فن الممكن مع الممكن / الجزء الثالث

رفعت الزبيدي

من الممكن قيام تغيير حقيقي وجذري في العراق يطيح بكل الرؤوس العفنة في المنطقة الخضراء والمتسبّبة بآلام وفضائع العراقيين الأبرياء . لم يعد أمام العراقي الا المواجهة وهو ليس بالتحريض بقدر ماهو تساؤل لهم ، هل تنتظرون فرصة أخرى تُمنح لمن سرقوا أحلامكم وصادروا كرامتكم ومستقبل أبناءكم ؟ هل تعتقدون أن ماتُسمى بحركة الاحتجاجات السلمية قادرة على فرض إرادتكم وتحقيق ماتوعدون به ( الإصلاح ) ؟ من يُمثل ُ الإصلاح ؟ عمار الحكيم رفع الشعار في الانتخابات السابقة وهو جزء من خراب الوطن ، أم مقتدى الصدر المتناقض الى حد العبث . كلهم عبء ثقيل عليكم . إن الممكن في فن الممكن ومع الوضع العراقي المتدهور يتمثل بمايلي

أولاً / عدم المراهنة على كل من حكم العراق او شارك في العملية السياسية الفاشلة من السنة والشيعة .

ثانياً/ المبادرة بإعادة تقييم حركة الاحتجاج السلمية وفصلها عن التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر . التقييم يجب ان يخضع لمعايير ماتحقق منذ انطلاقة الاحتجاجات السلمية والى اليوم . لابد من انتخاب قيادة موحدة لحركة الاحتجاج تستوعب المستقلين فقط والمتضررين من العملية السياسية الفاشلة .

ثالثاً / تنظيم اعتصامات صامتة أمام المنطقة الخضراء وإضرابات عامة في جميع المحافظات ومقاطعة الانتخابات لحين الرضوخ الى مطالبكم المتمثّلة بمايلي

١- إلغاء المفوضية العليا للانتخابات وتوكيلها الى الامم المتحدة والاتحاد الأوربي .

٢- رفع المعوقات والشروط التعجيزية للمرشحين الى الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات وجعلها قوائم مفتوحة .

٣- منع كل من شارك في العملية السياسية منذ العام ٢٠٠٣ والى اليوم من المشاركة في الانتخابات المقبلة سواء كانت مشاركتهم في البرلمان ومؤسساته او الوزارات المشكلة او مجالس المحافظات .

٤- المطالب الثلاث أعلاه تُعد مطالب وطنية ولايمكن التنازل عنها او التفاوض بشأنها . وفِي حالة عدم الامتثال تتم مقاطعة الانتخابات وإعلان العصيان المدني في جميع المحافظات يوم الانتخابات لإفشالها .

رابعاً/ قيادة حركة الاحتجاجات تضع لنفسها آليات عمل مُلزمة لها في التحرك والتنفيذ . مع ضوابط صارمة تمنع اختراقهم من الأحزاب والانتهازيين .

خامساً / توثيق اي حالة انتهاك ضد حركة الاحتجاج والضغط على الدول الدائمة في مجلس الأمن والاتحاد الأوربي بالاعتراف بها كمنظمة وطنية مستقلة .

هذا هو فن الممكن مع الممكن وفق إرادة وطنية حرة ، ليس من سبيل أمام العراقيين الا هذه المواجهة الصامتة والقوية في مطالبها العادلة . فكل الكيانات السياسية أثبتت أنها مستبدة وظالمة لاتتوانى عن ارتكاب كل المحرمات ضد من ينتقدها وأحداث العراق أثبتت ذلك . لقد خصصت بالذكر في مقالي هذا وبأجزاءه الثلاث لكسر وهم القدسية والعبودية لدى كثير ممن يقدسون هذين الصنمين ( عمار الحكيم ومقتدى الصدر ) ومن قبلهما نوري المالكي . إن الوطن ودماء الأبرياء أقدس من كل العناوين الوهمية في تاريخ العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here