“درابين النجف و امبراطورية الجادرية”

حسين وسام

عندما يستهزء السفهاء، محاولين اطلاق التسميات، التي من شأنها الانتقاص، ويطلقون الاشاعات الكاذبة، وذلك من اجل التشويه على المجتمع، ربما ينزعج بعض المحبين من إطلاق هذه التسميات، إنما لا تجعل هذه الخطط الدنيئة، تُكعر مزاجك الجميل يا عزيزي، فعليك ان تفتخر، كما افتخر انا ب(درابين النجف) و( جماعة الجادرية).

من خلال بحثي في الانترنيت، وجدت معنى (دربونة)، وهي كلمة ذات اصل تركي، ومعناها (الطريق الضيق)، وعادة ما تكون في المناطق الشعبية، فالتعريف الكامل ل(درابين النجف)، هو( الطرق الضيقة في مناطق النجف)، ولا ارى اي اهانة في هذه الجملة، وليس هناك مايدعو للاستفزاز، إلا كون المعنى باطني، لا يعلمه الا الله، ومن اطلق هذه التسمية.

لنكن واقعيين قليلاً، ان (درابين النجف)، قد انقذت العراق اكثر من مرة، والامثلة هي ثورة العشرين الخالدة، التي انطلقت من (دربونة من درابينها)، وقاتلت الانكليز ببسالة وقوة، و اوصلت رسالة للعالم، مفادها( هنا بلد الاحرار)، ولكن جهل القوم مصيبة، فقد عادوا مجدداً، وحاربوا العراق، ظناً ان (درابين النجف) قد شاخت ولن تنتج ابطالاً من جديد، فجاء الرد سريعاً (تندار الدنيه وهذا آنه)، وهي احدى الاهازيج، التي اطلقها ثوار العشرين الابطال، واذا بالشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة، خطبة (انقاذ العراق)، يعطي اوامر سماحة المنقذ، المرجع الديني الاعلى، للاحرار والمضحين، السيد علي الحسيني السيستاني( دام ظله الوارف)، بالجهاد الكفائي ضد عصابات داعش التكفيري المجرم، واذا بكبار السن، يلبون نداء المرجعية، قبل الشباب، واخذت الزوجات تحفز ازواجها، والام ترسل ابنهائها، فتأسس الحشد الشعبي، من جميع (درابين) العراق وازقته.

فكان للمعممين الدور الاكبر في الجهاد الكفائي، فخريجو (درابين النجف)، وطلاب حوزتها، قدموا العشرات من الشهداء، في سيبل الوطن، فعاد الشباب شهداء لامهاتهم، فحولت استشهادهم الى عرس، وهي تقول (كل جابت خابت بس آنه)، وهي ايضاً اهزوجة لاحدى النساء في ثورة العشرين عندما رات ابنها شهيداً، اما من عاد منتصراً، فكان فخراً لعائلته وبلده.

اما (امبراطورية الجادرية)، كانت تستقبل يوماً الشهداء السعداء، من فصائلها الجهادية (سرايا الجهاد)، و(سرايا عاشوراء)، وغيرهم، التي اثنت عليهم مفوضية حقوق الانسان ، وذلك لرعاية حقوق المدنيين، والضبط العالي لجميع المقاتلين، ولم يتم تسجيل أي خرق أمني خلال الفترة الماضية .

اما بالنسبة للمواقف السياسية، فنجد ان (امبراطورية الجادرية)، لا يخرج منها الا الموقف الرصين المنطقي، الذي يريد الخير لهذا الشعب، كما في (انبارنا الصامدة) التي كَثُرت عليها الاكاذيب والاقاويل، و(التسوية الوطنية) التي هي مشروع انقاذ العراق، والكثير من المبادرات والمواقف، التي تمت مجابهتها بالجهل، والاشاعات، واللغط، من اعداء العراق الحمقى.

واليوم يخرج من (امبراطورية الجادرية)، مشروع جديد وهو مشروع ( تيار الحكمة الوطني)، المنبثق من رحم المعاناة، هذا الشروع العابر للطائفية، والقومية، المشروع الذي يؤمن ويرسخ (المواطنة الصالحة)، في المجتمع العراقي، هذا التيار المعتدل الوسطي، الذي يضمن حقوق الاقليات، وحماية الحقوق المدنية والحريات الشخصية، والذي يسعى الى تمكين الشباب الواعي، والنوعي، والكفوء، في مفاصل الدولة، وهو مؤمن بالتعايش السلمي ويدعو له في المجتمع العراقي، وهذا النصر يُسجل ل(امبراطورية الجادرية)، الان يا صديقي، هل اصبحت هذه التسميات تسبب لك الانزعاج ؟، ام انها مصدراً للفخر؟، فكر جيداً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here