استفتاء اقليم كوردستان يضُرُّ بمصير القوميات الاخرى !

جمعة جباري

من المزمع اجراء استفتاء بشأن استقلال اقليم كوردستان عن (العراق الموحد!) في 25 سبتمبر 2017 وكما اشار الرئيس البارزاني انه قرار لا رجعة فيه رغم كل العراقيل.

كان مقرراً اجراء هذا الاستفتاء في عام 2014 الا انَّ هجوم داعش على مواقع تخلت عنها (بغداد) واستعادتها قوات البيشمركة النظامية بدمائها، اجَّلَ العملية.. وفي عام 2005 اجرى اقليم كوردستان استفتاءً غير رسمي بشأن الاستقلال، فكانت النتيجة اغلبية ساحقة بنسبة 98.8 لصالح استقلال كوردستان.

لنفرض ان القومية التركمانية الرافضة لهذه العملية برمتها، هي مكان الكورد وتريد الاستقلال، هل كانت تقبل من الكورد والعرب ان تعارضا حقها في تقرير مصيرها؟ علماً ان حق تقرير المصير هو حق مكفول بموجب العهود الدولية وفي مقدمتها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966 والذي صادق عليه العراق عام 1970، وينص العهد على: “أن جميع الشعوب لها حق تقرير مصيرها بنفسها وهي حرة في تقرير مركزها السياسي وتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”. كما تناولت المادة الاولى من العهدين الدوليين اللذين أصدرتهما الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة في قرارها رقم 2200 الصادر في كانون الاول 1966 و اللذين أعتمدا من قبل لجنة حقوق الانسان مايلي: “تملك جميع الشعوب حق تقرير مصيرها وتملك بمقتضى هذا الحق حرية تقرير مركزها السياسي وحرية تأمين نمائها الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي”. اذن؛ مبدأ حق تقرير المصير للشعوب وبدون استثناء أصبح مبدأ (ثابتا) في القوانين والمواثيق الدولية، ويحق للشعب الكوردي كغيره من الشعوب وفي اقليم كوردستان ان يقرر مصيره بنفسه وان تحترم القوميات الاخرى رغبته.

ما يثير استغرابي هنا، ان تلك القوميات المعارضة للاستفتاء بحجة (تفكيك وحدة العراق) المتفككة منذ زمن بايدي الحكومة العراقية ذاتها، و (المضرة بمصالح القوميات) وهي تعرف جيداً ان قومياتها تعيش في حدود العراق في رعب وحرمان وفقر وبطالة وعدم الامان، بينما تلك القوميات وخاصة (التركمانية والمسيحية) تعيش في حدود اقليم كوردستان في امان وكرامة وسعادة وهناء، وفي جو اخوي مع اخيها الكوردي دون اي تمييز، وهذه القوميات بمعزل عن احزابها الوصولية، تشهد بذلك. فهل يعني كل هذا، انَّ الاستفتاء القانوني والدستوري لاقليم كوردستان يضرُّ بمصالح القوميات الاخرى، ام ستكون ضماناً وغطاءً قانونياً للحفاظ على مصالحهم المكتسبة سلفاً ضمن حدود كوردستان؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here