هل عمامة الصدر تعيد العراق الى وضعه الطبيعي دوليا..؟

بقلم فاضل رشاد

مقتدى الصدر الذي يقود اكبر كتلة برلمانية داخل التحالف الوطني (الشيعي ) برصيد 34 مقعد ابدى حراكا دبلوماسيا مناهضا لزملاءه الحاكمون من نفس المذهب الموالين لدولة جارة بشجاعة فائقة النظير ، زار المملكة العربية السعودية وكان في استقباله نائب الملك ، وهذا لم يحدث حتى مع رئيس الجمهورية العراقية الكردي فؤاد معصوم ان يستقبل بهكذا حفاوة ومنصب رفيع المستوى تليها تلبيته لدعوة اماراتية ولقاء الصدر بولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن سلمان ال نهيان وتاكيد الاخير على انفتاح الامارات على العراق حكومة وشعبا مهنئا على انتصار العراق على تنظيم داعش الارهابي .

خطوة السيد الصدر الجريئة تعيدنا للذاكرة لتلك الشجاعة الفائقة التي اتصف بها والده المرجع الديني اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر واستغل الوضع السياسي المتدهور ابان منتصف التسعينيات من القرن الماضي ليقيم صلاة الجمعه في مسجد الكوفة ويلقي خطبه مما سببت له مقاطعه داخلية حوزوية من داخل النجف متهمينه بشتى الاتهامات التي لانود ذكرها .ان صلاته غير جائزة بوجود حاكم جائر ، لكن الشعب العراقي الواعي التف حوله وكان يلقي خطبه على مئات الاف المصلين منهم كاتب المقال والدموع تنهمر من عيونهم متحدين سلطة الدكاتورية البعثية الجائرة حينها .

مقتدى الصدر ابن الفرسان الاوائل الذين اهدوا دمهم للبلدان التي ولدوا فيها امثال المرجع الديني محمد باقر الصدر اعدمه نظام صدام مع اخته السيدة بنت الهدى عام 1979 والسيد موسى الصدر في لبنان الذي لا يزال مغيب منذ 31 اغسطس 1978 في ليبيا فضلا عن مقتل والده واخوته الاثنان مصطفى ومؤمل الصدر في حادث اغتيال غامض في النجف عام 1999 تتجه اصابع الاتهام الى نظام صدام الذي عارض الصدر سياسته وقمعه للشعب من خلال خطب الجمعه .

لم يشهد التأريخ الاسلامي (الشيعي ) بالتحديد اقامة فرض صلاة الجمعه الا في الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد قيام الثورة عام 1979 وتحقيق كافة الضوابط بوجود حكومة اسلامية عادلة ( وفق المقاييس الشعيه ) ، لكن الشهيد الذي اهدى دمه مع نجليه رفع تلك الاحكام بقوة عقلية لا مثيل لها ليوصل صوته لشعبا كان قد يأس من خلاصه من نظام استبدادي قاهر واقام تلك الفريضة وخطب وغير وبقت ولا تزال تتكاثر نلك الجماهير الطائعه لمقتدى الصدر .وكصحافي ومطلع ارى ان كثيرا من الشعب يرى ان في شخصية مقتدى الصدر خلاصهم .

العراق وبعد تخلصه من نظام الحكم الدكتاتوري عام 2003 وهو مأسور لاطراف دولية معينة كل كتلة سياسية تتبع دولة معينة كانت تدعمها وتعينها في زمن المعارضة ودول المنفى التي كانت تأويهم الا مقتدى الصدر وتياره ولدوا ولا زالوا في العراق بغض النظر عن شخص او اثنان يمتلكون جنسيات مزدوجه اشغلوا مناصب . ممتد نسقا كأباءه الاولين لن يتركوا بلدانهم بل عارضوا من داخلها ودفعوا ثمنا حياتهم الغالية عند كل عراقي .

لست في مقالي هذا امدح شخصا معين وللمتتبع لكتاباتي البسيطه من انسان حقه ان يبدي رأيه وخاصة في صحيفة “الحياة اللندنية ” هناك انتقادات واسعه لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كانت في وقتها ، المعارضة الحقيقية تعيد جذروها فهذا الرجل لا يبالي انه معارض داخلي داخل تحالفه الشيعي ودولي ولا يبالي للاتهامات انه خائن للطائفه كما يظهر في مواقع التواصل الاجتماعي وفديوهات اليوتيوب من رجال دين وغيرهم يحملونه مسؤولية الزيارات التي يقوم بها .

مرجعية النجف وعلى رأسها المرجع الكبير للطائفة اية الله السيد علي علي السيستاني لم يكن بعيدا عن تحركات الصدر ووفق معلومات مؤكدة ان السيد مقتدى على اتصال دائم مع محمد رضا السيستاني نجل المرجع الكبير ويعلمه بكل صغيرة وكبيرة فالخطوات العربية التي قام بها الصدر كانت مدروسة حتى لا يبقى العراق اسيرا لطرف واحد ومنهوبه ثرواته بل يكون مفتوح لجميع الدول وخاصة انه عربي وان التشيع هو عربي ولكل متتبع للتأريخ ان يعرف ذلك.

قتال داعش وتسليم الاراضي والمدن العراقية بكل سهولة للدولة الاسلامية المتطرفة جعل الكثير النفكير والتملي طويلا ماذا يحدث . ضياع الثروات واستشراء الفساد بشكل فائق التصور ولم يكتب الـتاريخ له مثيلا فلا بد من ايجاد التغير والرجوع الرجوع الى الى العين والصواب وان ينفتح العراق دوليا وعربيا بالتحديد الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت العراق ولها الفضل باستقراره وكذلك العربية فلا معاداة لاي دولة ليس من مصلحة الشيعه معاداة السعودية او أي دولة عربية لان اصولهم عربية وكذلك للسنه لن ولم يكن بمصلحتهم العدواة لايران انها دولة قوية وتملك القدرات في التغير الجيو سياسي في أي دولة وخاصة ممن يعتقدون بعقائدهم عليهم ان يعوا ذلك ولا يمكن الهروب منه .

الدول لا تقام الا بالتفاهم المشترك مع جميع الجيران والانفتاح على الجميع وفق المعايير والعلاقات الدولية بعيدا عن البغض والاحقاد فلندع تأريخنا المؤذي لنا ولنفوسنا وندع شعبنا يعيش بدول تحكمها المؤوسسات والديمقراطية باخوة ووفاء بعيدا عن الدين والقومية واللون

ارى في خطوات الصدر هنالك اخاء دولي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here