مسعود و الحب الضائع مع الامريكان

جنة عبد السلام
12-9-2017
عندما اندلعت الحرب الاهلية السورية في اعقاب ارهاصات الربيع العربي انفلقت السياسة العراقية الخارجية الى ثلاث شعب:
اولا: قرار رئيس الوزراء انذاك نوري المالكي في اسناد حكم بشار الاسد لانه افضل من حكم الارهابيين السنة ممن يستجدون الدعم السعودي بالتعهد بذبح المرتدين والمشركين من الشيعة.
ثانيا :قرار مسعود البرزاني الانسياق مع سياسة واشنطن الخارجية ومناصرة معسكر اصدقاء الشعب السوري بقيادة هيلاري كلنتون لاسقاط بشار الاسد ولو بالسلاح.
القسم الثالث السني استغلال الفراغ السياسي والفوضى في سوريا والاشارات الايجابية القادمة من الولايات المتحدة من اجل اعلان الدولة السنية في العراق والشام على انقاض حكم الاسد المنهار في شرق سوريا النائي عن دمشق.
وهكذا انخرط مسعود البرزاني في تسليح المعارضة السورية انسياقا مع توجيهات هيلاري كلنتون التي صرحت بالحرف الواحد في 24-2-2012:
((قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها مستعدة للمراهنة على عدم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وألمحت إلى أن المعارضة السورية ستقوم بتسليح نفسها في نهاية المطاف)))، في تصريحات عشية انعقاد مؤتمر “أصدقاء سوريا” بتونس الذي سيبحث زيادة الضغط الدولي على الأسد. 
وهكذا انساق مسعود البرزاني الذي يؤمن بان امريكا هي الاله التنفيذي في الارض و القوة الوحيدة التي يجب الانقياد اليها بكل خنوع وبلادة… انساق ليسلح المعارضة ويخلق مشاكل جمة لوطنه المفترض العراق عبر انخراطه في حرب اهليه سورية خلاف سياسة العراق الخارجية وذلك على امل ان تكاقئه امريكا الجزاء الاوفى وتحقق له مطامحه السياسية الخيالية.
وصادف ان ان وافقت امريكا على السماح بتسليح المعارضة عبر مؤتمرات اصدقاء سوريا التي بلغ تعداد الدول المشاركة في ملتقى مراكش 114 دولة والتي نصت مقرراتها على دعم المعارضة السورية وتلاها تدابيردفع رواتب الجيش الحر وتشكيل حكم انتقالي .. وبما ان المشهد السوري يدار في الميدان وليس في الفنادق فان المقاتلين اهل اللحى الطويلة هم الاشد شراسة ولذا صار مقاتلينالمعارضة الذين تدربهم امريكا من (الجيش الحر) يبايعون الارهابيين تباعا ويسلمون لهم السلاح والمعونات عبر تنظيمات داعش والنصرة وما لبثت داعش بكادرها المتكون من حلقة ضباط صدام ان اعلنت دولتها في الرقة (دولة حجي بكر) بعد سنتين فقط تبعها استدراج وتجنيد حثالات الارض للالتحاق بجند الاسلام في الرقة لاجل اقامة شرع الله وذلك بعد اقل من سنتين من تصريح كلنتون وسعيها الحثيث لتمويل وتسليح المعارضة من اموال القطريين والسعوديين واستخدام تركيا معسكرات للتدريب ومنافذ للمرور ومنفذ لتصدير النفط السوري المهرب ثم مالبث ابو بكر البغدادي ان دخل الموصل دخول العريس الى عروسته المجهزة له واعلن الموصل عاصمة لدولة الخلافة بعد ثلاث سنوات فقط من تصريح هيلاري كلنتون.
وهكذا تحققت خطة اعلان دولة سنية عربية بين العراق وسوريا من اجل تلبية تطلعات العرب السنة في المنطقة.
ولسوء الطالع فان تلك الدولة كانت تدار من فوق بالضباط البعثيين غير سطوتها تعتمد على اهل اللحى لذا اخذها اهل اللحى في مشوارهم الظلامي في القتل والتنكيل والسبي .
ولايزال مسعود حينها يعتقد بصواب الفكرة الامريكية القاضية بفسح المجال لانبثاق دولة عربية سنية في البادية مابين العراق وسوريا وساهم في مشروع قيامها محاباة للاتراك والعرب على حد سواء وابتهاجا بتقسيم العراق .

وابتهج حينها مسعود بقيام (الدولة) وقال (صار عندنا جار جديد).
وعندما تبلورت داعش بالشكل الذي شهده العالم وصارت مثل الطاعون الذي لامناص من ابادته التفت مسعود الى مكاسبه فلم يجد شئيا يذكر
وجد داعش على حدوده تسبي وتبيع بنات كردستان للاستعباد الجنسي.
وجد بلاده مقفرة متخمة بالمهجرين السنة بدلا من المستثمرين الغربيين.
وجد الشركات تغادر بعد ان ايست من العثور على النفط الوفير وبعد ان ايست من تحقيق اي مكاسب .
وجد خزينته فارغة.
وجد حلفاؤه من الاكراد ينفرون منه وينددون به علانية في فضائيات بغداد.
ووجد ان دولة الخلافة قد انهارت على يد سيل من رجال العراق الذين لايقف امامهم سد اذا ما دعووا الى رفع ملمة .
وجد ان عالمه انهار تماما وحتى لو انه سرق كل كركوك فان اسعار النفط لم تعد مجدية
التفت الى امريكا التي بذل لاجل تملق سياستها في سوريا كل ما يملك فلم يجد هيلاري كلنتون في مقعد الرئاسة ووجد بدلها ترامب الذي يصرح علانية ان هيلاري من اوجدت داعش وان الادارة الجديدة تفضل ابقاء الاسد لان ببساطة افضل من داعش والنصرة.
لم يعد امام مسعود الا الانتحار فاعلن موعد الاستفتاء.
الاستفتاء هو مسعود يصرخ بهدم المعبد (عليه وعلى اعدائي)…
نهاية العملاء غالبا ماتكون اخر ضربة سكين في خاصرة من استعملهم….
وبالاخير فان الولايات المتحدة ليست ربا يعبد من دون الله…..
والسؤال هل نتركه ينتحر؟؟؟ وكم ستكون كلفة الانتحار؟؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here