المخرج صبري الرماحي وحديث الذكريات مع (الزمان): أنا في خدمة وطني متى ما طلبوا مني العودة

مالمو – علي كاظم

هو نار على علم في الوسط الفني يكفي أن تقول ” صبري الرماحي ” فتسمع كلمات الإعجاب والثناء والأشادة به منذ أن دخل عالم الفن قبل خمسين عاما . عمل مخرجآ ومديرآ للمسرح الوطني ورئيسا لقسم الموسيقى وعمل في شركتي بابل والحضر ..وفِي منتصف التسعينات شد الرحال الى الدوحة حيث قناة الجزيرة وعمل مخرجآ للأفلام الوثائقية وأبدع في مهنته لمدة عشرين عاما وبعدها هاجر الى أمريكا حيث هناك يقيم في محطة من محطات عمره الطويل أن شاء الله .. صحيفة الزمان التقته وكان هذا الحوار الشيق معه

{ صبري الرماحي هل كُتب عليه الترحال بين الأوطان

– نعم يا صديقي كُتب على الكثير من العراقيين وأنا منهم وفي مختلف الاختصاصات الترحال بعدما ضاقت الأبواب علينا في أن نحقق مانصبو اليه وتدخل عالما انت جديد عليك وتؤسس لك مكانا يليق بك و بالوطن ، الترحال صعب و البعد عن الأحباب اكثر قساوة

{ أنت مخرج مبدع منذ أن بدأت العمل في التلفزيون ومن ثم المسرح والسينما وفِي كل محطة تركت بصمة ذهبية حدثنا قليلا عن هذه المحطات وذكرياتها

– حديث عن تلك الذكريات يحمل وجهين مثل شعار المسرح الضاحك الباكي

أنت فرح في مرحلة التأسيس تنتقل من الاذاعة الى التلفزيون وتعمل في المسرح و تنتقل من الإخراج الاذاعي الى اختيار الموسيقى التصوريه في معظم المسلسلات العراقية مع كبار مخرجي الدراما في التلفزيون ، تنال رضاهم فيما اختاره للأعمال العراقية الشهيرة و هي لا تعد و لا تحصى بعدها أنتقل الى دائرة السينما و المسرح و استلام زمام الاعلام في المؤسسة و الانتاج و في نفس الوقت أقوم باختيار الموسيقى التصويرية للأعمال المسرحية مع كبار مخرجي المسرح .

بعدها دخلت دورة بمعهد التدريب في الاذاعة و التلفزيون للاخراح التلفزيوني بأشراف مخرجينا ” كارلو هارتيون . حسن الجنابي .خليل شوقي و بعض المهندسين”

قبلت بالدورة مع مجموعة من فناني التلفزيون اسماء كثيرة

بعد انتهاء الدورة يقدم المشاركون فلم من 15 دقيقة الى 45 دقيقة وعلى الخريج ان يكتب الفلم حسب وجهة نظر مخرجه

في النهاية بدأت اللجنة بفحص الافلام حسب زمن الأفلام المقرر. كل الأفلام كانت طويلة.

باستثناء فلمي لم يتجاوز دقيقتين وخمسة و أربعين ثانية

وخرجت نتائج الأفلام و كان فلمي الاول في الدورة أعُجبت اللجنة بالموضوع و تصوير المشاهد و اختيار الموسيقى وسألوني هل صورت سينما ام تلفزيون ! أخبرتهم تلفزيون الا ان زمن تصوير المشاهد هو الذي يعطيك الإحساس بجمالية الصورة

رد الفنان الكبير رحمه الله خليل شوقي قال لهم متعرفون صبري ملك المؤثرات.

بعدها عينت في شركة بابل مدير الإعلان التجاري و عملت بكل جد و اخلاص والحمد لله حققت أرباح كثيرة للشركة من خلال الإعلان التجاري وأغاني المطربين

صار هذا النجاح مصدر ازعاج لبعض الأخوة و كتبت التقارير التي لا ترحم وبعث علي ” المرحوم دَاوُدَ القيسي ” و اخبرني يجب ان اترك الإعلان التجاري وقبله صديق ” العمر فاضل خليل ” تكلم معي بنفس الموضوع ورغم قناعة الادارة بقدراتي و ما حققته للشركة الان التقارير فعلها أقوى من نجاحي !!! أخبرتهم انا الذي اقدم استقالتي

فقدمت استقالتي ورحت اعمل مع شركة الحضر كان مديرها د . حسن الجنابي و عملت معه .

بعدها عملت مسلسل زفة العروس هناء محمد قاسم الملاك نال رضا الجميع و عملت مسلسل اخر كتبه الصديق قحطان زغير و مسلسلا آخرى بطولة سهى سالم و حكيم جاسم ومسلسلا آخر بطولة المرحوم صديق العمر رياض احمد

وكلهم اعترضوا كيف راح تصور هذا الرجل بعيدا عن التمثيل الا انني و كفاءة رياض أثبتنا عكس ماتصوره و معه الفنانة القديرة هناء محمد كتبته عواطف نعيم.

وفِي عام 1996 جاءتني دعوة للعمل في الأفلام الوثائقية

وعملت فيها عشرين عاما وترك بصمة الإبداع في هذا العمل

{ هل ترى أن الفنان العراقي مظلوم رغم ابداعه الفني في كل المجالات

– نعم الفنان العراقي مظلوم ولَم يأخذ حقه لا في المسرح و لا في السينما بالرغم من القدرات العالي التي يتمتع بها بينما العربي يتمتع بمساحة كبيرة من اهتمام الدولة و الجهات المنتجة ويعيش في حالة من الرفاه و العيش الكريم

{ قبل فترة ذهبت الى المسرح الوطني وتذكرتك عندما كنت مديرا للمسرح الوطني حدثني عن تلك الايام .

– عملت مديرا للمسرح الوطني طوال اربع سنوات أو اكثر

وفكرت ان هذا هو المسرح الوطني وجه العراق لذلك يجب ان تكون له ضوابط تليق به و بالعراق

حينما كنّا نعلن ان الستار تفتح 8 مساءا نلتزم بهذا الوقت ولانسمح لأحد ان يدخل بعد هذا الوقت احتراما

وكنا لانسمح بالتعليقات السيئة

حتى مره سمعت تعليقات فبعثت على احد الموظفين من صاحب هذه التعليقات تردد الموظف قلت تعال معي و هو خائف و اذا بي بوجه عدي صدام حسين ايّام شبابه تجرأت وقلت له العفو استاذ هذا مسرح وقال لي بالحرف الواحد استاذ احنا شباب سامحنا و تركته

{ لماذا الان لا نستطيع انتاج مسلسلات كالتي أخرجتها في السابق مثل مسلسل ” الباحثون . جرف الملح ، سقوط غرناطة

– الانتاج ياصديقي يحتاج الى إمكانيات مادية كبيرة

لذلك اما ان يكون المسلسل من انتاج التلفزيون. أو منتج كبير يتعاون مع محطات كبيرة تسد المصاريف و تحقق أرباحا كافية واعتقد نحن الان لا نستطيع أن نفعل ذلك

{ عملت في تلفزيون الجزيزة في دولة قطر مدة عشرين عاما حدثني عن هذه التجربة

– انا عملت في قناة الجزيرة في الأفلام الوثائقية

وكانت تجربة رائعة انجزت العديد من الأفلام التي نالت استحسان الناس و القائمين على ادارة الجزيرة

وكانت فرصة طيبة للسفر الى معظم بلدان الوطن العربي وأحيانآ تبقى ً اكثر من شهر ويكون معك فريق مهني متكامل لكل ما تحتاجه في العمل .. في السودان تابعنا النيلين الأبيض و الأزرق كيف يلتقيان وطلبنا ان نصور هذا المشهد من داخل الطياره وهذا المشهد لا يتعدى الدقيقتين استأجروا لنا طائرة صغيرة ب 30 الف دولار ،، أول عمل عملته ( الرحيل المر ) عن معانات العراقيين عملت فلم بجزءين عن الملف النووي الأيرانيين ايضا فلم بجزءين عن تأريخ الظلم منذ الفراعنه الى يومنا هذا.

عملت فلم بجزءين عن الطوائف الدينية في لبنان.

فلم ايضا بجزءين عن السودان و هذا كان من اصعب الاعمال

تجربة عشرين عاما ليست بالقصيرة الحمد لله لم يشر الي بكلمة لا احبها

{ هل تتابع الاعمال الفنية العراقية الان وما رأيك فيها وأي عمل فني لفت نظرك

– بصراحة لم اشاهد الا القليل من الاعمال العراقية في الاونة الاخيرة وما استطعنا مشاهدته اعمال دون المستوى و لا تليق بفناني العراق تهريج و تطبيل و اداء سطحي مع الأسف هذا طبعا بسبب ضعف الانتاج وكفائة ادارته

{ ماهو الفرق بين الاعمال الفنية في السابق والحاضر

–  فرق كبير بين الامس و الْيَوْمَ ارجع الى الوراء وأتذكر ضخامة الانتاج و اختيار المواضيع آلتي تمس الناس وحياتهم خاصة في اعمال خليل شوقي .حكيم جاسم . فاضل خليل مقداد مسلم . بدري حسون فريد. نجوم كبار غير الذين ذكرتهم مخرجون كبار

يا صديقي لقد تأخرنا كثيرا و هذا بسبب الظروف ويبدو هذا قدرنا

{ أغنية من تزعل لصديقك الراحل رياض احمد لمن تهديها

– الله عليك على الجرح أهديها لعشاق رياض احمد صديقي العزيز عراقي اصيل وأهديها الى التي مازلت تحتكر مساحة كبيرة من هذا الرابض بين حنايا الضلوع

{ هل تتابع مباريات كرة القدم وأي فريق تشجع وابرز اللاعبين الذين تشجعهم سوى كانوا عراقيين أو عالميين

– فقط اتابع مباريات منتخبنا الوطني رغم أن أكثر اصدقائي رياضيون وبالأخص لاعبي كرة القدم

{ هل في بالك اخراج عمل فني يراودك منذ فترة طويلة

– لدي حلم السنين عايش معي أتمنى أن أحققْه في يوم من الايام

{ بغداد والذكريات كيف تهرب منها وانتٍ الان في امريكا

–  آه بغداد ، ياصديقي هي هذا الهواء الذي أتنفسه ، معي أينما حللت في ترحالي و بين جفوني نومي و صحوي و غزلي بغداد

{  ماذا تعمل الان ؟

– بلا عمل حاليا والحمد لله

{ لو أعطيتك بطاقتين سفر مجانا فمن يكون رفيقك في الطائرة

– لا أستطيع البوح بأسمه ..!!؟

اخاف أنام و يتصورن ملينا و تالي مثل غيمة صيف راحوا نسوا ماضينا

{ ماذا تقول لزملائك الفنانين في العراق خاصة الذين عملوا معك في الماضي

– مازلت ذلك الصبري . نحبكم والله نحبكم من القلب

{ حكمتك في الحياة

– أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا و اعمل لآخرتك كانك تموت غدا

{ شخصية صبري الرماحي تميل الى الفرح أو الحزن بعد كل هذه العمر

– ما زلت اعشق الاثنين ان فضلت احدهم على الآخر تفقد حلاوة الثاني

{ لو طلب منك العودة الى الوطن واستلام منصب فني هل تعود ام تقول كفى فلم يعد في العمر بقية؟

– لم أتردد لحظة واحدة في خدمة وطني متى ما طلبوا مني

{ كلمة اخيرة لك قل فيها ما تشاء

– انا أقول فقط دعونا نحب بَعضُنَا البعض بعيدا المذاهب و تجار الدين و السياسة

بالحب نبني الاوطان و تتفتح الأبواب للخير و العطاء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here