لماذا تؤيد السعودية سياسي العراق الشيعة دون غيرهم ؟

المعروف ان علاقة السعودية بالشيعة بشكل عام هي علاقة سيئة لان اساس الفكر الوهابي الذي تقوم عليه حكومة ال سعود هو ابادة الشيعة بالدرجة الاولى ولذلك نرى علاقة ال سعود بالشيعة ليس فقط عدائية بل استئصالية بمعنى الاضطهاد و القتل حتى الابادة فلماذا انفتحت السعودية على شيعة العراق فقط دون غيرهم ورضت بهم واحتفت بهم واصبحوا الابناء المدللين عندها رغم ان شيعةالعراق هم اصل الشيعة واصولها وجذرها وان ال سعود هاجموا كربلاء مرات وهدموا مرقد الامام الحسين عليه السلام ولازالوا يدعون لهدم اضرحة الائمة فما الذي دعاهم لينقلبوا فجأة ويختاروا شيعةالعراق بالذات ليتوددوا اليهم؟
قبل الجواب لنرى طبيعة علاقة الحكومة السعودية بالشيعة بشكل عام :
في السعودية يتعرض المواطنون الشيعة الى كافة انواع الاضطهاد والحرمان من الوظائف والاهمال في مناطقهم وحرمانهم من ابسط الخدمات واستهدافهم بالسجن و التعذيب والقتل بقطع رؤوسهم .
خارج السعودية :
ارسال قوات سعودية لقتل الشعب البحريني والذي غالبيته شيعة
مساندة صدام حسين في قتله واضطهاده للشيعة العراقيين
العداء مع ايران بعد سقوط الشاه وتاييد وتمويل كل المنظمات الارهابية التي تقتل الشعب الايراني
تبني كل المنظمات الارهابية والتكفل بمدها الرجال والنساء والاطفال والمال و السلاح التي عملت في العراق بعد اسقاط صدام حسين كالقاعدة والزرقاوي وصولا الى داعش لقتل اكبر عدد ممكن من شيعةالعراق
اظهار العداء التام لشيعة لبنان وتاييد وتمويل المنظمات الارهابية للقيام بتفجيرات وقتل الشيعة اللبنانيين وارسال اشخاص سعوديين للقيام بعمليات انتحارية في المناطق السكنية ذات الاغلبية الشيعية .
تاييد المنظمات الارهابية لقتل الشيعة في باكستان عبر استهداف مساجدهم واسواقهم واغتيال قادتهم
اقامة المؤتمرات والندوات في اندونيسيا وماليزيا لتشويه المذهب الشيعي و التحريض على الشيعة في كل مكان وتاسيس المدارس الوهابية والتكفيرية ودفع الاموال لتبني المذهب الوهابي .
وغيرها من الافعال والجرائم و الخطط والمؤمرات للنيل من الشيعة في اي مكان في العالم ويكفي ان تقرأ صحيفة سعودية واحدة لترى حجم الحقد و الكراهية الذي يكنه ال سعود للشيعة وبمجرد ان تستمع الى دعاء امام المسجد النبوي او الحرم المكي وكيف هو يدعوللقضاء على الشيعة الروافض فستعلم علم اليقين بان ال سعود مشكلتهم الاولى والاخيرة هم الشيعة فكيف انقلبوا فجأة ليصبحوا من اشد المعجبين و المؤيدين والمناصرين لشيعة العراق ( اقصد الحكومة ) ؟
لا شك ان ال سعود ظلوا يبحثون عن شيعة يعملون لصالحهم اي يبحوا عملاء لال سعود يمجدونهم وينتقدوا مراجع الشيعة وحوزاتها العلمية ولكنهم لم يفلحوا الا بعدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة في لبنان بالذات وهم رجلين يلبسون العمامة وثلاثة سياسيين وهؤؤلاء كلهم مرفوضون ومنبوذون من شيعة لبنان ولكنهم (اي السعوديين ) وجدوا شيعة من العراق يتهافتون عليهم يقدمون ولاء الطاعة و العمالة و الخضوع و الخنوع بمجرد ان طلب منهم ال سعود ذلك فكيف ولماذا وهل هي حقيقة ؟ ان كانت فما اشنعها واقبحها واندها .
السعودية وشيعة السلطة في العراق :
بمجرد سقوط صدام حسين الذي ايدته السعودية بكل امكاناتها فانها اعلنت الحرب على الحكم الجديد الذي سمي زورا شيعيا كون السنة يشاركون فيه بفعالية فارسلت السعودية رجالها واموالها معززة بفتاوى مشايخ الوهابية ان اقضوا على حكم الشيعة في العراق فكانت القاعدة ومنظمات ارهابية اخرى وصولا الى داعش تقتل الشيعة العراقيين بلا رحمة بحيث تختار الاسواق الشعبية و المدارس والمساجد لتفجرها لتقتل اكبر عدد ممكن وكيف لنا ان ننسى مثلا قيام سعوديين وهابيين متنكرين بلباس العراقيين التقليدية ( دشداشة وغترة) باقامة اكشاك توزيع العصائر و اللبن المسموم على الشيعة الذي كانوا يحيون زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام في مدينة الكاظمية في بغداد وكذلك توزيع السندويتشات التي تحتوي على سموم بحيث كان الزوار يسقطون ميتون بعد عدة دقائق من شربهم العصائر او اكل السندويتشات وهي طريقة خبيثة استخدمتها السعودية لقتل شيعةالعراق بالاضافة لطرق التفجير وغيرها واستعداء كل العرب والمسلمين على الحكم الجديد في العراق و التحريض اعلاميا بفبركة الاخبار وحتى انتاج افلام كاذبة تقول هكذا يقتل شيعة العراق اهل السنة عدا البرامج التلفزيونية المحرضة ناهيك عن فتح جوامع السعودية كلها لجمع الاموال تحت عنوان (تجهيز مجاهد لقتال الروافض) او ( نصرة النفرة لاخوانكم المجاهدين ضد الرافضة) و( تبرعوا لانقاذ اهل السنة من ايدي الروافض ) كما كانت تكتب على صناديق التبرع في السعودية . اما الامراء من ال سعود فكانت تبرعاتهم هائلة بحيث انه القي القبض على ارهابي سعودي ومعه رسالة من اميرة سعودية الى الزرقاوي تعلن فيه تبرعها شهريا 200 الف ريال للمجاهدين في العراق ضد حكم الرافضة .
امام كل الحقد والكره والاصرار و تاييد الارهاب و الارهابيين كانت السعودية تستلم طلبات زيارة من قادة شيعة عراقيين وتسمع تصريحات كلها حب ومودة واستعطاف للسعودية وقد سمعت من كلمات اطراء وحب وتودد من موفق الربيعي ونوري المالكي وعمار الحكيم ما لم تسمعه من عدنان الدليمي وظافر العاني وصالح المطلك وهم عتاة المؤيدين للارهاب السني في العراق ولكنها لم تعره اي اهتمام على الرغم من بادرة خيانية قامت بها حكومة المالكي باعادة ارهابيين سعوديين معتقلين في السجون العراقية الى السعوديةبطائرة عراقية دون اي مقابل وبقي ساسة الشيعة يتملقون السعودية علنا وسرا من شخصيات لديها مناصب ادارية عليا ولكن دون تجاوب سعودي حتى تم اقرار جاستا الامريكي و الذي سمح لعوائل ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية كون اغلب الارهابيين في تلك الحادثة كانوا سعوديين وكذلك موت الملك عبد الله ومجيء سلمان وتغيير سلوك السعودية الى اظهار نفسها انها ضحية للارهاب وانها تحاربه ولم تجد من يزكيها غير الحكومة العراقية برئاسة العبادي و الذي تعتبر حكومته امريكية الهوى و الاتجاه وبذلك ارسلت سفيرها السبهان والذيتم طرده بعدذلك كونه لم يتقن اللعبة وبقيت رسائل السياسيين الشيعة تنهمر على الحكومة السعودية بطلب الزيارة للعودة للحضن العربي الخليجي وكانت فرصة ذهبية للسعودية حيث انها وجدت ولاول مرة سياسيين شيعة يدافعون عنها ويبرؤونها من الارهاب دون اي مقابل سوى ان تقبل بان يزوروا السعودية حتى ان احدى رسائل السفارة السعودية في بغداد والتي تم اعتراضها ونشرها على نطاق ضيق اشارت الى ( ان حكومة العبادي ووزرائها الشيعة يبدون رغبة كبيرة التنسيق مع حكومة خادم الحرمين وقداظهروا ولاءا لا نشك بصدقيته ونقترح دعوة رئيس الحكومة العبادي لزيارة الرياض لانها ستكون الاختراق الاكبر للساحة الشيعية المستعصية منذ زمن مع تاكيدنا على ضرورة اصدار تصريحات مؤيدة لحكومته لتوسيع الهوة بين شيعة العراق وبقية شيعة العالم مما يعتبر ضربة قوية للنظام الايراني …. وقد سمعنا تبريرا عن موضوع زيارة وفد الحوثي للعراق بانه تصرف فردي من وزير الخارجية ابراهيم الحعفري دون موافقة رئيس الوزراء وقد نصحنا البعض بان نهتم به كاهتمامنا برئيسه العبادي باعتباره شخصية متضخمة تحب الاطراء .. ان الشيعة العراقيين يقدمون ولاءا مجانيا لسيدي خادم الحرمين ولولي العهد ولولي ولي العهد الامين وهي فرصة لا نعتقد بانها ستتكرر ولذا نوصي بدعمهم دعما ماليا وسياسيا حيث انهم جادون في تحقيق مصالح المملكة في العراق وسيحجم من النفوذ الايراني الذي يعلنون لنا في السر بانهم لا يرغبون بان يكون لايران اي نفوذ وبدون دعم المملكة لن يحققوا هدفهم والذي هو هدفنا بقطع يد ايران في العراق علما بانهم يهتمون بمصالحهم الشخصية وعائلاتهم واقاربهم وهذا ما يمكننا استغلاله بمنحهم عطايا من سيدي خادم الحرمين وتامين شركاتهم التجارية و العقارية لناخذ في المقابل تاييدا شيعيا لحكومة سيدي خادم الحرمين نستثمره في عاصفة الحزم وضد حراك عملاء ايران في البحرين ) وهذا فعلا ما تم حيث وجهت الدعوة لرئيس الوزراء حيدرالعبادي وكلنا شاهد زيارة اليوم الواحد المذلة بكل تفاصيلها ومن ثم وزير الداخلية الاعرجي وما تبعها من تصريحات سياسية شيعيةعراقية تدعم السعودية وتبرؤها من اي ارهاب وتشيد بحكمتها وسياستها المحايدة ولازالت تتوالى سياسة الانبطاح للعبادي وشيعته امام ال سعود حيث يعتقد العبادي وفريقه ان الالتحاق بالمحور السعودي سيعطيهم تزكية عند السنة وامريكا وبالتالي يضمنون الولاية الثانية .
رغم انها حالة مؤسفة الا ان السعودية استطاعت وللمرة الاولى في تاريخها من ان تخترق الساحة الشيعية وتجد لها عملاء يقدمون لها ما تريد بالمجان ودون ان تطلب منهم وبذلك تحقق حلمها الذي فشل في السعودية مع الشيعة وفي البحرين وفي لبنان والباكستان وافغانستان ناهيك عن الجاليات الشيعية في اوربا .
انهم عار علينا ولم يصب المذهب بهكذا عار الا مع سياسيين عراقيين استخدموا انتمائهم الكاذب للمذهب للوصول الى مناصب سيادية فحققوا امالهم وطموحاتهم ولم يبقى لنا من امل سوى جمهورنا الشيعي الواعي والقيادات التي اعلنت انتماءها للمذهب قبل انتماءها السياسي لتحد من تغلغل الوهابية وال سعود في الجسد الشيعي العراقي وبذلك اصيب العراق في مقتل بينما بقيت الساحات الشيعية الاخرى محصنة وعصية على ال سعود .
اعلمتم الان لماذا اختارت السعودية سياسي شيعةالعراق دون غيرهم ؟
محمد العبد الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here