بعض الأطراف تؤيد الاستفتاء نكاية بالشيعة العراقيين

بعض الأطراف تؤيد الاستفتاء نكاية بالشيعة العراقيين

……علما إن الشيعة سيكونون هم المستفيدين الأكثرمن عملية التقسيم في حالة حدوثها وسنوضح ذلك بتفصيل أكبر بما يلي من السطور التالية :

بلغت الغباوة السياسية في العراق مصحوبة بخبث ورح انتقامية ـــ ذات طابع طائفي ـــ حدودا من هزالة و سخافة اصبحتا أشبه بصور كاريكاتورية مضحكة تثير السخرية والتهكم و أن كانت كارثية في الوقت نفسه !
لأنها تجري وتحدث على حساب تفتيت وحدة العراق وتشرذمه الكياني الموحد ــ وهم يفعلون بالدرجة الأولى نكاية بالشيعة !! ..
فثمة أطراف أو ساسة و أشخاص متنفذين من أطراف معينة يعتقدون بأن تأييدهم للاستفتاء و تاليا لانفصال الإقليم أو استقلاله عن العراق سياتي بمثابة نكاية بالشيعة العراقيين لكونهم ــ أي الشيعة العراقيين ــ ضد تقسيم العراق ..
دون أن نعلم فيما إذا كانوا يفعلون ذلك بدافع الغباوة والبلادة حقا أو السذاجة أم الخباثة فعلا ؟..
إذ أن كل المؤشرات المنطقية والمعطيات الواقعية تشير إلى أن المستفيد الوحيد من عملية تقسيم العراق سيكون الطرف الشيعي ، و ذلك لوجود الكميات الهائلة من الثروات النفطية في مناطقهم ولا سيما في البصرة وغيرها من محافظات جنوبية عديدة ، إضافة إلى وجود موانئ البصرة المفتوحة و المؤدية إلى البحار القريبة والبعيدة للتبادل التجاري .
كما أن النظام الإيراني سيكون هو الآخر مستفيدا من عملية التقسيم ، لأن العراق سيما وسطه و جنوبه ، سيشكل ــ حينذاك ــ عمقه الاستراتيجي المتقدم أمنيا و اقتصاديا في المنطقة ..
بينما الإقليم سيكون محاربا بل و محاصرا من قبل إيران وتركيا ، كحالة من اختناق اقتصادي و ممارسة ضغوط ومحاربة سياسية وربما عسكرية أيضا ، ناهيك عن الحكومة المركزية في العراق أيضا و التي سوف لن تمد يد الصداقة والتعاون للإقليم المنفصل عنه حديثا ، بقدر ما تحاول المشاركة في حصاره ، فضلا عن احتمال حدوث مصادمات واشتباكات عسكرية حول ما تسمى ” بالمناطق المتنازع ” عليها كمسألة حتمية لا يمكن درؤها مستقبلا..
و كتحصيل حاصل فأن المناطق الغربية من العراق ستكون هي الأخرى في حالة لا تُحسد عليها ، وذلك لشحة مواردها الطبيعية وكذلك بحكم بنيتها الاقتصادية الضعيفة والهشة ، زائدا عدم التعويل على الحكومات العربية بدعمها المادي المتواصل و الدائم ..
غير إن العجيب في هذا الأمر كله هو :
ــــ إن المستفيد الأكثر ــ نقصد هنا الطرف الشيعي ــ من عملية تقسيم العراق يقف ضد التقسيم ، بينما المتضررين منها يصطفون الآن إلى جانب التقسيم ــ اعتقادا منهم ــ نكاية بالشيعة ولا سيما من أتباع و أنصار النظام السابق من القومجية السابقين والذين كانوا أكثر تشنيعا و كرها وحقدا على الكورد العراقيين ومحاربةلهم ـــ يكفي أن نذكر هنا ماذا فعلوا بالكورد الفليين على سبيل المثال وليس الحصر ـــ
أما الآن فقدوا أصبحوا أو صاروا ، فجأة ، وبين ليلة وضحاها من حبايب الكورد العراقيين المتعاطفين مع قضية الانفصال والتقسيم !! .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here