الصراع على بلاد ما بين النهرين ازلي .

الاطلاع على الماضي ضرورة وكشف للحقائق التاريخية * فالشعوب التي ليس لها ماضي وتاريخ وحضارة * لا يمكن لها ان يكون حاضرا .
كان العراق * والمعروف في العصور الكلاسيكية القديمة بلاد ما بين النهرين * موطنا لأقدم الحضارات في العالم كما يعد تاريخ العراق من الحضارة القديمة التي يمتد تاريخها إلى اكثر من 10000 سنة وقد عرف بينها بهذا الاسم * فقد كان وما يزال مهدا للحضارة * وكان العراق يمثل الجزء الأكبر من دول الهلال الخصيب * كما كان جزءا كبيرا من الشرق الأدنى القديم طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي*
فلو نظرنا إلى تاريخ العراق في الماضي والحاضر نجد أن العراق منذو نشأته إلى يومنا هذا وهو يتعرض إلى الإحتلال أو يكون فيه الصراع داخلي على السلطة والمال والنفوذ*
فمنذ العصر الساسانية حكمت العراق الإمبراطوريات المحلية السومرية والاكدية والبابلية والاشورية *
فقد صنف المؤرخون لتاريخ العراق القديم والحديث على ان اول احتلال لبلاد ما بين النهرين انذاك * هو الإمبراطوريات الأجنبية في العصر الأوسط * فقد غزت بلاد ما بين النهرين الإمبراطورية الأخمينية السلوقية * وأيضا إمبراطوريات البارثيين والساسانيين خلال العصر الحديدي والعصور الكلاسيكية القديمة .
ثم بعد ذلك فتحه المسلمون في عصر الخلفاء الراشدين في القرن السابع بعد أن أزاحوا الدولة الساسانية * وأصبح العراق مركزا للدولة الإسلامية في زمن الخليفة علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
ثم بعد ذلك جاء العصر الذهبي للعراق خلال عهد الخلافة العباسية في العصور الوسطى* وبعد سلسلة من الغزوات والفتوحات أصبح العراق تحت حكم البويهيين والسلاجقة الأتراك ثم سقط بيد المغول عام 1258 م *
ثم أصبح العراق ضمن سيطرة الدولة العثمانية في القرن السادس عشر *
وبين فترة واخرى كان تحت السيطرة الإيرانية الصفوية والمملوكية .
وفي الفترة التي سبقت احتلال العثمانيون للعراق * كان الاتراك منشغلون جنوبا وشرقا في توسعهم واحتلالهم للكثير من الدول الاوربية انذاك *
كان الصفوين والمماليك يسيطرون على العراق *
وعندما اصبح السلطان سليم الاول سلطانا توجهت انظاره نحو الشرق الاوسط وخصوصا بلاد ما بين النهرين * فتمكن من هزيمة الصفويين والممايك في العراق *
هنا بدأ الصراع التركي الايراني على العراق * وهنا بدأت معاناة الشعب العراقي * فقد كانت ايران تدعم الشيعة ومن جانب اخر تدعم تركيا سنة العراق مما ادى ذلك الى نشوب صراع طائفي * سيطرت فيه البداوة على المشهد العراقي انذاك * مما ادى الى انقسام المجتمع العراقي * فحكومة العراق كانت عميله لتركيا وتستلم الاوامر والتعليمات منها * بينما كان السواد في العراق على ارتباط بايران *
ولا يزال اثر النزاع التركي الايراني على المجتمع العراقي حاضرا الى يومنا هذا * حتى بعد الاحتلال الامريكي للعراق 2003 م * وسقوط نظام صدام حسين فما زالت الصراعات الطائفية والعرقية *
فقد استطاعت تلك الاحزاب والكيانات الحاكمة في الدولة العراقية ان تلعب دورا كبيرا في تأجيج الصراعات الطائفية لديمومة سلطتها وبسط نفوذها على خيرات العراق*
سيبقى الصراع على خيرات بلاد مابين النهرين ازليا *
وسيبقى الخطر يحيط به والاطماع والارهاب من كل جانب *
ما دمنا منقسمين الى قوميات ومذاهب واعراق ولا تجمعنا الوطنية وحب الوطن .

علي محمد الطائي
15.8.2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here