ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية، السبت، أن حكومة إقليم كردستان تدرك أن لديها فرصة فريدة للتقدم نحو الاستقلال، فالمخاوف الغربية من استمرار القتال ضد داعش والانتخابات العامة العراقية، المقرر إجراؤها العام المقبل، توفر لها تلك القدرة على الضغط، وهي القدرة التي قد لا يحظَون بها لاحقاً، حسب تعبيرها.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المجلس الأطلسي بواشنطن، رمزي مارديني، قوله اليوم ( 16 أيلول 2017) إن رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، بإعلانه المضي في الاستفتاء يكون قد “قيَّد نفسه عمداً”، لافتا إلى أنه لا سبيل لإنقاذ “مصداقيته” سوى المضي قدماً في إجراء الاستفتاء أو عبر تسوية مع المسؤولين الغربيين والعراقيين من أجل إجراء استفتاء يحظى باعتراف دولي.
وأضاف مارديني “يبدو أن الولايات المتحدة لا تلقي بالا لذلك، وأعتقد أن المسؤولين الكرد يرون أن هذا هو أفضل توقيت للقيام بالاستفتاء، ولا أعتقد أن الأميركيين سينهون شراكتهم العسكرية، لأنّهم الكرد، قاموا بتحدينا”.
من جانب آخر قال أحد مستشاري برلمان كردستان، سردار عزيز، إن التقدم نحو الاستفتاء كانت “خطوة محفوفة بالمخاطر”، مبينا انه “إذا نجح إجراء الاستفتاء لن نكون في أفضل وضع مع جميع حلفائنا، وإذا فشل في الحصول على اتفاقٍ لإجراء الاستفتاء، سيكون ذلك انتكاسةً كبيرة لحلم الكرد في الاستقلال لعدة سنوات مقبلة”.
وأوضحت الصحيفة أن “مبعوثين غربيين عبروا عن قلقهم من إمكانية إضرار الاستفتاء بمحاولة إعادة انتخاب، حيدر العبادي، رئيساً للوزراء، وأيضاً إمكانية أن يزيد قدرة إيران على دعم مرشحٍ أكثر عداء للولايات المتحدة وحكومة إقليم كردستان”.
فيما أكد مسؤولون كرد مطَّلعون على المحادثات مع المبعوثين الغربيين، أن “الدبلوماسيين اقترحوا تعليق حكومة إقليم كردستان إجراء الاستفتاء لصالح إجراء محادثات مع بغداد حول الميزانية والمناطق المتنازع عليها، فضلاً عن الخلافات حول توزيع عائدات النفط في المنطقة، وقد رفض الكرد تلك المقترحات”.
وأعربت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، عن عدم تأييدها لاعتزام حكومة إقليم كردستان إجراء الاستفتاء، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض، حيث ترى واشنطن أن إجراء الاستفتاء قد يهدد بزعزعة الاستقرار في الوقت الذي تحاصر فيه القوات العراقية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة آخر معاقل تنظيم داعش في العراق.
الجدير بالذكر ان الحكومة المركزية في بغداد تعارض الاستفتاء بشدة، وقد دعا مجلس النواب، رئيس الورزاء، حيدر العبادي، لبذل كل ما في وسعه لوقف الاستفتاء، وصوَّتوا لصالح إقالة محافظ كركوك المتنازع عليها والمؤيّد للاستقلال، وذلك على خلفية قراره بالمشاركة في الاستفتاء.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط