أطباء: تأخر القطاع الصحي والعادات السيئة أبرز أسباب الموت المبكر

أطباء لـ(الزمان): تأخر القطاع الصحي والعادات السيئة أبرز أسباب الموت المبكر

البقاء حيًا بعد الستين أقصى أمنيات العراقيين مقابل 230 مليون مسنّ صيني

بغداد ــ عبد اللطيف الموسوي – داليـا أحمـد

كان في حياة الفيلسوف ديكارت هدف سعى إليه هو قهر الموت، لكنه لم يكن يهدف لقهر الموت في النفس وحدها، بل في الجسم أيضاً. وكان العلاج الذي يصفه للشفاء من خشية الموت يتمثل في اقتناعه الجازم بأنَّ أنفسنا تبقى بعد أجسادنا. كان هذا قبل مئات السنين  اما نحن العراقيين وفي هذا العصر الضاج بالتطور فأخذنا نسعى لتأجيل موعد الموت لا قهره لأننا واثقون اننا لن نقهره حتى ولو في انفسنا المتعبة. ولكن ما فائدة السعي لتأجيل قدر محتوم ؟ هل هو الطمع في ايام مقبلة قد نشهد فيها شيئأ من الراحة والاطمئنان والأمان والسعادة أم لأن الانسان بطبيعته لايحب ان يفارق اهله ومحبيه وهذه الدنيا برغم مصاعبها . لن نجيب على هذا السؤال هنا ولكننا طرحنا تساؤلاً آخر امام المختصين عن سبب موت العراقيين بعد بلوغهم الستين بقليل  مقارنة بشعوب اخرى يتجاوز مواطنوها الثمانين في المتوسط. عن ذلك، قال الطبيب والنائب السابق باسم الحجيمي (دكتوراه مايكروبايلوجي‏ ) لـ(الزمان) أمس امن( اسبابًا عديدة تقف وراء الموت المبكر وأغلبها تتعلق بالواقع الصحي الذي يعيشه البلد)، مضيفاً ان( المرء اذا اراد ان يحسن من وضعه الصحي لابد ان يبحث عن الاسباب الخاصة والعامة التي تؤدي الى تردي صحته ويحاول ان يتفادى المسببات قدر الامكان). واقترح الحجيمي العمل ببعض الوصايا أجملها بما يأتي (الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية بمعناها العام وهو تدعيم الصحة promotion of the health وليس فقط علاج الأمراض بعد حصولها أي بمعنى آخر التركيز على الجانب الوقائي)، مؤكدًا (ضرورة الاهتمام بسلامة الغذاء المستورد للبلد وايضا بطريقة تناوله وأنواع الأغذية المستخدمة مع التركيز على الأغذية التي تحتوي على مضادات الأكسدة باعتبارها عوامل تؤخر أو تمنع الشيخوخة المبكرة). وطالب بـ(نشر وتوسيع ثقافة الرياضة في البلد من خلال ايجاد أماكن لممارسة رياضة المشي أو الجري أو السباحة واعتبارها من الأنشطة اليومية التي تساهم بمنع الكثير من الأمراض وخاصة القاتلة منها مثل السكري والضغط وأمراض القلب )، داعيًا الى (العمل على  تعزيز الحالة النفسية وتقليص مسببات القلق النفسي لأن القلق يسبب ضعفا في الأداء المناعي للجسم ما يجعل الجسم أكثر عرضة لأمراض السرطان والأمراض التي تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات). واكد الحجيمي (أهمية التركيز على زيادة عدد ساعات النوم وذلك لأن النوم يؤدي إلى إفراز مادة الميلاتونين التي تساهم في منع الأمراض السرطانية وإيجاد حالة من الاستقرار النفسي). اما الطبيب جعفر كاظم ) ‏رئيس فرع الاحياء المجهرية في كلية الطب‏) فقال لـ(الزمان) أمس ان (هناك عوامل عدة للموت المبكر وعدم امكانية التقدم في السن منها العوامل الاجتماعية والبيئية والصحية)،  مضيفًا ان(العراق تعرض بصوره مستمره للحروب وعدم الاستقرار منذ عام 1958 حتى الآن واهمها الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج وما اخذتاه من شباب وقبلهما حرب الشمال في السبعينات واخرها الغزو الامريكي وحرب داعش والحصار الذي فرض على العراق بعد غزو الكويت). وتابع كاظم ان(تردي الخدمات الصحية خلال تلك السنوات وازدياد نسبة الفقر والوصول الى ما دون خط الفقر وزيادة نسبة الاصابة بالامراض السرطانية وخاصة بعد حرب الخليج وغيرها من العوامل الاخرى كانت اهم الاسباب التي  ادت الى وفاى العراقيين في اعمار تعد مبكرة تتراوح من 60-65 سنة). من جهتها، دعت وزارة الصحة المواطنين الى مساندتها في انجاح برنامج الكشف المبكر لقياس الضغط والسكر لتلافي ازدياد حالات الاصابة بالامراض المزمنة .وقال المتحدث باسم الوزارة سيف مطلك لـ (الزمان) أمس ان (الوزارة مستمرة في العمل ببرنامج الكشف المبكر لقياس الضغط والسكر في جميع المستشفيات مجانا) واضاف ان (البرنامج خصص من اجل تلافي ازدياد حالات الاصابة بالامراض المزمنة لكن نسبة المراجعين لم تصل الى ما تطمح اليه الوزارة لذلك ندعو المواطنين الى الكشف المبكر واسناد الوزارة لانجاح هذا المشروع). ولفت مطلك الى ان (الكثير من المصابين بالامراض المزمنة يهملون انفسهم لحين الوصول الى نسب عالية يصعب السيطرة عليها) ، موضحًا ان (صحة الانسان تعتمد على عوامل عدة منها استقرار البلاد وتطورها  وما الى ذلك من رفاهية الشعوب). وتابع ان(ما مر به البلد في ثمانينيات القرن الماضي من حالات الوفيات للاطفال والامهات نتيجة للحصار الذي فرض على البلد دليل على صحة مانقول )، مشيرًا الى ان(الامر مختلف في بلدان اخرى ومنها الصين واليابان حيث تصل اعمار المواطنين هناك الى معدلات جيدة في المجمل نتيجة الرفاهية التي تمر بها تلك البلدان فضلا عن العناية بالصحة البدنية والابتعاد عن الأكلات التي تضر بصحة الانسان) .وفي شأن متصل ، افادت تقارير صحفية بتجاوز عدد الأشخاص الذين بلغوا الـ60 عاما وما فوق في الصين الـ 230 مليونا مع نهاية العام الماضي، وفق أرقام رسمية.وأعلنت وزارة شؤون المواطنة في الصين أن الأشخاص في هذه الفئة العمرية يشكلون 16.7 بالمئة من اجمالي السكان، ما يعادل 230 مليونا و800 ألف شخص، بينهم نحو 150 مليونا في سن الـ65 عاما وما فوق. وأظهرت معطيات الوزارة وجود 460 ألف يتيم في البلاد، نهاية 2016، وأن 88 ألفا فقط منهم يحصلون على رعاية من مؤسسات خيرية مرتبطة بالحكومة. وأشارت إلى أن (19 ألف يتيم جرى تبنيهم من عائلات في الصين وخارجها العام الماضي) .وبلغ عدد المواليد في البلاد 17 مليونا و860 ألف مولود عام 2016 الذي تخلت فيه الصين عن سياسة (الطفل الواحد) المتبعة منذ مدة طويلة. وتخلت الصين عن سياسة الطفل الواحد المطبقة منذ سبعينات القرن الماضي، مطلع عام 2016، وسمحت للأسر في المدن والأرياف بانجاب طفلين دون شروط، وذلك على خلفية تناقص الأيدي العاملة، والأعباء التي تشكلها الطبقة المُسنة على الاقتصاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here