لكل جريمة حكاية: الإختطاف… مهنتي!

 إعداد/ د. معتز محيي عبد الحميد

طفلة جميلة وبريئة الملامح … الابتسامة لا تفارق وجهها ابداً اسمها مريم تبلغ من العمر (4) سنوات يوم ميلادها كان بمثابة عيد لوالديها فهي المولود الاول لهذا الحلم الذي تحقق على ارض الواقع … مرت الايام والشهور وكبرت مريم … والدتها لا تفارقها … تأخذها معها في كل رحلة ومشوار تذهب إليه حتى عرفت مريم جميع الاماكن والازقة التي تذهب اليها سواء السوق المحلي او المخازن والمحلات المنزلية بمنطقتها في القاهرة … كبرت مريم واشتد عودها حتى اصبحت تستطيع المشي بمفردها … واصبحت امها تعتمد عليها في شراء بعض الاحتياجات المنزلية من المحلات القريبة من المنزل … لم تكن تعلم الأم ان اسرتها كلها سوف تتعرض لمحنة قاسية قلبت حياتهم رأسا على عقب ؟ . في احدى الايام خرجت مريم لشراء بعض الاحتياجات بناء على طلب الأم … ولم تتأخر الصغيرة ، ولأن الام تعلم ابنتها والجميع في الشارع يعرفها ويحبونها مثل ابنتهم ، لما تركتها تخرج وحدها … لكنها ارادة القدر ؟ .. هذه المرة خرجت مريم ولم تعد الى منزلها … اعتقدت الأم في البداية انها تلعب مع الاطفال في الشارع وتناست الوقت … خرجت تبحث عن ابنتها لكنها لم تعثر عليها وكأن الارض انشقت وابتلعتها ؟ .
بدأ الخوف يتسلل الى قلب الأم واخذ القلق يسيطر على تفكيرها مما أدى الى ان تتصل بشقيقها وشقيقة زوجها الذي كان مسافرا وقتها ليبحثوا عنها في كل مكان ولم يعثروا على اثر منها … هناك من رأها فعلا… وهناك من قال انه لم يرها ووقعت عينه عليها … مر الوقت والطفلة لم تعد ولغز اختفائها الغامض يزداد يوماً بعد الاخر .
لم تجد الأم حلا سوى الاتصال بزوجها الذي يعمل في البصرة والذي عاد وعلم بما حدث لطفلته مريم … وبدأ والدها وجدها والاقارب يبحثون عنها في كل الاماكن … طرقوا ابواب المستشفيات ومراكز الشرطة والطب العدلي وحتى وصلوا الى وزارة الداخلية لكن لم يعثروا لها على أثر … وبحثوا عنها في الشوارع والاقضية والنواحي القريبة من بغداد ولكن بدون نتيجة… تسلل اليأس الى قلوبهم واحكم سيطرته عليهم خاصة وانهم واصلوا الليل بالنهار في رحلة بحثهم عن الطفلة في كل الاماكن وحتى ذهبوا الى ابعد من ذلك حيث ذهبوا الى احد الشيوخ للكشف عنده عن مصيرها ومن هو الذي خطفها… ولكن بدون نتيجة … الفشل والاحباط في العثور عليها كان ملازما لهم … من كثرة ذهابه الى مركز الشرطة وملاحقة ضابط التحقيق الذي له علاقة بالقضية توجه الأب الى وزارة الداخلية واشتكى هناك ولكن بدون نتيجة … طرأت على عقل الأب اثناء جلوسه بمنزله فاقدا الامل في ايجاد ابنته الصغيرة … ذهب لدور الايتام وبعض الملاجئ ربما عثر عليها احد الاشخاص وتركها هناك … فكرة باءت بالفشل في النهاية لم يأته منها سوى مزيدا من الآلام لانه شاهد هناك اطفالاً في عمر ابنته يبحثون عن اسرهم وانتهى بهم الحال في هذا المكان … فخشي الأب ان يكون مصير ابنته الى هذا المجهول ؟…. الجيران قالوا انهم شاهدوا سيارة مجهولة في نفس يوم اختفائها … واخشى ان يكون احد الركاب فيها خطفها أو تكون امرأة في داخل السيارة هي التي قامت بالعملية ليستغلوها في التسول في المحافظات او في بيع اعضائها؟ متى ترجع ابنتي الى سريرها… بهذه الكلمات انهى الاب حديثه وهو يبكي … مع كثرة حوادث الخطف وعدم حل لغز هذه الحوادث أصبحت هذه الظاهرة لغزاً من الالغاز .
المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here