دراسة في بابل ترصد ارتفاع مؤشرات تعنيف الأطفال بواسطة أسرهم

بابل/ اقبال محمد

أكدت دراسة علمية اجرتها جامعة بابل، ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتعرضون للعنف داخل الأسرة، وفيما أشارت الى أن العنف اللفظي أكثر أنواع العنف الأسري انتشاراً، أكدت تعرض 21 % من الأطفال في المحافظة الى التعنيف من قبل ذويهم.
وحذر المركز الاعلامي لجامعة بابل في دراسة أجراها مؤخراً وتلقت “المدى” نسخة منها، من انعكاسات العنف الأسري ضد الأطفال على بناء الشخصية.
وجاء في الدراسة التي أعدها التدريسي في كلية الآداب بجامعة بابل انس عباس غزوان الطائي وناقشتها كلية الآداب، إن “الهدف من الدراسة هو تسليط الضوء على تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة، وبيان ماهية صور هذا العنف وانعكاساته على شخصية الطفل، ومدى علاقة هذا العنف ببعض المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية”.
واستنتجت الدراسة التي اشتملت على عينة مؤلفة من (120) طفلاً في مدينة الحلة وجود ارتفاع في نسبة الأطفال الذين يتعرضون للعنف داخل الأسرة مع اختلاف في درجة تعرضهم للعنف, فقد ظهر أن “(26) طفلاً تمثل نسبة (21,7%) من العينة يتعرضون دائماً للعنف الأسري و(51) طفلاً وبنسبة (42,5%) يتعرضون للعنف أحياناً و(21) طفلاً بنسبة (17,5%) يكون تعرضهم للعنف الأسري نادراً في حين أن (22) طفلاً أي بنسبة (18,3%) لا يتعرضون للعنف أبداً” .
وكشفت الدراسة عن تعدد أنواع العنف التي يتعرض لها الأطفال داخل الأسرة فقد جاء العنف اللفظي بالمرتبة الأولى بنسبة “(44,2%) يليه العنف الجسدي (18,3%) فالعنف اللفظي الجسدي (15%) وأخيراً الإهمال (4,2%)، وقد تأثرت شخصيات هؤلاء الأطفال بحيث غلبت عليهم سمة العدوان أولا تليها العزلة القلق الاضطراب، اللامبالاة”.
وتوصلت الدراسة إلى “وجود ارتفاع واضح في نسبة الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري وإن العنف اللفظي أكثر أنواع العنف الأسري انتشاراً يليه كل من العنف الجسدي، اللفظي والجسدي، الإهمال، مع انخفاض نسبة الأطفال الذين تأثرت شخصياتهم بسبب ممارسة العنف وإن هناك علاقة معنوية بين التحصيل الدراسي للأب والأم, والمستوى الاقتصادي للأسرة، وعدد إفراد الأسرة”.
وأوصت الدراسة بـ “توعية الأسر بأساليب تنشئة صحيحة تعتمد على الإرشاد والتوجيه للأطفال داخل العائلة، واعتماد الأساليب التربوية الحديثة في التعامل مع الأبناء ليكونوا قادرين على تجاوز المشكلات التي تعترضهم وتفادياً للآثار السلبية على شخصياتهم والتركيز على دور الإعلام في نشر أساليب التربية الصحيحة وتجاوز مرحلة العنف في التعامل مع الأطفال ضمن محيط الأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث التي تستهدف معرفة حجم ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال، وكذلك التنسيق بين مؤسسات المجتمع ذات العلاقة في سبيل معالجة ظاهرة العنف الأسري وتحديد والأسباب وطرق المعالجة، بالإضافة إلى العمل على استحداث مراكز الإرشاد الأسري في مراكز المحافظات والمدن الكبيرة وتوفير الكوادر المهنية والمؤهلة اللازمة للعمل فيها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here