لا حاكم ولا حكيم ولا وزارة التعليم الجزء الاول

لؤي الشقاقي
مقياس تقدم اي امة او دولة يعتمد على تطور وتقدم التعليم الأولي والعالي ، ونهضة اي أمة تبدأ ببناء اساس علمي وتربوي سليم وقوي مرتكز على الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة من خلال ارسال البعثات والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم والخ ، وكل الدول التي ابتليت بالحروب عبر التاريخ اتجهت للأهتمام بالتعليم للخروج من ازمتها وتجاوز محنتها والشواهد كثيرة جدا .

يكفي ان نتذكر بأن أول كلمة قالها الله سبحانه لخير الأنام محمد صلى الله عليه واله وسلم هي”أقرأ” واكمل بعدها بذكر مسألة علمية مهمة الا وهي علم الأجنة (أقرء بأسم ربك الذي خلق*خلق الانسان من علق) صدق الله العظيم ، وهذا لم يأتي عبثا ً او من قبيل الصدفة فأبتداء الرسالة الاسلامية بموضوع العلم والتعليم هو اشارة ألهية للناس للتاكيد على اهمية العلم في بناء الانسان قبل اي شيء اخر ، بناء العقل والتفكير السليم وبعدها لن يجد الانسان غضاضة في تغيير معتقداته او ان يعيد النظر فيها ، فمن يملك العلم والمعرفة لهو اقدر على ان يميز بين الخير والشر .

وما معنى الاية الكريمة (إنما يخشى الله من عباده العلماء) الا مصداق لما سلف ، فكما قال المفسرون: لا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوه حق معرفته ، ولذا بدأ الله سبحانه اخر الرسالات بموضوع العلم والتأكيد على اهميته .

كلما سبق لايشمل مسؤولي العراق ولا يعنيهم مع انهم اسلاميون واغلبهم ذوو شهادات عليا الا انهم يرون في تقدم العراقيين وتطورهم علميا ً تهديد لوجودهم ولأستمرارهم في مناصبهم ، فلذا هم يسعون الى تهديم التعليم وتخريب المؤسسة التعليمية والتربوية ، وقد نجحوا الى حد بعيد في ما سعوا اليه حيث خرج العراق من التصنيف العالمي للتربية والتعليم العالي ونجح مسؤولو العراق الجديد في وضع أناس اكفاء جدا في تدمير وزارة التعليم وآخرون في تدمير التربية ونشر الفساد وجعله ينخر أسسها وجدرانها .

التعليم وما ادراكم ما وزارة التعليم ، فبعد ان خطفت العصابات المجرمة اغلب موظفي دائرة البعثات والعلاقات الثقافية “عصب الوزارة الاهم” وكفاءاتها ولم يعرف مصيرهم الى الان استطاع الوزير الاسبق عبد ذياب العجيلي ان ينهض بواقع التعليم ، فوسع العجيلي خطة الدراسات العليا في العراق وجعلها اضعافاً ما كانت عليه ووسع خطة القبول للدراسات العليا في خارج العراق وضاعف اعداد الزمالات والبعثات واجرى دراسات عن مستوى المعيشة في دول الابتعاث وقرر رفع رواتب المبتعثين وزاد في مخصصاتهم الاضافية .

فأنتعش التعليم وتحركت عجلته وبدأ العراق يرتفع في سلم التصنيف العالمي مرة اخرى حتى أتى الشهرستاني ليضع على رأس هذه الدائرة أناساً كان كل همهم افراغ الدائرة من كل كفاءة وطاقة تعمل لصالح الوطن سلمت من ايادي العصابات الاجرامية ولم تطالهم ولم تشملهم قرارات النقل التعسفي، ومع ان بعضهم الوزراء لم يقصر في محاربة التعليم الا انه كان اهون الشرين على الوزارة والبعثات .

في الجزء الثاني للمقال سنفرد موضوعاً لدائرة البعثات وعن مايجري فيها من تجاوزات بحق العلم والتعليم وبالارقام والتفاصيل، حيث اصبح الاستاذ بسبب فساد تلك الدائرة يبدأ حياته بشبهة رشوة كيف يستطيع ان يبني جيلاً على اساس سليم وكيف نطلب منه ان يصبح انساناً فاضلاً اذا كانت اولى خطواته بدأت بخطأ وفساد .

كيف يستطيع دافع الرشوة ان يبني جيلاً ويعلمهم الاخلاق والعلم والحكمة، فقد صار مجبرا ًعلى ذلك لانه لا يستطيع اكمال دراسته الا ان دفع الاتاوة والا ان سلك مسلك الشيطان واول مدخل للشيطان هي الرشوة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here