استفتاء البرزاني .. فضح عوراتكم !

محمد الشجيري

لكل انسان على ارض هذا الكوكب الحق في تقرير المصير من دون ضغوط او اكراه او اجبار شخص ما على الوقوف بوجه هذا الحق والعمل ضده فانت لا تجبر الاخرين على العيش معك اذا كان هناك ما ينغص هذا العيش ويسبب الكثير من المتاعب والالام.

استفتاء البرزاني لاقامة جزء من دولة كردستان ولا اقول جميعها لان كردستان كبيرة ومتوزعة على اربع دول والعراق احدى هذه الدّول ولا يوجد هناك كبير او صغير او واسع او ضيق في مسالة قيام الدول طالما انها تخضع للقانون وتربطها علاقات حسن الجوار مع جيرانها فهناك دول تتكون من ١٠٠ الف نسمة او اكثر بقليل وهناك جزر اصبحت دول وهلم جرا.

لكن ما الذي دفع مسعود البرزاني لينادي بالاستفتاء على قيام دولة كردستان وهو حلم الملايين من الكرد ؟

سيما وانه القى الكرة في ملعب الشعب الكردي وهو من سيقرر البقاء ضمن العراق او الانفصال في دولة مستقلة ؟

الذي دفع البرزاني لهذه الخطوة هو تخبط بغداد وانعدام المشروع السياسي الناجح الذي تستظل به جميع مكونات الطيف العراقي وسوء ادارة الدولة فالدولة اصبحت مقسمة واهواء السياسيين موزعة بين دول الجوار ولم تعد المظلة الوطنية هي الجامع للطيف العراقي فمنهم من يستقوي بايران وميليشياتها في فرض سطوته وارائه واخر يبتز دول الخليج في الحصول على اموال وثالث يتحين الفرص للايقاع بخصومه وبين هذا وذاك ضاع العراق وتفتت وحدته الوطنية واصبح مطمعا لكل ذي رغبة في الحصول على رغباته وتثبيت وجوده في هذا البلد.

ان استفتاء البرزاني ما كان ليتم لو كان هناك احترام للعراق وسيادته ولو كان هناك مظلة وطنية جامعة تمنع تدخل دول الاقليم في الشأن العراقي الداخلي ومن جميع دول الجوار بلا استثناء وان كانت هناك خلافات فتحل بين الفرقاء داخل الوطن بروح الاخوة والمصير الواحد المشترك الا ان الجهل السياسي وقلة الوعي وانعدام الشعور بالمسؤولية والاستهتار بالعهود والمواثيق دفع من تولى مقاليد الامور في بغداد الى الاساءة والتفرد في ادارة شؤون الدولة وهذا لعمري من اكبر الاخطاء التي ساهمت في تردي الوضع السياسي العراقي.

على الجميع دعم خطوة الاستفتاء في اقليم كردستان فالكرد في النهاية شعب وله حق تقرير المصير.

لا اعتقد ان مخاوف الكثيرين في قيام دولة كردستان هي في محلها ان ساهم الجميع في انفصال سلس ومن دون معارضة او عنف غير مرغوب فيه في قيام هذه الدولة والدعوة الى اقامة علاقات حسن الجوار من الان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here