(الإختبارات الشخصية) في الفيس بوك..مجرد أوهام!!

حامد شهاب

إنغمس الكثيرون منا هذه الأيام ، في (إختبارات شخصية) في صفحات الاصدقاء والزملاء بالفيس بوك، على أساس انها تقدم (تحليلا نفسيا) لشخصية الفرد ، صاحب الصفحة المفترضة، والسمات المحببة فيه، ومن هم اصدقاءه ومريدوه ، ومن هم ألاكثر قربا منه ومحبة له، وشكل السمات الإيجابية التي يتسم بها، وهناك العشرات من النماذج التي يعرضها لنا الزملاء عن توجهات من هذا النوع!!

وقد (يفرح) الكثير منا لأن (الفيس بوك) منحنا كل تلك السمات التي تمثل خصالا إيجابية ترتقي بنا الى الأعالي، على أساس انها نتيجة (تحليلات للشخصية) ولكن تلك النماذج ربما لاتعطي مصداقية أكثر من 25 % في أعلى تقدير، وأغلبها تصورات (وهمية) وهي عبارة عن (تراكمات إجابات) أو (عناوين لموضوعات) يعتمدها جهاز التحليل النفسي في الاختبارات المعدة بنماذج مختلفة، تظهر فيها نتائج غريبة عجيبة، وتمنح سماتا لآخرين لا وجود لها في شخصياتهم، وتبالغ في أخرى ، حد التهويل، وقد يصدق البعض نتائج عروض من هذا النوع، لكن الحقيقة ليست كذلك في أغلب الاحيان!!

ما يعتمده (التحليل الشخصي) في الفيس بوك عند إجراء إختباراته هو (الصورة الشخصية) للفرد أولا ومن ثم (تكرارات) الاصدقاء في الاجابة على موضوعاته وكم شارك منهم والموضوعات التي طرحها ضمن صفحته، ومن خلال جمع (التراكمات الكمية) يظهر له مدى (حب) أصدقاءه له او مدى وجاهته وسمات يغدقها على كثيرين هم لم يصدقوا انهم من تلك النماذج التي يشير اليها الفيس يوك ضمن تحليلاته لشخصياتهم، فكيف يصدقها الآخرون إذا كان الشخص يتساءل مع نفسه : من أين أتى الفيس بوك بكل هذه السمات والخصال ، التي توصل البعض الى قديسين وملائكة ، وربما سيحصلون على مكانة او وظائف عليا لايحلمون بها، وبعضهم يمنحه مناصب رؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء ووزراء لكنها لاتصح حتى في (جزر الواق واق)!!

ما أردت أن أقوله أن (تحليل الشخصية) علم معقد ومتشابك ، ويصعب تصدبق مضامينه ، وهو يعطي ربما (مؤشرات أولية) لكنه (يتغافل) عن (سمات مهمة) كثيرة تغور في أعماق شخصية أي منا، وهو ، أي الفرد، وإن سبر أغواره كبار علماء النفس وعلماء تحليل الشخصية الا انهم لم يتمكنوا من إكتشاف الكثير الكثير عن طبائع وسلوكيات البشر، بل وظهر لهم فيما بعد ان اختباراتهم كانت في كثير منها أقرب الى الخيال من ان تقترب من الواقع، وبإمكان الفرد ان (يغش) و (يخدع) حتى عالم النفس، بل ان عالم النفس (يعحز) عن (تحليل) سمات لشخصيات كثيرين ، وما ينطبق على شخص معين، لاينطبق على أشخاص آخرين، حتى وان اقترب منهم في كثير من السمات والمواصفات الشخصية، وهي (معجزة آلهية) ، إذ لم يخلق الباريء (إثنين) يتشابهان في سمات كثيرة، حتى وان كانا (توأمين) فكيف بمن ليس لها إرتباط مع الآخرين!!

إنها (خصال) ربانية منحها ووهبها الله جلت قدرته للبشر، وما موجود من (أوجه الشبه) (سلبا أو إيجابا) تكاد تكون قليلة جدا، بل أن (معالم الافتراق والإختلاف) هي السائدة وهي من تكون لها الألولوية في انها جعلت البشر يختلفون بينهم في السمات الشخصية وفي سلوكهم وتعاملهم مع بني محيطهم، ومع أقرب المقربين منهم!!

أما ما يظهر من نتائج (اختبارات الفيس بوك) ، ونحن من نروج لها على صفحاتنا، فهي (نسج من الخيال) في أكثر الأحيان!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here