لماذا اختارت الوهابية شيعة العراق حليفا لها ؟

( المقصود بشيعة العراق هم السياسييون الشيعة العراقيون وليس عامة الشعب لان عامة الشعب هم شيعة علي واهل بيت النبوة بينما السياسييون الشيعة هم شيعة ال سعود لذا اقتضى التنويه ) .
ترى ما الذي يدفع ال سعود وال نهيان وال خليفة ( اي الوهابية) من اختيار السياسيين الشيعة العراقيين ليكونوا حلفاء لهم بعد ان شنوا عليهم الحرب منذ عام 2003 ؟ وما الذي جعل الوهابية تثق بشيعة السلطة العراقيين دون غيرهم لان المعروف والواضح والجلي ان ال سعود وال نهيان وال خليفة يشنون حربا بلا هوادة مباشرة ضد الشعب اليمني الذي جزء منه شيعة وعبر الوسطاء من طالبان ضد شيعة افغانستان وجيش الصحابة ضد شيعة الباكستان وداعش والنصرة ضد شيعة لبنان وبتحريض امريكا ضد شيعة ايران فياترى ماذا وجدوا في السياسيين العراقيين الشيعة حتى يقعوا في غرامهم ويتزوجونهم زواجا كاثوليكيا ؟
اخشى ما كانت تخشاه السعودية هو ان يكون هناك صوت شيعي رسمي ناطق بالعربية لانها كانت على يقين من ان الصوت الشيعي عندما لا يكون مقموعا فانه مؤثر فكيف به اذا كان صوتا رسميا وحكوميا لذلك بقيت تجاهد من اجل قمع الشيعة والعمل على قمعهم في العراق بتاييد صدام والبحرين بتاييد ال خليفة وافغانستان وباكستان من خلال عملاءها ، فالثورة الايرانية لغتها فارسية وبالتالي حتى تصل الاذن العربي تحتاج الى ترجمة تفقدها احيانا معناها الحقيقي بينما الشيعي العربي يصل كلامه مباشرة فيؤثر مباشرة ولذلك قامت الوهابية على اساس تكفير الشيعة وقتلهم وابادتهم وكانت اخشى ما تخشاه السعودية بل الوهابية هو وصول شيعة الى سدة الحكم في العراق وذلك لموقعه الجغرافي و السياسي ولذلك هرعت السعودية الى امريكا لتمنع استمرار الانتفاضة الشعبية العراقية بعد حرب الكويت لانها وحسب قول وزيرها انذاك ( وصول الشيعة لحكم العراق يعني نهاية حكومات الخليج ) فحصل صدام حسين على تاييد سعودي كامل وفي شتى المجالات رغم انه غزا الكويت وهدد السعودية الا انه يبقى سنيا بنظر الوهابية ويمكن ان يستتاب بينما الشيعي لاتقبل توبته ولا اشهار اسلامه حسب المفاهيم الوهابية .
كانت ايران الخميني عامل قلق ورعب للسعوديةالوهابية وفجأة ظهرت المقاومة اللبنانية وحققت الانتصارات وخرجت عن سيطرة حكومات الهزيمة ولذلك تعهدت السعودية لاسرائيل بدفع كل نفقات حرب تموز على ان تكون نتيجتها انهاء الوجود الشيعي في لبنان وتدميره وقتله وفشل وبينما كان الوضع مسيطرا عليه في البحرين انهارت السعودية عندما انهار صدام وحكمه وما كانت تخاف منه السعودية حدث ( الشيعة العراقيون يحكمون ) فلذلك ساندت السعودية والامارات والبحرين وقطر القاعدة والزرقاوي وغيرهم وكان لابد من وضع العراقيل امام حكم الشيعة العراقيين وهوما حدث فعلا منذ عام 2003 وحتى الان ورغم ان الغالبية العظمى من السياسيين الشيعة العراقيين كانوا يتملقون الى دول الخليج بشتى الوسائل الا ان الحقد الوهابي المتاصل ضد كل ما هو شيعي كان لا يرى هذه الذلّة الشيعية للسياسيين والتي كانوا يعبرون عنها في تصريحاتهم وبياناتهم ولدول الخليج بالذات لانها تملك الاموال حيث بين اداءهم معنى الاموال عندهم واهميتها .
لقد فشل ال سعود وال نهيان وال خليفة من ايجاد شيعة مرتزقة لهم فهم اعتقدوا بان شيعة اليمن فقراء وبالتالي يمكن شراءهم فتفاجئوا من عزة نفس وكرامة وايمان وشرف ونزاهة الحوثي ، وبالاساس هم قد يئسوا من شيعة البحرين ولديهم عقدة من شيعة لبنان ومع شيعة افغانستان وباكستان خرجوا صفر اليدين حتى نبههم برنار هنري ليفي الكاتب والمفكر الفرنسي الى انالسياسيين الشيعة العراقيين هم افضل استثمار خليجي لتدمير العراق خصوصا وان فضائحهم المالية تزكم الانوف واشار عليهم بمقتدى الصدر لانه متقلب وجاهل واغلب مؤيديه من البعثيين وبالتالي يمكن التفاهم معه ودفعه لضرب الساحة الشيعية خصوصا وان مؤيديه البعثيين مدربين على السلاح ويستطيعون ادارة اي معركة وفعلا تحركت السعودية على مقتدى وكان معه اللقاء الاول عام 2013 في بيروت في بناية فيها مكاتب تجارية كتمويه وفعلا كانت البداية وتوجت بوصول ثامر السبهان سفيرا للسعودية في العراق حيث كان يتلقى طلبات زيارة السعودية ولقاء الرسميين من الغالبية العظمى من السياسيين الشيعة بكل اسف وكان يرد عليها بعد فترة بان جدول المسؤولين السعوديين مكتظ باللقاءات ويعتذر.
حتى قامت شخصية لبنانية غير شيعية طبعا وهي مقربة من ال سعود وليس سعد الحريري بالسفر الى السعودية وتقديم طلب عاجل للقاء مدير مكتب بن سلمان ناقلا له تعهدات مسؤولين شيعةعراقيين كبار استعدادهم لزيارة المملكة فورا بمجرد ان توجه اليهم الدعوة وقدم نصيحته قائلا بان اغلب هؤلاء يزورون بيروت عدة مرات في السنة لاسباب سياحية ومالية وفي كل مرة يطرحون عليه هذه الطلبات وبالتالي فهم صادقون في تقربهم للسعودية .
نقل الطلب و النصيحة الى مكتب شؤون العراق في مكتب الملك حيث هناك مكتب متخصص بالشؤون الايرانية والبحرينية و العراقية واللبنانية وحديثا اليمنية فدرسها واوصى بقبولها لان اثمن فرصة لتبرئة السعودية من تهمة الارهاب وانقاذ سمعتها خصوصا وان التبرئة ستصدر من حكومة وسياسيين شيعة وهم اكثر من تضرروا من الارهاب حيث ان قيام الشيعة بزيارة السعودية والتاكيد على اهميتها وبانهاضحية الارهاب سيكون ذو مردود قوي ومدوي كون العراق مكتوي بالارهاب وحكومته مصدر ثقة الامريكان وهو المطلوب .
وفعلا هرول العبادي والان مقتدى وغدا من سيكون . ومشكلة هؤلاء انهم يعتقدون بان السعودية يمكنها ان تثبتهم في الحكم وانها ستكون القادرة الوحيدة على تمويلهم للوقوف بوجه الحشد الشعبي واوضح دليل في هذه المؤامرة الوهابية الخبيثة هي المبالغة في الاهتمام والعناق والاشادة وهي تصرفات غير طبيعية لايقوم بها الخليجيون عادة الا مع المسؤولين الامريكان وهم اليوم يجدون في هذه الشرذمة الشيعية العراقية عاملا مهما في تبرئتهم من كل الارهاب الذي اقترفوه ضد الشيعة و المسيحيين وغيرهم في كل بقاع العالم .
اليوم يتاسف الشيعي اليمني واللبناني والافغاني والايراني والبكستاني والبحراني وهو يرى ذلة المسؤول الشيعي العراقي وهو يهرول نحو السعودية و الامارات مقدما فروض الطاعة في وقت تسحق فيه الوهابية الشيعة في كل مكان .
من المؤسف ان يجد ال سعود وتجد الوهابية مرتزقة وعملاء شيعة وعراقيين يلمعون وجهها القبيح ويبرؤونها من كل الارهاب الذي ارتكبته مقابل اموال او وعود بتاييد عملاء السعودية لهم في الانتخابات .
واخيرا وجدت السعودية حصان طروادة شيعي الا وهو الشيعي السياسي العراقي فتبا له.

محمد العبد الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here