من سرق راتبي

بعد طول انتظار وترقب ،اقترب من الشباك ،ومد يده ليضع توقيعيه وبصمته على السجل،ناولته الموظفة رزمةً من النقود ،اخذهاوعدها واطمئن عليها ثم دسها في جيبه ،والكثير من الأحلام كانت تتراقص في مخيلته لحظة استلامه النقود.(طلعت روحه حتى استلم الراتب)

فبعد شهرين من الانتظار والانتظار ،استلم راتبه التقاعدي بعد سني خدمته التي قاربت على الثلاثين سنة قضاها في دائرته وأفنى زهرة شبابه من اجل خدمة الناس اصبح الان متقاعدا يحصل على مقدار من المال لايسد رمق عيشه ومتطلبات عائلته ،التي تنتظر على احر من الجمر وقت استلامه لراتبه.

وقف في الشارع منتظرا باصا ينقله الى الى احد الاسواق ،للتبضع وشراء ما أوصي به وبعد فترة من الوقت جاءته احدى السيارات (كيا)حيث صعد فيها وما ان وصل الى المكان المقصود صاح على السائق (نازل راس الشارع)ثم ناوله اجرته ونزل مسرعا.

أخذ يتفحص المحلات والبضائع ويسأل عن سعر هذه البصاعة وتلك لعله يجد ضالته في ارخصها سعرا فهو لايقوى على الأسعار المرتفعة.

كانت السوق مزدحمة بالمتبضعين واصحاب البسطات ينادون على بضائعهم لجلب انتباه الناس ،وبعد ان استقر رأيه في ان يشتري بعض قطع القماش النسائيه لزوجته وابنته وكذلك قميص وبنطلون لابنه وقد اخذها من محل واحد لكي يكون سعرها اقل ،وهذا هو ما متعارف عليه في السوق فحين تشتري اكثر من حاجة من محل واحد يكون صاحب المحل متساهلا معك في اسعارها.

وبعد ان اتفق على سعرها وضعها صاحب المحل في كيس جميل عليه عنوان المحل، وقال له (شايف الف خير حجي )

مد يده في جيب البنطلون الخلفي وهب صارخا (لقد تم سرقت راتبي شلون أعيش وماذا أقول لعائلتي)

والتفت يميناً ويسارا لعله يجد من سرقه ،ولكن الجموع كانت كثيرة ومن الصعب تشخيص الحرامي ،الذي ضاع وسط الجموع .

[email protected]
عباس الادريسي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here