انتفاقيات كونسيورتيوم ومصير الاقتصاد في دولة كوردستان وصديقتها العراق

انتفاقيات كونسيورتيوم ومصير الاقتصاد في دولة كوردستان وصديقتها العراق

جمعة الجباري

كل الاطراف الاقليمية التي تتقاسم كوردستان فيما بينها، وتبحث عن قضمة كبرى من خيراتها، وضعت وتضع العراقيل السياسية في طريق تقدم اقليم كوردستان سياسياً واقتصادياً.
ومنذ عام 2007 شهد الاقليم ازدهاراً اقتصادياً كبيراً، ذلك بان باشرت الشركات العالمية الكبرى باستثمار مواردها الاقتصادية فيه، بغية مكاسب كبيرة اقتصادياً؛ كون الاقليم منبع ثر للموارد النفطية، فعقدت شركات (دانا غاز ، هلال بتروليوم العالمية، بييرل بتروليوم) والتي تسمى معاً “كونسيورتيوم” بتاريخ 4 نيسان 2007 اتفاقية مع حكومة اقليم كوردستان بغية الاستثمار في حقلي (كورمور و جمجمال) النفطيين، ولكن بعد عدة سنوات وبالتحديد بتاريخ 21 تشرين الاول عام 2013 حدثت خلافات بين الطرفين على قضايا مالية، ما ادت الى ان ترفع “كونسيورتيوم” القضية الى المحكمة الدولية في لندن وسجلت برقم القضية 132527 .
لاجرم ان هناك اطراف متصارعة سياسية تسعى باستمرار الى تعطيل المسير وعرقلة التطور في اقليم كوردستان، بغية عدم ازدهاره اكثر من ذلك، وعدم مطالبتها في المستقبل بحقوقها السياسية، كون الاقتصاد المزدهر يقوي البنية التحتية، ويبشر بمستقبل اكثر تطوراً، والنظر الى آفاق أوسع وابعد من الاقتصاد الى قضايا سياسية متعطلة عمداً.
الا ان القيادة السياسية الحكيمة و رئاسة حكومة اقليم كوردستان الجادة المتمثلة بشخص السيد (نيجيرفان البارزاني) تسعيان دائماً وابداً من اجل حلحلة كل المشكلات، وزحزحة جميع العراقيل التي توضع امامهما، وقد شاءت الاقدار واصرار رئاسة حكومة الاقليم على حل تلك الخلافات، الى ان يصل الطرفان الى حلول ناجعة من اجل الاستمرار في عملية الاستثمار الاقتصادي باقليم كوردستان، وقد أمدَّت “كونسيورتيوم” عقدها مع حكومة الاقليم حتى عام 2049.
ليست كوردستان وحدها التي تنتفع من الاستثمارات الاقتصادية والنفطية، فلو تحلت حكومة بغداد بالحكمة، سترى ان الازدهار الاقتصادي النفطي في الاقليم سيعود بالنفع الكثير لها ايضاً؛ لان الانتاج النفطي الكثير من الابار الكوردستانية، سيؤدي الى خزين كبير في الطاقة، ما يؤدي بدوره الى تحسين انتاج الكهرباء وازديادها وتحويلها الى محافظات العراق، وايضاً ارسال الانتاج النفطي عبر ميناء البصرة، وهذا يؤدي الى وارد مادي ضخم لخزينة العراق، وقد وعدت “كونسيورتيوم” بازدياد تلك الطاقات في السنوات اللاحقة وتسعى الى هذا الهدف مع حكومة الاقليم بكل جدية.
من الحكمة ان تعيد حكومة بغداد النظر في سعي حكومة اقليم كوردستان الى نيل الاستقلال وبناء دولة كوردستان؛ لان ذلك ستكسبها جارة مخلصة ـ كما كانت دوما ـ وتكون لها عوناً ومصدراً ثراً للازدهارالاقتصادي في العراق، ذلك عبر التبادل التجاري فيما بينهما، وتطوير العلاقات الاقتصادية. أذن؛ اليس من العقلانية ان تكسب بغداد جارة صديقة؟! كي تحمي مصالحها وتحاول مد يد المساعدة لها لبناء عراق اكثر تطوراً وتنتشلها من الخراب الذي تعيشه الان؟!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here