أَلامَامُ البَاقِرُ (ع)…رَمْزِيَّةُ التَّعْلِيمِ [١]

لِرَاديُو [أَلرُّمَيْثَة] مِن مُحَافَظَةِ المُثَنَّى؛
أَلامَامُ البَاقِرُ (ع)…رَمْزِيَّةُ التَّعْلِيمِ
نـــــــــزار حيدر
١/ أَن نمتلِكَ الامام محمَّد بن عليٍّ بن الحُسين الباقر (ع) أَو ننتمي إِليهِ [تُصادفُ اليوم ذِكْرى إِستشهادهِ عام (١١٤ هـ)] ثمَّ يكونُ نِصف المجتمع جاهلٌ أَو أُميٌّ لا يقرأ ولا يكتُب! أَو يكون المصدر الوحيد للمعرفةِ لجُلِّ النَّشء الجديد هي وسائل التَّواصل الاجتماعي! أَو ينهارُ ويتدهور التَّعليم بمختلفِ مراحلهِ لِهذهِ الدَّرجةِ من الخطورةِ! فهذا يعني أَنَّ الامام (ع) ونهجهُ ليسا حاضِرَين في حياتِنا اليوميَّة وفِي وعيِنا الحقيقي!.
إِنَّ الامام الباقر (ع) الذي يعني إِسمهُ [المتوسِّع في العِلم] كما وردَ في معاجِم اللُّغة [بَقَرَ الحَديثَ: أَوْضَحَهُ وَكَشَفَ عَنْهُ] يعودُ إِليه الفَضْل في نشرِ العِلم والتوسُّع فيهِ وتعليمهِ من العلومِ العظيمةِ التي قال عنها أَميرُ المؤمنين (ع) {علَّمني حبيبي رَسُولُ الله (ص) أَلف بابٍ مِن العلمِ، يُفتَحُ لي في كلِّ بابٍ أَلف بابٍ} ليس علومُ الدِّين فحسْب وإِنّما في مُختلفِ العلومِ التي يصنِّفها أَميرُ المؤمنين (ع) إِلى صنفَينِ بقولهِ {أَلعِلمُ عِلمانِ؛ عِلْمُ الأَديان وعِلْمُ الأَبدان} فلماذا لا نسير على خطاهُ في هذا المجالِ تحديداً والذي يُعتبَر [التَّعليم] حجر الزَّاوية في كلِّ عمليَّة بناء وإِعمار سواء على صعيد الفرد أَو المجتمع، وسواء على الصَّعيد المادِّي [المدنيَّة] أَو المعنوي [الفكر والثَّقافة والوعي وحرِّيَّة الرَّأي لبناءِ الشَّخصيَّة وتقويم السُّلوكِ].
إِنَّ التَّعليم في بلادِنا بحاجةٍ إِلى مشروعٍ وطنيٍّ شاملٍ ينهض بهِ على مُختلفِ المستوياتِ! فأَين مثلاً دَورُ المكتبات العامَّة والخاصَّة؟! لماذا لا يرتادُها إِلّا النُّزر اليسير من المواطنين وتحديداً من النَّشء الجديد؟! لماذا غابَ الكتابُ عن حياتِنا؟! لنكتفي بوسائل التَّواصل الاجتماعي التي خلقت للمجتمعِ كلَّ هذا التَّسطيح والسَّذاجة في الوعي والثَّقافة والتلقِّي والوعي والفَهم؟! لماذا لا يجدُ التِّلميذ في مُختلفِ المراحل التَّعليمية الظُّروف المُناسبة والطبيعيَّة للدِّراسة والتَّعليم؟! إِلى متى يظلُّ القطَّاع التَّعليمي يأخذ بالطُّرق والوسائِل التَّعليميَّة القديمة والبالية؟! ولماذا تُعاني جامعاتِنا من هبوطٍ مستمرٍّ في مجال التَّعليم والبحثِ والأَدوات والوسائِل؟! ولماذا لا يجد الخرِّيجون فُرصهُم الطبيعيَّة في سوقِ العملِ وفِي سوق البِناء الحضاري الشَّامل الذي تحتاجهُ البلاد؟!.
إِنَّ سيرة الامام الباقِر (ع) منهجٌ متكاملٌ في مجالاتٍ عدَّة وعلى رأسِها التَّعليم الذي اهتمّ به أهلُ البيتِ عليهِم السَّلام بشَكلٍ كبير جدّاً إِنطلاقاً من إِهتمام الاسلام بهِ والذي نزلَ على صدرِ رَسُولِ الله (ص) بقولهِ تعالى {اقْرَأْ} فبالقراءة تنهض الأُمم وبالعلمِ والمعرفةِ تتقدَّم! فلماذا لا نعيد قراءة سيرة الامام بما يُساعدنا في إِكتشاف منهج التَّربية والتَّعليم الذي نحتاجهُ وينسجم مع حاجاتِنا التَّعليميَّة والتَّربويَّة؟!.
*يتبع
٣٠ آب ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here