الكِذبة المفضوحة

لؤي الموسوي

الاسطوانة التي تُعزف من قِبل البعض بين الحين والاخر لاسيما عندما يحل علينا شهر المحرم بِأنَ من قتل الحسين إبن علي “ع” هم شيعته! ثم بكوا عليه، والمراد منها ضرب خط اتباع اهل البيت “ع”.

نفس الاسطوانة تُعزف وتُكرر ايضاً بِأنَ ابو طالب “ع” والد أمير المؤمنين علي إِبن أبي طالب “ع” مات كافراً وهدفهم لهذا هو النيل من شخص الإمام “عليه السلام”.

كذبة هذا العصر ونحن في القرن الحادي والعشرون هذه المرة تختص بالعراق فقط وليس موجهة لعامة الشيعة، ولو انها بنفس الوقت تبعث برسائل للعالم مفادها بان الشيعة ليسوا بِأهلٌ للحكم وانهم في حال تسنمهم لسلطة فَلَم يحافظوا على وحدة اوطانهم والهدف من وراء ذلك تشويه صورة الشيعة عامة امام الرأي العام.

الكورد في العراق يطالبون بالانفصال عن العراق لتكوين دولتهم والسبب يعزوه حسب ادعائِهم الى عدم انصافهم من قِبل شيعة السُلطة لذا قرروا الانفصال وتقرير مصيرهم وكأن السلطة فقط بيد الشيعة وإنهم الوحيدون يحكمون العراق، وفي حال طُبق الامر فالعراق مقبل على عِدة انقسامات اخرى سيكون شكلها مناطقية و مذهبية وجميعها ستعصب برأس الشيعة لان الاطراف الاخرى يتصورن انهم ظلموا ولم ينصفوا في ايام حُكم الشيعة وفي حال نجاح هذا المشروع التقسيمي بان الرسالة وصلت للعالم وبرهنوا بان الشيعة ليسوا باهل للحكم.

في حينها ستخرج علينا الابواق لتزمر بان العراق كان موحداً في زمن كان السنة فيه يحكمون العراق على مدى المائة عام التي مظت.

الكورد بعد احداث 2003 نالوا من الامتيازات والهبات والتنازلات من قِبل حكومة المركز المسمات بشيعة السلطة لم ينلها الشيعة انفسهم، بل وصل الامر بان يتم استقطاع من استحقاقات ابناء الوسط والجنوب وتُعطى للاقليم من اجل ارضاء حكومة الاقليم!.

ديمقراطية العراق مختلفة تماماً عن ديمقراطيات العالم اجمع، حيث جميع الانظمة الديمقراطية تتكون من جناحين يتنافسان من اجل خدمة اوطانهم، فجناح تتكون منه الحكومة والجناح الاخر يمثل المعارضة التي تتابع وتراقب عمل الحكومة لتقويم مسارها في حال خروجها عن الثوابت او اخفاق برامجها.

اما في العراق الوضع مختلف تماماً الكُتل الساسية جميعها تشترك بتشكيل الحكومة ضمن محاصصة سياسية وطائفية ومناطقية ونفس الكُتل تجدها تمارس دور المعارضة!

“قدم في الحكومة و أُخرى في المعارضة”، والغريب بالامر كُل اخفاق يحدث في العملية السياسية تتجه اصابع الاتهام نحو الشيعة فقط، وتجد الاغرب من هذا والذي لن تجده في بلدان العالم اجمع هو بوجود حكومة ونصف حكومة في بلد واحد “العراق” وهو مايتمتع به المكون الكوردي، فحكومة كاملة تتكون من رئاسة اقليم ورئيس حكومة ومجلس نواب في الاقليم وتجد لهم ايضاً رئيس لجمهورية ووزراء ونواب في حكومة المركز! وكل هذا يدعي سياسيوا الاقليم بانهم مهمشين ولم ينصفوا وقد حرموا من استحقاقاتهم في ايام سلطة الشيعة وهذه هي الكِذبة المفضوحة التي كرسوها من اجل ضرب الشيعة ولضغط على حكومة المركز للحصول على منافع اكثر لهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here