوابية مطولة للأمين العام للجامعة العربية يشرح فيها عتبه على الحكومة العراقية.

مراقبون يرون أن محاولات كسب العرب السنة من قبل اقليم كُردستان والانفتاح على هذا المجمتع سيستمر نظراً لإخفاق بغداد في احتضان هذا المكون المنهك بسبب الحروب والدمار التي لحقت بمناطقه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here