هل توحدنا مؤآمرات الاعداء حول الاستفتاء ؟

عماد علي
يبدو من تحركات دول الجوار و تصريحات القوى العظمى و من له المصلحة في منطقتنا، كلما اقتربنا من موعد الاستفتاء زادت ضغوطاتهم و تقاربهم للتعاون و التنسيق من اجل عرقلة ما ينوي الكورد اجراءه من اجل تقرير مصيره بوسيلة ديموقراطية و باسلوب عصري لا يمكن ان يقف ضده الا من لا يؤمن بالحرية و الديموقراطية و حقوق الانسان و حق تقرير المصير للشعوب حقيقة و ليس ادعاءا و زيفا، و نجد عكس كل التوقعات حتى من قبل من يعتبر نفسه راعيا لهذه المباديء في العالم، و على العكس مما شاهدنا و تلمسنا بانه يضحي بها من اجل مصلحة صغيرة و يظهر و كانه لا يمت بصلة بهذه المفاهيم بل يضحي بها من اجل سياسات و مخططات معينة بعيدة عن جوهر الانسانية التي يتشدق بها .
من المعارضين الاقوياء لعملية الاستفتاء في منطقتنا هما ايران بدرجة اولى و من ثم تركيا التي تتحفظ بشكل ما ظاهريا عن بيان قوة رفضها من اجل الحصول على مكاسب سياسية مرحلية او تطبيقا لخططها البعيدة المدى و كيفية تعاملها مع مثل هذه القضايا و بما يمكنها ان تستغل هذه الفرصة من اجل تجاوز الخلافات المزمنة مع ايران، و هي تحاول مرارا التنسيق من اجل تنفيذ ما تريد على الاقل لتحث امريكا بما يمكنها ان تعمل خارج نطاق مصلحتها ايضا . على الرغم من محاولات تركيا التحرك يمينا و يسارا من اجل فرض ضغوط على امريكا على الاقل لوقف مساعدتها لوحدات حماية الشعب السوري كهدف اول لها و لكنها لم تنجح لحد الان، فانها يمكن ان تقترب من ايران و من خلال موضوع يهم ايران اكثر من ما يهم تركيا، و تحركاتها من اجل هدف مغاير لما عند ايران ايضا و لكن تريد اللعب به لضرب العصفورين بحجر واحد .
اننا نعيش في خلافات داخلية كوردية اكثر خطورة من جميع المؤأمرات التي تحيكها هؤلاء و هي حجر عثرة امام تحقيق اماني الامة الكوردية، لان الظروف التي تغيرت و ثبت الكورد نفسه على جزء من ارضه بحيث يمكنه ان يقاوم و يمانع عن الخضوع لطلب الاخر بشكل و اخر قج يتيح التحرك و المناورة اكبر . لسنا في سبعينات القرن الماضي من اي جانب كان، لسنا في حال ان نعتقج بان امورنا تكون مرتبطة كليا باية دولة بشكل نهائي و قاطع( رغما عن اننا وضعنا اكثر البيضات في سلة تركيا) الا اننا لانزال نقدر على التناور في اكثر من موقع و سياسة .
فكيف تكون المقاومة لنيل الحق و ان كان صعبا و يحتاج لعقلية و اخلاص و التفاني و الابتعاد عن مصلحة الحزب و الذات، انه يوم الحقيقة و يحتاج الى رجل الدولة والمؤمن بالقيم العالية و الاهداف المصيرية التي ضحى من اجلها المستضفون من الكورد طوال الثورات و ليس مصالح و منافع حزبية شخصية صغيرة و مرحلية، انه مرحلة فوز بالرهان و المرحلة الحاسمة لقطع دابر الاحتلال بكل انواعه. انه يومالتحرر و الاستقلال و ليس الانفصال كما يدعيه الكثيرون ممن يحملون افكارا مر عليه الزمن .
هذه ليست شعارات او حلم العصافير، انه لحظة تاريخية مصيرية تحتاج لعقلية عصرية نادرة لخوض المعركة المصيرية و ما علينا، و تحتاج العملية الى الجميع و كل من جانبه و بعقليته و ايمانه الحقيقي بمستقبل الامة . اشد المعارضين لعملية الاستفتاء هم ايران لعدة اسباب و في مقدمتها ما تهدف اليه من تحقيق اهداف وضعتها كاولوية لها في صراعها في المنطقة و من تنافسها للغرماء الاقليميين اكثر من خوفها على كوردستان الشرقية . و من ثم وعلى الرغم من ان تركيا تحاول اللعب بموقف ايران الا انها تحاول ان تمنع ما يمكن ان يحصل بمواقف غير واضحة و مضللة و تريد ان تمسك العصا من الوسط من اجل نيل المنافع اكثر من ايران و باستخدام ايران، و عليه نرى زيارة مسؤلي ايران الى تركيا و ليس العكس في هذا الشان، و تركيا لها قضية اهم و تريد ان تنتهز الفرصة لتفرض ما يمكن ان تفعله ايران من مساعدتها على ذلك في كوردستان الغربية اكثر من الجنوبية اهمية بالنسبة لها . و عليه هناك مواضيع شائكة و كثيرة على طاولة الحوار الايراني التركي، و عملية الاستفتاء واحدة منها و ليس الوحيدة التي تريد تركيا ان تلعب بها من اجل مصالح و ستراتيجيات مهمة لديها .
اما داخليا، فاننا يجب ان نعتبر تلك التحركات منتظرة و طبيعية و لا يمكن ان نتصو غيرها، و لا يمكن ان نعتقد بان المحتل او العدو يمكن ان يقف ساكنا امام ما يعتقد بانه امام موضوع مصيري ومستقبلي بالنسبة لشعبه . اما ما يقع على الداخل الكوردي في مثل ظروفنا الذي نعيش و تحملنا صعوبات في تاريخنا و تجاوزناها و يمكن ان نعبر المرحلة و ما ياتي بالصبر اقل مما وقع علينا من الضغوطات المتعددة و ما شهدناه من قبل ايضا، و لكن بشرط وحيد ضروري كاهم اعمدة نجاحنا في المهمة وهو الوحدة الوطنية و التنسيق و التعاون بين القوى الداخلية و الكوردية في اجزاء كوردستان بشكل عام و تاجيل الخلافات لمدة معينة و التضحية بالمصالح المرحلية، لاننا كما معروف لنا في تاريخنا لم نستغل الفرص مهما كانت مؤآتية لنا فيما سبق و لم نستغل الفرص الجيدة في مراحل ضعف الاعداء و ما مروا به في تحقيق اهدافنا المصيرية لاسباب بعيدة عن البرغاميتة و السياسة ايضا و لحسن سلوكنا و ايماننا بالسمات و الصفات الاجتماعية التي لا تفيد السياسة و تحقيق الاهداف .
هناك منافذ يمكن استغلالها في هذه المرحلة من اجل تمرير ما نامله بشيء من السلاسة و في مقدمتها ما يمكن ان نتعامل به مع اسرائيل و مصالحها و كيفية استخدام مواقفها ليست في المنطقة فقط و انما على الصعيد الدولي و بالاخص ما تملكه من اللوبي و الجماعات الضاغطة على امريكا و الدول الكبرى في تلين مواقفهم او ابداء تحفظهم على الاقل من العملية التي ننوي اجراءها ان لم يساعدونا . ان كانت التصريحات الاسرائيلية مقيدة لتحركاتنا من قبل فان اي تصريح قوي يصدر منها اليوم اوغدا يمكن ان يكون لصالحنا و خاصة فيما يمس الناحية العسكرية و كيفية الدفاع عنا, و بمجرد التصريح و التلميح للمحافظة على كياننا ان تطلب الامر، و هذا ما يدفع الى تخوف من يعادي العملية في تخطي حدوده و ربما يحسب الف حساب قبل اي تحرك في شاننا . و من الاهم هو تاكدنا بان اسرائيل تعتبر بناء الدولة الكوردستانية من مصلحتها الاستراتيجية التي يمكن ان تدافع عنها، و به يمكن الاعتماد عليها في هذا الجانب سهلا و لهذه المرحلة على الاقل، و هذا يحتاج لعمل مضني صعب و تحرك كوردي قوي و تفاهم و اجتماعا ت و زيارات سرية و الاعلان عنها بتصاريح قوية في الوقت المناسب ايضا، و به يمكن ان يؤدي اي موقف كوردي اسرائيلي مفاجيء الى ظهور و ابراز امور ايجابية لمنع من يريد منعنا من تحقيق الهدف الذي يجهد من اجله . و هذه ساعة الحسم و يجب ان يعتمد الكورد على االجميع و من يمد يده و ليس هناك ممنوعات في هذا الامر و اننا يمكن ان نصل الى حالات الغريقالذي يتشبث بالقشة، و لا يمكن لاي احد ان يعاتبنا او يلومنا او ينتقدنا على ما نعتمد .
اي النجاح الصعب في عملية الاستفتاء يقف على التعاون و التنسيق و العقلية التي يمكن ان تدير الداخل بامكانية و توجه مناسب، و من ثم التحركات الخارجية التي يجب ان تخرج منها النتائج القوية الصادمة . و به يمكن ان يتوحد الكورد في حالة مقاومة العدو الخارجي او الفوضى التي يمكن ان تكون خلاقة في النهاية . فلننتظر ما يحدث و لكن و بالنظر الى ما ساروا عليه القادة الكورد من قبل ان لم يتعقلوا الان فانني لست على يقين بان لا يعيدوا الاخطاء الفضيحة نتيجة عوامل ثانوية و مصالح ضيقة مخجلة امام هدف مصيري كالاستقلال .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here