الاسلام سياسة وحكم وليس طقوس دينية

المعروف ان الاسلام جاء قبل اكثر من 1400 عام ومن مميزات الاسلام انه لم يقطع جذوره بالواقع الذي يعيشه بل انه انطلق من ذلك الواقع وفي نفس الوقت طرح افكار وقواعد عامة تدفع المسلم الى الامام وترفع مستواه الى الاعلى مثل الاسلام رحمة للعالمين لا أكراه في الدين الاسلام صدق وامانة وتضحية ونكران ذات وحب للحياة واحترام للانسان وهذا هو السبب الذي دفع الناس البسطاء الى اعتناق الاسلام والتمسك الشديد به والتضحية حبا بالحياة الحرة الكريمة
لا شك ان الاسلام حركة سياسية كأي حركة سياسية حركة تستهدف التغيير والاصلاح والتجديد وهذا لا يمكن تحقيقه الا بواسطة الحكم لهذا واجه صد ورفض من الطبقة السياسية المتنفذة في الوقت نفسه وجد تأييد ومناصرة كبيرة من الطبقات المظلومة المحرومة فحقق انتصارات باهرة نتيجة لقوة ايمان انصاره ومؤيديه امثال المسلمة الشجاعة سمية وزوجها وابنها رغم حرارة رمال الصحراء التي رموهم بها وسياط اعداء الحياة والانسان كانت تصرخ بوجوههم متحدية فكانت صرختها اقوى من كل سيوف وسلاح الطغاة فهي التي دكت حصون الطغاة وقلاعهم
فهذه الانتصارات الكبيرة التي حققها الاسلام والاقبال الكبير على الاسلام من قبل الناس لم يروق لاعداء الاسلام لهذا اعلنوا استسلامهم وليس اسلامهم اعلنوا اعتناقهم للاسلام كذبا وفي نفس الوقت يكيدون للاسلام سرا
وبمرور الزمن تمكنت هذه المجموعات من اختطاف الاسلام وجعلوا منه وسيلة لتحقيق وفق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية
بل تمكنوا من اعادة القيم الجاهلية الى الاسلام واصبحت جزء من قيم الاسلام ومن اصوله والخروج عليها خروج على الاسلام مثل العشائرية واعرافها البالية واساليب الغزو والنهب والقتل وفرض العبودية على الآخرين وللاسف لا تزال هذه القيم مترسخة في نفوس وعقول الكثير من الناس المسلمين
لهذا انقسم المسلمون الى طوائف ومذاهب وتيارات مختلفة ومتنوعة متضاربة بعضها مع بعض وبعضها تكفر بعض وسفكت انهارا من الدماء وزهقت ارواح كثيرة على مر التاريخ ولا يزال ذلك مستمرا
والسبب في ذلك هو غلبة القيم البدوية العشائرية ورأت في الاسلام وسيلة لتحقيق ما كانت تحلم به وتتمناه من سيطرة ونفوذ ونهب وسلب من مال ونساء واستمرار السيطرة على الأخرين بحجة سادتكم قبل الاسلام سادتكم بعد الاسلام خضوع العرب واذلال غير العرب ولا تزال نظرة وفهم اعراب الجزيرة ال سعود وكلاب دينهم الوهابي هي نفس نظرة وفهم الاعراب في بداية الاسلام اسلام ال سفيان ودينهم الجاهلي الذي اطلق عليهم الرسول الكريم محمد اسم الفئة الباغية وفعلا اذلوا العرب واذلوا كل الناس الاخرين وخاصة الذين فهموا الاسلام الفهم الصحيح كحركة انسانية تغيرية تجديدية اصلاحية
ومنذ الوقت وحتى عصرنا والصراع يشتد ويتسع بين قيم البداوة والوحشية التي يؤمن بها الاعراب والتي اصبحت من اصول الدين ومن يعترض عليها يتهم بالكفر والخروج على الشريعة الاسلامية وبين قيم الاسلام الحضارية الانسانية التي تقدس الحياة والانسان
من هذا يمكننا القول ان السيطرة للمجموعات البدوية المنافقة الفاسدة بل المعادية للاسلام والتي جعلت منه وسيلة لتحقيق مآربها الخاصة المخالفة لقيم الاسلام ومبادئه منذ وفاة الرسول وحتى يومنا الحالي وبالتالي أثمر لنا الارهاب الوهابي الفساد المالي والاداري
المعروف جيدا ان هناك صحوة اسلامية انسانية حضارية وان هذه ا لصحوة غير واضحة المعالم لا تملك خطة وبرنامج يخص بناء الحياة واحترام الانسان
المواطن يريد تعليم يريد عمل يريد علاج ومعالجة يريد خدمات مختلفة يريد كرامة وعدالة ومساوات يريد حكومة تضمن المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة وهذا ما قاله الامام علي عندما ساومه ا لبعض على الخلافة فرفع حذائه وهو يقول خلافتكم امامتكم لا تساوي هذا الحذاء اذا لم اقم عدلا وازيل ظلما
لا شك ان المواطن سيختار من يحقق له ذلك ويتقرب منه وسيرفض الذي يقدم له الوعود الغيبية التي يحصل عليها بعد الموت ويبتعد عنه
الانسان خلق للحياة ويجب ان يعيش لها ومهمته بناء الحياة وسعادة الانسان في الحياة
فالاسلام هو العمل الصالح المفيد والنافع وغير الاسلام كل عمل مضر ومسي ومفسد لهذا يقول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه اي ما يقوم به من عمل مفيد ونافع للاخرين
وليس ما يقوم من طقوس دينية خرافية غيبية
من هذا يمكننا القول ان الاسلام سياسة وحكم دين حياة وليس دين طقوس دينية
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here