رائحة الغروب

رائحة الغروب

ضياء العبودي

كل يوم:
يجهز عينيه..
يفرغها من الصور!!
يتحاشى النظر للاشياء..
فهو يدخرهما للظفر برؤية مغيب الشمس!!
يشد رحاله صوب الغروب..
لا تغريه الضفائر أو الاعلانات..
لا يشده تكسر الامواج قرب الجسر!!
الغبار يسكن الاشجار..
فلا ربيع هنا الا في كتب المدرسة!!
يعبر الصحف اليومية والمجلات!!
فهي تنهش نقاء حدقاته..
ترهقه الزحامات..
تؤخره لأربعين سنة مرت!
لا نهر في المدينة ينفع الوصول..
لا ممرات ضيقة ولا شوارع!!
لكنه:
حين أدرك الشمس أخيرا -وهي تلقي آخر تلويحاتها-
لفحته رائحة مغيبها!!
فقد تذكر:
أنه أعمى!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here