جدّي .. والحزب الشيوعي وحكاية قلع الاظافر

محمد الشجيري

في معتقله خلف السدة وبسبب تهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي وجد نفسه جدي ( والد امي ) رحمه الله خلف القضبان مع جماهير وشباب الحزب الشيوعي الذين اعتقلتهم السلطات العارفية على ما اعتقد واتذكر كما كان يروى لي وكانت جدتي تذهب لزيارته محملة بالاكلات العراقية وكل ما يحتاج من ملابس وحاجات وهو في السجن المذكور.

ذات يوم جاءنا خبر ان السلطات المذكورة اعلاه تعذب المعتقلين كما روت لي جدتّي وقامت بقلع اظافرهم ولما حان موعد الزيارة وذهبوا للقائه تبين ان الامر كان مجرد مبالغة وبروباجاندا لاثارة الناس ضد السلطة وطبعا هي ليست من دعاية الحزب الشيوعي وانما شغل القومجية فهم بارعون في تظليل الناس وخداعهم.

لقد رحل جدّي وغادر الحياة وانا ما زلت صغيرا وكم كنت اتمنى ان يعيش طويلا ليخبرني عن انتماءه لحزب الكادحين اصحاب الايادي النظيفة والعقول المتنورة الحزب الشيوعي العراقي وكم كنت اتمنى ان ارى واسمع منه شخصيا كل الاحداث الجسام التي مرت على هذا الحزب العريق والذي كان وما زال كبيرا على تفاهات وامتيازات السلطة ومغانمها التي سقط بها وفي اختباراتها غريمييه اللدودين البعث والدعوة وبقية الاسلاميين وكان وما زال يدعو الى انصاف الشعب العراقي والعمل على اعطاء الحقوق وانصاف المظلومين ومحاربة الفساد والجهل والتخلف.

رحمك الله يا جدّي واقرانك فقد عشتم بشرف ورحلتم بشرف ولم تسرقوا او تفسدوا وكنتم مثال الوطنية الصادقة.

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي الذين سقطوا دفاعا عن العدالة والافكار النبيلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here