كافكا العراقي

حسين وسام

ربما يعرف بعضكم من هو ( فرانس كافكا)، الكاتب اليهودي، تشيكي الاصل، الذي يعد من ابرز الكُتاب والادباء الالمان، في فن القصص القصيرة والروايات، الذي عاش حياة مليئة بالحزن والمعاناة، قرأت له رواية ( المسخ) وكانت رائعة بالفعل، ولفت انتباهي مقطعا صغيراً عن حياته نُشر في بداية الكتاب، وهي مشكلة كان يعاني منها الشاب (كافكا)، في حياته الدراسية، حيث كان التشيكي الاصل، واليهودي الديانة، يتكلم الالمانية، في مدينة كان الناطقون بهذه اللغة قليلون جداً، فبقي منعزلاً، عن التشيك، وانعزل عن الالمان، لانه يهودي، وانعزل عن اليهود ايضاً، بسبب افكاره الذي يختلف معهم فيها، كل هذه الانعزالات سببت الكثير من المعاناة لكافكا واثرت سلباً على كتاباته وحياته.

ربما هذه المعناة الذي مرت ب(كافكا)، مرت ايضاً على معظم الشباب العراقي، حيث العربي ينعزل عن الكردي، وينعزل عن السني، اذا كان شيعياً، وينعزل عن الشيعي، اذا كانوا يختلفون في تقليد المرجع، وربما يبتعد ايضاً، اذا كانوا مختلفين في النظام العشائري، بصورة عامة الاختلافات القومية، والدينية، والطائفية، والعشائرية، عكس وجودها سلباً على المجتمع العراقي، وعلى الشاب العراقي، بل وصلت المرحلة الى سفك الدماء ، وقتل كل من يختلف مع الاخر.

الاختلاف يَختلف عن التَخلف، والمُختَلف يَختلف عن المُتخلف، ولا يؤدي هذا الاختلاف الى خِلاف، هذه المعلومة يجب ان تُطبق عملياً في المجتمع، اما نظرياً فقد مللنا من الشعارات، (اني سني واحب اخوية الشيعي) وفي اقل اختلاف في نقاش يتحول، هذا الحب الى ( ابن المتعة و جهاد النكاح)، ويكون الاول ابن(الافغاني)، والثاني ابن (الايراني)، فيجب نبذ كل من يبث الطائفية، والخطاب السلبي، في المجتمع العراقي.

(خل نتصافى) حملة اطلقها بعض الشباب، نبذاً (للطائفية) المقيتة، واستجاب لها الكثير من الشباب، ولكنها لا تختلف كثيراً عن مبادرة (التسوية الوطنية)، الذي اختلف عليها الكثير، وجميعاً يعلم انها صمام الامان لهذا البلد ، كفانا شعارات رنانة، التطبيق هو الحل، دعونا نعيش بسلام في هذا البلد، وننشر الحب والتسامح والعفو، على الجميع ان ينهجوا منهج من كان لهم أسوة حسنة ويسعون من أجل نشر المبادئ والقيم التي ترسخ ثقافة الوطن الواحد، يجب ان يعلم الشعب العراقي ان الطائفية وخطاب التفرقة هو مرض يفتك بالعراق، فعلينا تفاديه قبل يفتك بنا ، كما فتك السل بكافكا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here