الحكيم ينفض غبار اليأس

.
سعد بطاح الزهيري.
الوحدة ،الوطنية ،مفردتنان طالما تطرق أسماعي تارة من سياسي، وأخرى من رجل دين ،ورجل دين وسياسة معا، أختلطت الأمور بل وتشابهت علينا ،إلى أن أدى الأمر بنا لا نميز بين الوحدة والفرقة، مع من نتوحد و بمن نختلف !.
المتصدي للواقع والعمل السياسي اليوم ثلة من أبناء الوطن ،من مختلف احيائه من جنوبه مروراً إلى شماله، بهم رجل الدين والمرشد، والسياسي و رجل الدين والسياسية،كل هذه الفئات اليوم تمتلك ما تمتلك من قواعد جماهيرية وتيارات سياسية،لكل منهم جمهورة و مؤيديه ، لهم أيدلوجيات ولهم قوانين وأنظمة داخلية في القيادة والإدارة، تختلف هنا وتلقتقي هناك ،ظاهرهم الوطن والوحدة والتكاتف، وعند بعضهم التربص والإطاحة بالآخر على حساب الآخر .
واقع حال يجب الاعتراف به ،ظاهرة الكيانات السياسية التي تمتلك تاريخ قديم والتي تشكلت بعد 2003 ، تحتاج إلى تأثيث وترميم بل وإلى هدم وبناء من جديد ، لكن من ينكر الأنا والذات ليبدأ من جديد، تحتاج إلى شجاعة و إقدام ونبل فارس ،ليضحي ولينهض من جديد بإطر وطنية ملؤها الحوار والتفاهم .
لا يخفى على الجميع أن الأحزاب والكيانات السياسية الإسلامية وغير الإسلامية، قدمت الكثير منها الإيجابي ومنها السلبي ، ومن بينها الأحزاب الشيعية ،الانقسامات والتشضي الحاصل هنا وهناك ،البعض يراه انهزام والآخر يراه خطوه نحو المستقبل.
تجربة فريدة و جريئة جداً أطلقها عمار الحكيم ، مخلفا ورائه الكثير من مغريات الدنيا ،من مقار عمل و أموال تحت عنوان كبير كان الأول في العراق ، والمتصدي الأوحد للدفاع عن مظلومية العراق والعراقيين أبان الحكم الدكتاتوري، ترك كل هذا ونأئ لوحدة مستخدم مفردة “الوطني” ،ليحمل الإرث والتاريخ معا ليعيد أمجاد جدة الأول محسن الحكيم ،الذي ما أن تزعم الحوزة العلمية و زعامة التشييع في العالم ، إلى أن أراد للوحدة والوطنية هدف يسعى لتحقيقه والسعي من خلاله ،وهذا ما لمسناه من خلال ايمانه بوحدة العراق شعبا وارضا وهو مدون لدى الجميع ،و بين انفتاحه على الدول العربية وإرساء روح السلام والتفاهم كونه الأب والراعي معا، وبين الدول العربية الأفريقية و سفيرها ولده مهدي الحكيم ،الذي أرسى قواعد الحب والإخاء بين العرب ، وقد انتهل عمار الحكيم من تلك المدرسة وشرب من مائها العذب، وقد أخرج من عنق الزجاجة بخطوه جريئة وفريدة يكاد يغبطه الآخرون ،هو يرى النجاح والخلاص للعراقيين والوطنين بأنه الأصلح والأجدر بحمل المشروع ،وهم يرونه منافسا ليس إلا.

تيار الحكمة الوطني ، الجديد في اسمه القديم في ارثه وأفكاره المتجدده، أصبح له واقع واسم يهز الساحة العراقية الإسلامية والوطنية معا، يطمح الحكيم من خلالة إرساء سفن المحبه والتعايش بين المكونات،دائماً كنت أسمعها منوعات شاشة التلفاز من الحكيم عمار كفى اقتتال كفى دمار ،هلم بنا إلى البناء والأعمار ،هل يقصد بناء الوطن أم الإنسان ،أم الاثنان معا؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here