شباب حول الحكيم

زينب الغزي

أذا حاولنا تشبيه الآلة بالإنسان من ناحية العمل، فإنها تكون في أقصى كفاءة لها عند أول إنتاج، ثم تبدأ بالتراجع مع تقادم الزمن، كما أنها اذا أنتجت ولم تستثمر في العمل ستبدأ بفقدان قيمتها الشرائية بالأندثار السنوي، وكذلك كفائتها نتيجة التآكل والصدأ من جراء عدم الإستثمار الصحيح.

كذلك الإنسان يكون بأوج طاقته وحيويته في مرحلة الشباب، بحيث إن حماسه للعمل يزداد في كل مرة يزداد المنتج جودة وكمية، ثم يصل مرحلة الخبرة، التي يبدأ بها بتقويم مسار العمل ورسم الخطط الشاملة المنقحة من الأخطاء، ليفتح المجال لجيل شبابي آخر بتكملة المسير وترصين البنيان.

اليوم وبعد كل العقود التي حاولت تحجيم الطاقات الشابة، يبرز للساحة قائد يلتف حوله ثلة من الشباب الواعي ، الحالم ليس بخياله فقط، بل بأسس ومعطيات واقعية يمهد بها الأرض لبناء مؤوسسة مجتمعية، توفي بمتطلبات المرحلة .
السيد” عمار الحكيم ” قرر إطلاق ثورة بشرية شبابية، تفوق ثورة المكننة الأوربية في القرن الثامن عشر، حيث يرى إن بناء عقول ناضجة وشخصيات مؤثرة في أجساد غضة شابة، سيجعل الفرد منهم يعادل مصنع منتج بطاقته القصوى.

عندما تعلن ثورة بهذا الحجم فلابد أنها تحتاج قاعدة جماهيرية، تستند عليها في تحقيق المرجو منها، والقاعدة التي استند عليها “السيد عمار الحكيم” هي الشباب الوطني، العاشق للحرية والتغيير الجاد، لقد جعل نصب عينيه كل شباب العراق من شماله لجنوبه، بطموحاته وآماله، وسواعده التي ماأنفكت تبني وترمم في كل مجال تكون فيه، هذه الفئة تقايض الراحة بالتعب، والرفاهية بالعوز، والنوم بالسهر، إلى أن يحين موعد قطاف الثمار.

بخضم المراهنات السياسية الفاشلة في العراق، والتي لم توصل الشعب لبر الأمان، بل اشبعته موت ودمار وفقر، فإن خطوة القائد “عمار الحكيم” هي الرهان الرابح، لأنه أختار وبذكاء مقومات إنجاح لمشروعه الوطني من قلب الحدث، بعملية استقطاب جاذبة للكل، دون مسميات أو تفرقة عنصرية، حيث جعل الوسيلة شباب عراقي وطني، غايتهم الوطن ثم الوطن ثم ..الوطن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here