عدنان السراج: لم نفهم لحد الآن موقف الاتحاد الوطني الكوردستاني من مسألة الاستفتاء

أكد عضو إئتلاف دولة القانون، ورئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية، عدنان السراج، بأن “التحالف الشيعي لا يمكن ان يفقد الثقة بالاتحاد الوطني الكوردستاني فهم يتجاوبون بشكل وثيق مع الشيعة”.

وقال السراج بأن “العلاقات بين الشيعة والكورد، تمتد الى علاقات قديمة جداً، فقد افتى السيد الامام محسن الحكيم بفتوى تحريم دم الكوردي في ستينيات القرن الماضي، لذلك كان للشيعة دور مهمة في مساندة الكورد، في المقابل، كان للشيعة تحالفات في المعارضة العراقية، وكان هناك دور كبير لشمال العراق في احتضان المعارضة الشيعية بالذات خلال الإنتفاضة الشعبانية، إذن هنالك علاقة صميمية وقديمة بينهم”.

واضاف، “إلا ان الواقع الحقيقي شهد ابتعاد الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة مسعود البارزاني، عن التحالف الشيعي والتوجه الى طرف من الاطراف السياسية في العراق بعد 2003، إلا ان الاتحاد الوطني برئاسة القائد الرمز السيد مام جلال كان له دور مهم في بقاء هذه العلاقات الحقيقية مع الشيعة، إلا ان مسعود البارزاني قد ابتعد عن التحالف الحقيقي مع الشيعة في العراق واتخذ قرارات لا تتناسب مع طبيعة العلاقة الاستراتيجية الحقيقية بين الكورد والشيعة، لذلك لا يزال شيعة العراق يعتقدون بان حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني يتعاون ويتجاوب بشكل وثيق مع الشيعة”.

واشار عضو إئتلاف دولة القانون، ” اتصور بأن الشيعةاصبحوا في موقف محرج امام الراي العام العراقي بعدما تسلم السيد مسعود البارزاني كل مقاليد السلطة والراي في اقليم كوردستان، بحيث اصبحنا لا نسمع رأيا للاتحاد الوطني بشأن كركوك إلا بشكل خجول، نحن لا نقف امام احلام الكورد، نحن ايضا مع فكرة تقرير المصير ولكننا ضد الانفصال ومستقبلنا هو مع مستقبل الكورد ايضاً”.

واوضح السراج، “ان السيد مسعود البارزاني لم يكن موفقا بعلاقاته الاستراتيجية مع الشيعة بدرجة كاملة، فهو دعم المالكي في البداية بشكل قوي، فخلال زيارتنا له مع وفد اعلامي عربي من بغداد، اشار البارزاني بأن علاقته مع المالكي كانت جيدة وان القيادات الكوردية حينما لا يجدون سبيلاً للوصول الى بغداد بسبب الانواء الجوية كان يسألهم السيد البارزاني، هل يدير السيد المالكي هذه الاجتماعات، فيقولون نعم، فيقول لا حاجة لوصول الكورد الى بغداد فالمالكي سيعوض عن وجودنا هناك، ولكن السؤال هو كيف تحول الاخوة الى اعداء؟ اعتقد بأن هناك اسباب عديدة والاقليم يتحمل الجزء الاكبر من هذه الاسباب بالاضافة الى بغداد ايضاً، المهم ان النتيجة كانت قطيعة نتيجة لهذه الخلافات، واصبحت داعش تهدد اربيل، وتهدد بغداد، وكادت ان تطيح بالدولة بالكامل، والان علينا ان نتفاهم على حل هذه المشاكل، مثلما تعاونت قوات البيشمركة مع الجيش العراقي وتمكنوا من دحر داعش”.

وبين السراج، “ان علامات التقارب بين الكورد والشيعة كبيرة، ويجب ان تكون هناك حوارات سياسية، ولكنني اختلف مع مسألة قطع الرواتب من قبل الشيعة، فلا بد من وجود اسباب اخرى، فلو درسنا هذه الاسباب لعملنا سبب قطع هذه الرواتب، واذكر منها واحداً، فحين قمنا بزيارة مع رئيس الوزراء السابق الى اذربيجان، وهناك قدموا لنا شكرهم بسبب وصول صهاريج النفط العراقية الى بلادهم، فقال رئيس الوزراء آنذاك اننا لم نصدر او نرسل صهاريج النفط اليكم، واتضح بعد ذلك بأن هناك اساطيل من النفط تصل اليهم من شمال العراق عبر ايران وبأسعار مخفضة، اذاً كان هناك تهريب للنفط، وكانت هذه من احد اسباب توتر العلاقات بين المالكي والبارزاني”.

وتابع السراج، “ان التحالف الشيعي لا يمكن ان يفقد الثقة بالاتحاد الوطني الكوردستاني، فحينما كنت منسقاً في رئاسة الوزراء، كان رئيس الوزراء يطلب بأن ينفذ ويطبق كل ما يقوله جلال الطالباني، فقد كان يحظى بإحترام كبير، وكان صمام الآمان لكل العراقيين”.

وحول وجهات النظر على رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم ومحاولة اقلته وجمع التواقيع في البرلمان العراقي، قال “لم اسمع اي طرف شيعي لديه وجهة نظر على السيد فؤاد معصوم، وحينما التقيت به في احد الايام، حينما تسلم رئاسة الجمهورية، قلت له اريد منك ان تكون مثل الاب الكبير الذي كان يمثله مام جلال شافاه الله، فقال انا لا استطيع ان اكون مثل مام جلال، فقد اصبح مام جلال قائداً وعمره 13 عاماً، اما انا فقد كان عمري 30 واصبحت قائداً، ولكني سأحاول ان اكون مثل مام جلال”.

وعن كيفية تعامل بغداد مع قضية الاستفتاء، “ان بغداد مستعدة لفعل الكبير ليكون الكورد في وضع مريح، لأننا لا نتعامل مع اعداء بل نتعامل مع شركاء، وهناك ازمة كبيرة وعلينا مناقشتها، وبغداد مستعدة لحلحلة الوضع وعلى الطرف الكوردي ان يكون مستعداً لتقديم بعض التنازلات لحل الازمة”.

وعن موقف الاتحاد الوطني من الاستفتاء، قال السراج، “لم نفهم لحد الآن موقف الاتحاد الوطني من مسألة الاستفتاء، فالبعض منهم يقول الوقت غير مناسب، والبعض الآخر مع الاستفتاء، والبعض الآخر شكل حزبا جديداً”.

واردف السراج، “ان مشروع الفيدرالية لا تناسب الشيعة ولا تناسب الكورد، الشيعة يعتقدون بأنهم سيتضررون من قضية الانفصال، بسبب التحالفات الموجودة في البلد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here