ماذا لو استقل الاكراد بدولة كردية؟

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لاشك ان اول الخاسرين باستحداث دولة كردية سيكونون الاكراد وسينطبق المثل الذي يقول (جنت على نفسها براقش) تمام الانطباق.

لاندري هل يقرأ السيد مسعود البرزاني الاحداث بشكل سليم ام انه محاط بمن يقرئها له بشكل مغلوط؟ قبل ايام صرح مسؤول ايراني كبير قائلاً بأن الحدود مع شمال العراق الحالية هي حدود مع دولة العراق وليس من الضروري ان تكون نفسها مع دولة كردية لاترتبط بمعاهدات دولية مع ايران! والحال نفسه ينطبق على تركيا وكلا الدولتين لهما اطماع في العمق العراقي في الشمال ولاشك انهما سيتمددان لكسب اراضي جديدة واوراق ضغط جديدة ولانهما سيكونان مهددتين من قبل وجود اكراد فيهما لايريدون لهما الانفصال. هذا لايعني ان ايران وتركيا سوف يتركان الدولة المزعومة بعد حين بل سيعمدان لابقائها ضعيفة ومهددة ولغاية معروفة سوف يجعلانها لاتستريح من المشاكل … هذا فيما لو سمحا لها بالتكون.

هناك امثلة عديدة لدول استقلت اعتمادا على العامل القومي او الديني مثل جنوب السودان فماذا حصل غير الفقر والحروب والقتل والتشريد واللعنة التي تطاردهم ليل نهار؟ ومن ناحية اخرى كيف سيكون مصير الاكراد الذين يتواجدون في محافظات العراق والذين لهم تجارة مربحة معها …. وهل تم حل المسائل المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها؟ هناك العديد من الامور والاسئلة التي بحاجة الى نقاشات ومباحثات واسعة … اليس من الاجدر بالسيد البرزاني وغيره ان يفكروا باستقلالهم بطريقة حضارية تعتمد على اسلوب النقاش والمباحثات التي في مثل هذه الاحوال تحتاج الى وقت طويل بدلاً من اللجوء الى التهديد والوعيد والاستقلال المبني على العداء وكأننا في مدرسة اطفال اذا زعل احدهم ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ايمسكه على هون او يدسه في التراب !؟

هناك عقبات وخيمة من استقلال الاكراد في هذا الوقت بالذات والمنطقة غير مستقرة ولاتخلو من الارهاب … ومن هذه الامور الخطيرة هو نشوأ حروب وصراعات اهلية قد يصعب السيطرة عليها ناهيك عن ان تقسيم العراق بهذا الشكل سوف يؤدي الى تقسيم المنطقة على اسس اثنية ومذهبية وعرقية حيث سيكون ذلك دافعاً لهذه الاقليات التي تشعر بانها مضطهدة ان تنحو نحو الاستقلال مما يشرذم دول المنطقة والجميع يعلم ان هناك منظمات وشركات سلاح ونفط عالمية تدفع نحو هذا الاتجاه بل وتسعى اليه منذ فتره.

ان المتتبع لتصريحات البرزاني يجد انه يتربع على عرش السلطة في اقليم كردستان رغم انتهاء ولايته منذ اربعة سنوات وهو يصدر التهديدات وكأن الحكومة المركزية تابعه له ! كما وانه يقول بان لايوجد امامه الا الاستفتاء للاستقلال … فكم مرة شد البرزاني رحاله الى بغداد للتفاوض؟ الا يعني ذلك انه يضحك على الذقون وهل يمكن لاحد ان يصدقه بعد ذلك؟ ان السيد البرزاني يدفع بالشعب الكردي الى مجهول وعليهم ان يعوا ذلك وان يدركوا السبب في معاناتهم هي حكومتهم الاقليمية وغياب مرونتها وحنكتها السياسية في ترتيب الاوراق مع الحكومة المركزية دون تهديد ووعيد وتوجهات لاتتسمم بالوطنية ولاتهتم بكرامة الوطن والمواطن … واذا اختاروا الاستقلال فسيكونون هم الذين يواجهون عقبات وخيمة في منطقة تعج بالازمات وبحر متلاطم الموج لاتسلم فيه سفينة صغيرة الحجم بل يحتاج راكبيها الى سفينة اكبر تحميهم من الموجات العاتيه والاعاصير المدمرة …. ونحن ننصحهم لوجه الله تعالى ان ينالوا استقلالهم بطريقة حضارية في وقت مناسب بعد مباحثات مستمرة وهذا ليس الضرف الملائم لذلك على الاطلاق والحليم تكفيه الاشارة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here