إِنْشَغَلَ المُسْلِمُونَ بِبَعْضِهِم فاسْتَهَانَ العَالَمُ بِهِم!

لِقَناةِ [الدِّيوان] الفَضائِيَّة في برنامَج [الحَصاد] الاخبارِي؛
نـــــــــزار حيدر
*قبل أَن نتساءل أَين دور المجتمع الدَّولي إِزاء الأَزمة الانسانيَّة المُفجعة التي تمرُّ بها أَقليَّة [الروهينغا] في ميانمار، دعونا نتساءل عن دور الدُّوَل الاسلاميّة والعربية إِزاء هذه الأَزمة؟! على اعتبار أَنَّ هذه الاقليَّة مُسلمة تتعرض لتطهيرٍ عرقيٍّ!.
أَوَليسَ هناك عدَّة مؤسَّسات [إِسلاميَّة] رسميَّة كمنظَّمة المُؤتمر الاسلامي وغيرِها؟! فلماذا لم نسمع لها حسيساً إِزاء الأَزمة؟!.
لماذا لم تتحرَّك المجموعة الاسلاميَّة في هيئة الأُمم المتَّحدة لمُناصرة هذه الاقليَّة المُسلمة التي وصفتها المُنظَّمة الدوليَّة بأَنَّها من أَكثر الأَقليَّات في العالم عُرضةً للسَّحق والتَّجاوز؟!.
لقد إِنشغل المسلمون ببعضهِم يقتلُ بعضهُم بعضاً ويُدمِّرُ بعضهُم بعضاً فاستهان بهِم المجتمعِ الدَّولي حتَّى ضاعَ صوتهُم فلم يعُد أَحداً في هذا العالم يُعيرهُم أَهمِّيَّةً أَبداً!.
أَمّا أَموالُ البترودولار التي يسيطر عليها عددٌ قليلٌ من نظُم القبائِل الفاسِدة والإرهابيَّة في الخليج وتحديداً الشَّقيقات الإرهابيَّات الثّلاث [الرِّياض والدُّوحة وأَبو ظبي] فبدلاً من أَن توظِّف للتَّنمية والتَّعليم ومُحاربة الفَقر والنُّهوض بمستوى الشُّعوب الاسلاميَّة المسحوقة وحلِّ أَزماتها المُتراكمة بسبب التَّمييز والعنصريَّة وغير ذلك! إِذا بها اليوم في خدمة العصابات الارهابيَّة التكفيريَّة التي دمَّرت لحدِّ الآن عدَّة دُوَل في المنطقة والعالَم منها الْعِراقِ وسوريا واليمن وليبيا والصُّومال وغيرِها!.
**أَما المُجتمع الدَّولي فهو كما نعرف لا يُعير أَهمَّيةً لحقوق الانسان في أَيَّة منطقة في العالم إِذا لم تؤثِّر بالسَّلب على مصالحهِ الاستراتيجيَّة! بل أَنَّ العكس هو الصَّحيح فقضايا حقوق الانسان أَداةٌ من أَدوات السِّياسة الدوليَّة المُنافقة! أَلم نقرأ التَّقريرَين الأَخيرَين اللَّذين صدرا عن منظَّمتَين دوليَّتَين الأُولى الأُمم المتَّحِدة والثَّانية مُنظَّمة العفو الدوليَّة والَّلتان إِتَّهمتا المُجتمع الدَّولي وتحديداً واشنطن بتجاهُل الجرائم البشِعة التي يرتكبها نِظامُ [آل سَعود] الارهابي الفاسد في اليَمن والبَحرين! الأَمرُ الذي تسبَّب باستمرار معاناة هذَين الشَّعبَين وتعرُّضهُما للمزيدِ من الجرائِم التي ترقى أَغلبها لدرجةِ جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الانسانيَّة؟! إِنَّهما دليلَين من عشرات بل مئات الأَدلَّة التي تثبِتُ أَنَّ المُجتمع الدَّولي يتعامل مع قضايا حقوق الانسان في العَالم كأَداةٍ من أَدوات السِّياسة الدوليَّة!.
***القضيَّة الأُخرى مثار جدل واسعٍ في هذه الأَزمة هو السُّكوت المُطبق الذي اختارتهُ زعيمة البلاد للتَّعامل معها! فكيفَ ينسجم هذا الموقف المُخجل والفاضح مع حصولِها على جائزة نوبل للسَّلام؟! فأَيُّ سلامٍ هذا الذي تُمثِّلُهُ هذه الجائزة؟!.
خلال السِّنين والعقود الماضية كان البعض يبرِّر للمأساة التي تعيشها هذه الأَقليَّة والسُّكوت عنها بحجَّة سُلطةٍ النِّظام الشُّمولي البوليسي الدِّيكتاتوري الذي كان يحكم البلاد! فما بالُ الزَّعيمة الحاليَّة التي وصلت الى السُّلطة بالانتخابات في إِطارِ عهدٍ جديدٍ من السُّلطة الدِّيمقراطيَّة لا تحرِّك ساكناً ولا تنتصر لمعاناة الرُّوهينغا؟! أَلا يعني ذلك أَنَّ ما تتعرَّض لَهُ هذه الأَقليَّة هو ظلمٌ مُمنهجٌ لا علاقةَ لَهُ بالنِّظام السِّياسي القائم وشِكلهُ؟! هو سحقٌ منظَّمٌ يعتمد العُنصريَّة والتَّمييز والارهابِ والحقدِ الأَعمى والتَّطهير العِرقي؟!.
٩ أَيلول ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here