عبدالحسين عبدالرضا يرحل في عاصمة الضباب لندن

طائرة أميرية لنقل جثمانه إلى الكويت

  • 13-08-2017
    • عبدالحسين عبدالرضا
      عبدالحسين عبدالرضا

 

من مدينة الضباب، جاء نبأ رحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مساء أمس الأول، في أحد مستشفياتها بعد صراع مع المرض وكأنه يقول “باي باي لندن”، غادرنا بوعدنان فيلسوف الابتسامة، وأيقونة الفن الخليجي، إلى جوار ربه، تاركاً لنا الحزن يعتصر قلوبنا كلما بحثنا عن فكاهة أو ضحكة في زمن يندر به الضحك.

ولم يكن نبأ وفاته كأي خبر، فقد أشعل مواقع التواصل ووسائل الإعلام والوكالات، وسارع من يعرفه ومن لا يعرفه في الكويت والخليج والدول العربية إلى تقديم واجب العزاء لأسرته والأسرة الفنية في الكويت.

ولأنه فنان استثنائي، أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن بالغ حزنه وتأثره لوفاته، مشيرا سموه الى ان الوطن فقد برحيله احد اعلامه الكبار في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة الفنية المحلية احد رواد ونجوم المسرح الكويتي والخليجي والعربي.

بدورها، قررت السلطات إرسال طائرة أميرية لإحضار جثمانه ليوارى الثرى في بلده الكويت التي أحبها وعشقها حتى النخاع، وفي السياق ذاته أعلن تلفزيون الكويت بث برامج، عبر شاشته، تتناول مسيرة الفنان الكبير.

و”الجريدة” تتقدم بأحر التعازي إلى أسرة الفنان، ولكل أفراد الشعب الكويتي، بهذا المصاب الجلل.

الأمير يعرب عن حزنه لرحيله

أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن بالغ حزنه وتأثره لوفاة المغفور له بإذن الله الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، مشيرا سموه الى ان الوطن فقد برحيله احد اعلامه الكبار في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة الفنية المحلية احد رواد ونجوم المسرح الكويتي والخليجي والعربي.

واستذكر سموه الرسالة الفنية التي حملها هذا الفنان العملاق، ومسيرته الفنية الحافلة بالعطاء الفني والابداع، والتي تجاوزت الاربعين عاما، وما قدمه خلالها من اعمال مسرحية وفنية متميزة وهادفة تناولت الاعمال الدرامية والكوميدية، كانت وستظل محل اعجاب وتقدير الجميع، وستبقى باقية ومدرسة لمن يسير على نهجه في حبه لوطنه وتفاعله مع قضاياه.

وقدر سموه دور الراحل الكبير في النهوض بالحركة والأعمال المسرحية وتطويرها في الكويت وانتشارها وتأثيرها خارج حدود الوطن، مؤكدا سموه أن الوطن لن ينسى أبناءه الاوفياء ممن اسهموا في عطائهم، وبذلوا جهودهم في مختلف المجالات وكل الظروف، لخدمة وطنهم ورقيه ونهضته، مبتهلا سموه الى المولى جل وعلا ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وان يسكنه فسيح جناته، ويلهم اسرته الكريمة وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.

تميز مشوار الفنان الراحل بالتنوع والجرأة والتجديد، فكان صاحب مبادرات فنية ومغامرات لا يجرؤ أحد على خوضها، وهو أحد مؤسسي فرقة “المسرح العربي”، وحصل على ألقاب كثيرة خلال مشواره، وكان ذلك عن جدارة واستحقاق، منها أيقونة الكوميديا أو ملك المسرح أو عملاق الفكاهة، بوصفه واحداً من عمالقة الفن العربي، ومن رواد الحركة الفنية في الخليج.

كما شكل الراحل علامة بارزة في تاريخ الحقبة الكوميدية الكويتية الذهبية، التي انتعشت في ستينيات القرن الماضي، فقدمت للعالم العربي خلال خمسة عقود أنماطاً تمثيلية لم تتكرر، بل استطاعت العيش في وجدان الناس إلى الآن بأسماء الشخصيات التي قدمتها في ذلك الوقت، من بينها: “بوعليوي، بومريان، حسين بن عاقول، حمود الطوّاش، عتيج المسيان، جلّاب، بوهيلان، مفتاح الحلي، شارد بن جمعة، منصور بوحظين”.

عشق الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا الفن منذ نعومة أظفاره من خلال الأفلام السينمائية، ومارس أنواعاً من الفنون أو جذبته، كالرسم أو التمثيل أو الموسيقى، وحينما كان عبدالرضا في الثامنة من عمره أو أقل، في تلك الفترة، كان يشاهد هذه الأفلام بحكم قرب منزل والده من ساحة الصفاة ووقوعه في فريج العوازم بمنطقة شرق، وقربه كذلك من فريج القناعات.

لم تكن الصالات السينمائية، في تلك الفترة قد أنشئت بعد، بل كانت شركة النفط تعرض هذه الأفلام، منها: “عنتر وعبلة”، “غرام بثينة”، و”الفارس الأسود”.

وكان الفيلم الواحد يعرض يومياً مدة شهر، ويشاهده كل أهل الكويت، الذين يتوافدون من مناطق مختلفة بينها الأحمدي والفحيحيل والفنطاس. وكان الراحل يقلد الأفلام المصرية بالأبيض والأسود، خصوصاً “عنتر وعبلة”، بطولة سراج منير، وكان معجباً بفيلمي “غرام وانتقام” و”انتصار الشباب”، ومغرماً بمشاهدة أفلام هندية، وعرف عنه إجادته حفظ حوارات الأفلام المصرية، ومن شدة حبه لـ”عنتر وعبلة” وإعجابه بشخصية “عنتر”، قدم مشهداً منه في أوبريت “بساط الفقر”، وبرزت موهبة الراحل في المسرح المدرسي وفرقة الكشافة عام 1954، عندما قدّم حفلات سمر وتمثيليات قصيرة.

وكان الراحل قد تحدث عن تلك المرحلة، حينما طلب ناظر المدرسة صالح عبدالملك من الحسيني تقديم عمل مسرحي مدته نصف ساعة لإحدى المناسبات، فاختار نصاً من التاريخ الإسلامي بعنوان “عدالة عمر بن الخطاب”، وأدى عبدالرضا شخصية عمر، فوقف للمرة الأولى على خشبة المسرح، وأدى عبدالوهاب سلطان دور “الإعرابي”، وقد حضرها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر.

زكي طليمات

يعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا الرائد المسرحي المصري زكي طليمات معلمه الأول في المسرح، واصفاً إياه بالعسكري في شغله، وهو صادق ومخلص، لا يجامل البتة، ويعلق بسخرية على الممثل إذا لم يؤد دوره على أكمل وجه. كما لم ينكر الراحل دور الفنان الرائد الشامل حمد الرجيب، فضلاً على الحركة المسرحية في الكويت، في بدايتها الصحيحة وبالأسس المسرحية السليمة، عندما أقنع طليمات بالمجيء إلى الكويت لتأسيس فرقة مسرحية شبه قومية أو حكومية.

وكانت الكويت، في ذلك الوقت، تشهد نشاطاً قليلاً من خلال “فرقة المسرح الشعبي”، وكانت تقدم نصوصاً ارتجالية غير مكتوبة، فجاء طليمات وقدم المسرح على أصوله وقواعده، من خلال تأسيس أول فرقة، وهو صاحب فضل في إبراز إبداعات فناني الكويت، وقدم معه عبدالرضا، على مدى خمس سنوات، مسرحيات بالعربية الفصحى، ثم انتقلت الفرقة إلى تقديم مسرحيات باللهجة الكويتية.

نقابة المهن التمثيلية المصريةتنعى رائد فن التمثيل في الخليج

نعت نقابة المهن التمثيلية المصرية، برئاسة د. أشرف زكي، الفقيد الكبير عبدالحسين عبدالرضا، في بيان لها، قالت فيه: “تنعى نقابة المهن التمثيلية المصرية، وكل فناني مصر، الفنان الكويتي الكبير عبدالحسين عبدالرضا، الذي قدم للفن العربي أعمالاً عبرت عن هويتنا العربية، وبرحيله فقد الوطن العربي بأكمله أحد أعمدته الفنية”.

ووصف البيان المغفور له عبدالحسين عبدالرضا بأنه من أشهر وأبرز الفنانين الخليجيين والعرب، فهو من رواد فن التمثيل في منطقة الخليج العربي، وأحد قلائل الممثلين في الخليج الذين تجاوزوا الخمسين عاماً في التمثيل منذ بداياته به.

وهاتف د. أشرف زكي، الفنان والمنتج الكويتي طارق العلي، وقدم له التعازي باسم جموع الفنانين المصريين في وفاة فنان الكويت الأول عبدالحسين عبدالرضا.

وتقدم لاختبار زكي طليمات نحو 400 شخص بمناسبة تأسيس المسرح العربي عام 1961، وكان الراحل من بين الذين اختارهم: عبدالرضا، سعد الفرج، خالد النفيسي، عبدالرحمن الضويحي، مريم الصالح، مريم الغضبان، غانم الصالح وحسين الصالح الدوسري.

وبعد عام، انطلقت مرحلة جديدة من عمر الفنان الراحل، وبدأ المسرح مع طليمات من خلال باكورة أعمال الفرقة “صقر قريش” (1962)، إذ تم اختيار عبدالرضا مع مجموعة من الشباب الموهوبين لتقديم المسرحية ، وفضل طليمات أن يكون لكل دور ممثلان، أحدهما أساسي، والآخر بديل، رغبة منه في تأهيل أكبر عدد ممكن من أعضاء الفرقة فنياً، وتحسباً لأي طارئ قد يحدث أثناء العرض، وخلال التدريبات اليومية على خشبة المسرح على مدى ساعات طويلة، كان كل ممثل في الفرقة يبذل جهده ليحوز رضا طليمات، فيختاره ضمن الممثلين الأساسيين في العرض، وكان عبدالرضا بديلاً لزميله عدنان حسين الذي يؤدي دور “المشعوذ” في المسرحية، واستمرت بروفات المسرحية نحو ستة أشهر.

رغم أن كتيب مسرحية “صقر قريش” قد طبع وفيه صور وأسماء المشاركين في العرض، فإن ذلك لم يفقد عبدالرضا الأمل أو يجعله يفكر في ترك الفرقة، وبالفعل جاءت الفرصة الذهبية عندما تأخر زميله حسين، في أحد الأيام، ولم يحضر التدريبات بسبب ظروف قاهرة، قبل افتتاح المسرحية بيومين، فسأل طليمات عن البديل، وكان عبدالرضا جاهزاً، وحفظ الدور عن ظهر قلب بحركاته والملاحظات، التي أبداها طليمات أثناء البروفات.

اشتهر بجمال الصوت

اشتهر بجمال صوته، وهو ما ميزه عن بقية الفنانين في جيله، مما جعله يخوض تجربة الأوبريتات التي شارك في 8 منها، وكان أول فنان يخوض تجربة الأوبريتات التمثيلية الغنائية التي لاقت نجاحا كبيرا، إضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية والمسرحية عندما كان العمل يستدعي ذلك.

ومن الأغاني الشهيرة التي قدمها أغنية بمناسبة زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الى الكويت بعد التحرير بعنوان “مستر بوش”، شاركه فيها الفنانان داوود حسين وحياة الفهد.

قدم عبدالرضا العديد من الثنائيات في الإذاعة والتلفزيون، لعل أشهرها مع الفنانين سعد الفرج وخالد النفيسي وعبدالعزيز النمش وسعاد عبدالله في عدد من الأوبريتات.

إحدى نقاط ضعفه كانت صحته التي خانته في مرات عدة، حيث واجه عدة أزمات صحية كان أقساها في عام 2003 عندما تعرض لأزمة قلبية أثناء تصويره مسلسل “الحيالة” استدعت سفره الى لندن لإجراء جراحة عاجلة، عاد بعدها لإكمال تصوير المسلسل، وفي عام 2005، حيث أصيب بجلطة في الدماغ أدخل على أثرها العناية المركزة ونقل بعدها للعلاج في ألمانيا.

وأجرى كذلك عمليتي قسطرة للقلب في لندن عام 2015، لكنه منذ يومين وهو يقبع بالعناية الفائقة بالمستشفى في لندن قبل أن توافيه المنية.

ولأنها المرة الأولى التي يصعد فيها على خشبة مسرح حقيقي وقعت وتمزقت ملابسه، وبدأ التصفيق في الصالة من الزملاء الممثلين، من بينهم الأستاذ طليمات نفسه الذي وقف وقال: “الواد ده كويس حنفتتح المسرحية بيه”.

وكان الراحل يذكر دور زكي في صقله فنياً ويقول ضمن هذا السياق:” أن طليمات هو المعلم والمربي والقائد، ومؤسس الحركة المسرحية في الكويت على أسس فنية، تعلمنا على يديه كيفية التعامل مع النص المسرحي، وقد بذل جهداً طوال خمس سنوات عملنا معه فيها حتى امتلكنا خبرة ودراية فنية لا تقلان عما يملكه خريجو الأكاديميات الفنية، ما جعله يصحبنا معه في رحلة فنية إلى مصر للاطلاع على مسارحها المشهورة، على غرار المسرح القومي والمسرح الحديث، فشاهدنا بعض العروض المسرحية، وعرّفنا على نجوم الفن في مصر آنذاك، مشيداً بما وصلنا إليه من مستوى خلال ندوة خاصة عقدت احتفاءً بنا في مقر المسرح القومي، وأكد خلالها أننا سنحمل على عاتقنا عبء الفن وريادته في منطقة الخليج.

اللهجة الكويتية

وفي أحد الأيام قصد عبدالرضا مع زملائه حمد الرجيب وطلبوا منه التحدث إلى طليمات ليقدم عملاً باللهجة العامية أي باللهجة الكويتية، فقال طليمات، إن بحوزته نصاً باللهجة المصرية هو “عمارة المعلم كندوز” تأليف توفيق الحكيم، ووزع الأدوار. لكن الفرقة انفصلت، بعد ذلك، عن “الشؤون” وأصبحت تقدم مسرحيات باللهجة المحلية، وكان أول نص كتبه سعد الفرج بعنوان “عشت وشفت” من إخراج حسين الصالح الدوسري.

ارتبط عبدالرضا بكل المراحل الفنية في الكويت، فكان نجمها بلا منازع.

وفيما يتعلق بالتأليف كان الرحل يقول:” كان على المسرح العربي، كمسرح أهلي، أن يقدم عملاً أو اثنين في الموسم الواحد، وبعد مرور ستة أشهر من عرض مسرحية “عشت وشفت” التي كتبها الأخ والزميل سعد الفرج، اقترحت فكرتي، رغم أن الكتابة للمسرح ليست سهلة، كتبت “اغنم زمانك”، من إخراج حسين الصالح الدوسري، وشارك في بطولتها إلى جانبي خالد النفيسي وسعاد عبدالله وعائشة إبراهيم”.

لكن الراحل شعر أن الموضوع مبتور، وأن ثمة مشهداً هابطاً، فالمسرح أحداثه تصاعدية، وأخبر المخرج حسين الصالح أنه يشعر بأن (القفلة) غير مناسبة، فوافقه، عندها عكس الفصل الثالث ليصبح الثاني ختام المسرحية، إضافة إلى تغيير بعض الجمل الحوارية.

حسين الصالح

ارتبط الراحل بزمالة المخرج حسين الصالح الدوسري في فرقة المسرح العربي، التي تعود إلى فترة التأسيس، وكان بدوره مشاركاً في باكورة أعمال الفرقة “صقر قريش”، ومن الأساسيين فيها وتولى مهمة الإخراج في فرقة المسرح العربي، واستمر في مهمة الإخراج المسرحي، وبعدها تولى مهام إخراج مسلسلات تلفزيونية، فأخرج مسلسلين من بطولة عبدالحسين عبدالرضا، هما “درس خصوصي” و”عتاوية الفريج”.

منقطع النظير

توالت نجاحات الثلاثي عبدالحسين وسعد الصالح بعد العملين الناجحين “24 ساعة” من إعداد جعفر المؤمن و”حط حيلهم بينهم” من إعداد سعد الفرج، وهما من إخراج حسين الصالح لفرقة المسرح العربي، إذ كان الإقبال على مشاهدتهما منقطع النظير، وشارك في بطولتهما عبدالرضا، عاد الأخير إلى الكتابة من خلال مسرحية “من سبق لبق” وتصدى لإخراجها حسين الصالح، وشارك عبدالرضا في البطولة إلى جانب: خالد النفيسي، مريم الغضبان، عائشة إبراهيم، أميمة المصري، صالح حمد (امبيريج)، علي البريكي، فؤاد الشطي، وعبدالمجيد قاسم (عوعو)، عرضت على مسرح كيفان (19 -29 أبريل 1969)، ثم في صالة الحمراء في دمشق لليلة واحدة (19 مايو 1969) وحققت نجاحاً كبيراً.

المسرحية عبارة عن كوميديا هادفة تتمحور حول مشكلة الحماة “أم الزهور” التي تسيطر على ابنتها وتعمل على هدم البيوت السعيدة، وهي نموذج للمرأة، التي سيطر عليها حب المال وراحت تعاكس أزواج ابنتها لكي تطلقها وتأخذ منهم مؤخر الصداق.

رفيق الدرب

وكان الراحل يقول عن علاقته بالفنان القدير سعد الفرج: “هو أخي ورفيق دربي، جمعتنا شراكة متميزة استمرت سنوات طويلة، شكلنا خلالها أشهر ثنائي عرفته الساحة الفنية والخليجية مسرحياً وتلفزيونياً، قطعنا شوطاً طويلاً منذ البدايات الأولى مع زكي طليمات و”فرقة المسرح العربي” في مرحلة اللغة العربية الفصحى، ثم المرحلة الثانية الكامنة في تقديم أعمال باللهجة الكويتية، وبعدها مرحلة الشراكة بتأسيس المسرح الخاص باسم “فرقة المسرح الوطني”، وكنا نلتقي في المكتب، نتبادل الأفكار ونتناقش حولها لنتفق على إطار معين، ونبدأ في تطوير ما توصلنا إليه لننتج عملاً مسرحياً يرضي طموحنا، وقدمنا معاً باكورة أعمالنا “بني صامت” و”ضحية بيت العز” ثم “على هامان يا فرعون”، وحققنا من خلالها الكثير من النجاح، فهو يمتلك سعة صدر ويحتمل الأمور بصبر ويبدي ملاحظاته بهدوء، بينما أنا عصبي وصريح وأبدي ملاحظاتي أمام الجميع”، وعقب مشاركتهما في مسلسل “الأقدار”، فضل عبدالحسين تقديم أعمال منفردة، لخلق روح التنافس، فأسس مركز الفنون وكانت باكورة أعماله “عزوبي السالمية”، ثم “باي باي لندن” و”فرسان المناخ”، في حين اتجه الفرج للعمل مع عبدالأمير التركي مقدماً “دقت الساعة” و”ممثل الشعب” و”حامي الديار” و”حرم سعادة الوزير”، ثم قدم مسرحيات أخرى منها مراهق في الخمسين وقناص خيطان وسيف العرب، التي حققت شهرة كبيرة وتعرض لمحاولة اغتيال بسبها.

أعمال تلفزيونية

وقدم الفنان الراحل العديد من الأعمال التلفزيونية منها “عتاوية الفريج” “درس خصوصي” قاصد خير” ودرب الزلق” و”الأقدار” و”العافور”، “أبوالملايين” كما قدم الاسكتش الغنائي، مثل “والله زمن” و”صايم”، و”مداعبات قبل الزواج”، و”شهر العسل”، و”بعد العسل”، ومسابقات رمضان “أمثال وغطاوي”، إضافة إلى “بساط الفقر”.

تكريم وجوائز

حظي “بوعدنان” بالتكريم داخل الكويت وخارجها ونال أهم الجوائز، من بينها: جائزة الشارقة للإبداع المسرحي (2013)، جائزة الفجيرة للإبداع المسرحي (2014)، شهادة تقدير من الهيئة العالمية للمسرح على جهوده في مجالات الفنون في التلفزيون والإذاعة والمسرح (2014)، تكريم من وزير الشباب والرياضة العراقي الذي يحمل اسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا نفسه (مارس 2015)، تكريم من مؤتمر {ذا سكريبت} (أبريل 2015)، وأخيراً تكريمه بإطلاق اسمه على مسرح السالمية وهو أحدث مسرح في الكويت (أبريل 2015).

متابعة صوت العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here