ميساء نائل محاجنة عطاء لا ينضب ..!!

شاكر فريد حسن

النجاح هو طريق يسلكه العصاميون والطموحون واصحاب الأهداف الواضحة والهمم العالية والارادات القوية ، ولكن في مجتمعنا العربي المحافظ قد تقابل المرأة معوقات كثيرة في طريقها لتحقيق ما تصبو اليه وتحلم اليه وتطمح للوصول اليه ، وهناك نسوة تتوقف في بداية الطريق ، ولاتستطيع ان تكمل الدرب ، ومنهن يهزمن اي معوق يقف حجر عثرة امام تطورهن وتقدمهن وتحررهن ، ويصنعن تاريخهن وسيرهن الذاتية التي تليق باصرارهن وكفاحهن ، مزيج من الثقافة والعلم والتربية والقيم والعمل والتجارب الحياتية .

وتحتل المرأة المصمصاوية مكانة بارزة في العديد من المجالات ، وحققت نجاحات كبيرة في تبؤوها مراكز قيادية في الهيئات والقطاع الخاص والتعليم والعمل الاكاديمي والبحث العلمي .

وقد ضربت المرأة في مصمص بسهم وافر كتاب الانجازات ، فبينت وكافحت ودافعت عن حقوقها الاجتماعية ، بعيداً عن الأضواء المشعة ، كما يليق بخفر ربات الخدور .

لكن هذا الخفر لم يكن مانعاً امامها من جرأة العمل وسداد الرأي وشجاعة المبادرات الطموحة في مجالات العلم والابداع والعمل الاهلي والاجتماعي والتطوعي .

ومن اللواتي لهن تأثير ودور ريادي طليعي في المجتمع المصمصاوي ، الشابة العصامية الخلوقة والشاعرة المبدعة ميساء نائل محاجنة ، ابنة القرية والمتزوجة في ام الفحم ، التي تبلغ من العمرالرابعة والعشرين من عمرها ،وستصبح اماً لأول طفل ، والتي كرست حياتها وشبوبيتها في العمل التطوعي وخدمة ابناء مجتمعها عامة ، وقطاع النساء بشكل خاص ، ونشر ثقافة العطاء والقيم التطوعية ، من خلال عضويتها في جمعية ” رم ” التطوعية الاجتماعية .

تعمل ميساء في مجال السكرتاريا في معهد اكاديمي في القرية اصبح جزءاً لا يتجزأ من انتمائها له ، ورغم ضغوطات الحياة والالتزامات اليومية ومتطلبات الحياة الزوجية والأسرية ، الا انها ما زالت تؤمن وتحب العطاء والتطوع ، وترى في العمل التطوعي متنفساً من خلال التضحية والمثابرة ، مؤكدة ان المرأة ليست نصف المجتمع بل كله ، وهي تدعم المرأة دائماً في اي مسيرة ترفع من شأنها ومكانتها بالمستقبل في المجال التعليمي او المهني .

انهت ميساء تعليمها الابتدائي والاعدادي في مصمص والثانوي في مدرسة سالم ، وتخصصت موضوع بيئة بيولوجيا ، وهي لم تكمل تعليمها الاكاديمي العالي بشكل رسمي ، لكنها تتعلم في اكثر من دورة تفتح لها المجالات في عالم.الطفولة المبكرة وعالم الفنون .

وترى ميساء ان الحرية هي حق لكل انسان ، انثى كانت او ذكر، ولكن حق بشرط ان لا يتعارض مع الاخلاق وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف .

تهوى ميساء القراءة ولديها شغف بكتابة الشعر والخواطر الادبية النثرية ، لكنها تجد نفسها في النثر اكثر ، اما قراءتها فتتركز في الغوص بين ثنايا الروايات الهادفة ذات المعاني والابعاد والدلالات الانسانية .

بدأت ميساء نائل مسيرتها مع الحرف وهي على مقاعد الدراسة وكانت في الثالثة عشرة من عمرها ، وتأثرت بخنساء فلسطين فدوى طوقان وسيد القصيدة محمود درويش ، وهي تطرح في كتاباتها هموم المرأة الفلسطينية والعربية ومعاناتها اليومية ، فضلا عن الهموم والقضايا الوطنية والاجتماعية ، واصدرت ديوانها الشعري الموسوم ” يقظة ذاكرة ” وهي في الثامنة عشرة من عمرها المديد ، وضم بين طياته باقة متنوعة من القصائد الوجدانية والانسانية والوطنية والرومانسية .

ميساء نائل محاجنة انسانة مبدعة ومثقفة وامرأة طليعية عصامية وريادية في المجتمع ، تضحي بوقتها وتعطي بلا حدود ، وبدون كلل ، وتساهم انطلاقاً من قناعاتها المبدئية في نهوض المجتمع واعلاء مكانة المرأة والنضال لاجل حقوقها المسلوبة ، وتتطلع الى فجر سام ومستقبل اكثر اشراقاً للمرأة العربية الشرقية .

فتحية تقدير لميساء محاجنة ، العين الساهرة على قضية المرأة ، التي اثبتت وجودها وحضورها المميز في النشاط والعمل الجمعي التطوعي ، انسانة مضحية ومعطاءة ، ودائما بالنجاح ، وقدماً الى امام ، ودمت شعلة مضيئة في دنيا العطاء وعالم الابداع الشعري والنثري .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here