لا للحرب …السلم في كوردستان

لا للحرب …السلم في كوردستان

الدكتور / خليل الجنابي

نعم لقد آن الأوان لأن نرفع صوتنا عالياً من أجل ( السلم في كوردستان ) ، ولنخمد تلك الأصوات النشاز عربية كانت أم كردية أم تركمانية وغيرها التي تدير الزيت فوق الحطب المتجمع لتوقده ليأكل الأخضر واليابس .

لا زلنا لحد الآن لم نداوي جروحنا النازفة من إحتلال داعش لمدننا وأراضينا وتحريرها من رجسهم والذي خلف لنا آلاف الضحايا وآلاف المعوقين وآلاف المشردين . وخرب المنشآت التحتية وهدم المباني والبيوت فوق رؤوس ساكنيها ، نعم لا زالت جراحنا نازفة بحاجة إلى تضميدها وإعادة ما خربته هذه الحرب القذرة على نفوس أبناء الوطن .

إن الأصوات التي ترتفع هنا وهناك من أجل إشعال الحرب في كوردستان لا يهمها غير الحفاظ على مصالحها ومواقعها وكراسيها لأنها تريد خلط الأوراق لتغطي على فشلها في إدارة الدولة وفق المنطق العقلاني الصحيح الفاضي إلى الدولة المدنية الديمقراطية التي تنبذ الطائفية المقيته والقومية والشوفينية والتعصب . إن الجنوح إلى التشديد والتصعيد من جانب الأطراف التي حكمت العراق وفق المبدأ المحاصصاتي بين ( الشيعة والسنة والأكراد ) والذى إتضح فشله لم يؤدي غير الخراب ودمار البلد ووصوله إلى حافة الهاوية . ولم يكن عمل هذه الأحزاب التي تقاسمت الكعكة وفق المبدأ أعلاه غير نهب المال العام وإفلاس البلد وجعله في قائمة أسفل الدول من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والصحية والخدمية . بلد نصف مواطنيه يعيش تحت خط الفقر .

ماذا تريدون أيها القابضون على مصائر الناس أن تفعلوا بمصير الملايين من العراقيين الذين يطمحون إلى الحياة الحرة الكريمة ، إلى لقمة العيش النزيهة . إنظروا حواليكم لتجدوا بيوت الفقراء المتهاوية والمدارس الطينية والمستشفيات البائسة والأمراض الصحية والإجتماعية المنتشرة ، إنظروا إلى المدن التي خربتها داعش والإرهاب متى تعود إلى سابق عهدها ويعود النازحون إلى بيوتهم ، هل فكرتم بهذا وغيره لتعودوا من جديد إلى تأجيج الصراع بين القوميات والأديان والمذاهب . نعم هذا ما تسعون إليه في الوقت الحاضر لأنكم منذ التغيير عام ٢٠٠٣ لم تقدموا منجزاً واحداً تفتخرون به وتتباهون غير أعداد السراق من أحزابكم والذين أخذتم تتنصلون عنهم بعد أن فاحت روائح سرقاتهم الخرافية والتي تعدت إلى الملايين والمليارات .

من يتحمل كل هذا الخراب أيها السادة القابضون على المال والسلطة ، وماذا يعني أن تضعوا أصابعكم على الزناد غير الإدعاء الكاذب بأنكم تتهيأون للدفاع عن الوطن والقومية والدين .

أي وطن سيبقى وأية قومية ستنتصر وأي مذهب سيتسيّد وأنتم في طريقكم نحو إشعال النيران التي ستلتهم الجميع .

العراق منذ الأزل عاش وتعايش بفسيفسائه الجميل ومكوناته الزاهية ، وكثيراً ما هتفنا ورفعنا الشعارات التي تمجد بالأخوة العربية الكردية التركمانية وغيرها من القوميات والأديان . الشوفينيون من هذه القوميات هم من كان يعمل في الخفاء من أجل تأجيج النعرات القومية بغية الوصول إلى حد الإصطدام لأنهم مرتبطين بأجندتهم الخارجية التي تحركهم كالدمى بدعوى الدفاع عن الأرض والعرض والوطن .

تذكروا أن آلاف النازحين من العرب بشكل خاص قد لجأوا إلى كوردستان بعد أن هربوا من ظلم داعش وسطوتهم ، هل فكرتم بمصير هؤلاء في حالة الإقتتال لا سامح الله !؟ .

أيها القادة من العرب والأكراد والتركمان وغيرهم عليكم تقع مسؤولية وطنية وأخلاقية بأن تجلسوا إلى طاولة الحوار ، نعم الحوار وحده من يبدد الجليد المتراكم بينكم ويعيد الثقة بين أطرافكم التي مزقها التناحر على المناصب والكراسي . سيحاسبكم التاريخ ويوصمكم بالعار إذا ما إقترفتم جريمة الإقتتال وبأي دعوى كانت .

دعوة مخلصة موجهة إلى العقلاء في هذا البلد من الوقوف بحزم ضد كل من تسول له نفسة إشعال الحرب والإقتتال بين القوميات والأديان والمذاهب وبالتأكيد سوف لن يستفيد من هذا غير أعداء العراق … دعوة إلى جيشنا الباسل وقادته الميامين الذين سطروا أروع الإنتصارات على الدواعش وقدموا الضحايا والقرابين ، دعوة إلى الشرطة الإتحاية والحشد الشعبي والعشائري ، دعوة إلى قوات البيشمركة النجباء ، دعوة إلى السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة للرجوع إلى العقل والحكمة في معالجة هذا الملف الملغوم والشائك .

إرجعوا جميعاً إلى النقاط الخلافية الرئيسة المعروفة

بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، والعالقة طوال هذه السنوات، ومنها قضية تنفيذ المادة 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، بمراحلها الثلاث: التطبيع والاحصاء والاستفتاء، وقانون المحكمة الاتحادية، والمجلس الاتحادي، وقانون النفط والغاز، وانتاج النفط وتسويقه واسعاره، وموضوع الميزانية وغير ذلك .

لقد آن الأوان في تغليب العقل على المزاج والمصلحة الخاصة ولا سبيل في ذلك غير الجلوس على طاولة المباحثات وجهاً لوجه دون تأخير لأن النار القادمة ستحرق الجميع دون إستثناء .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here